TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > اختبار للاستمرار

اختبار للاستمرار

نشر في: 12 مايو, 2017: 09:01 م

منح الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا العراق فرصة نادرة لإثبات أحقيته في تضييف المباريات الدوليّة على أرضه وبين جماهيره، بعد اجتماع الجمعية العمومية السابع والستين للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي عقد الاسبوع الماضي في البحرين، بعد جهود مضنية تعاضدت على انجازها المؤسسات الرياضية العاملة في العراق لأشهر طويلة وجولات مكوكية نالت دعم الحكومة المركزية نظراً للجدوى الكبيرة التي ستتحقق فيما لو مضت الرياح بما تشتهي سفننا وتمكنا من اقناع العالم مرة أخرى، بعد انقضاء الأشهر الثلاثة وفق ما نريد.
يقيناً أن الملف بحاجة الى عمل شاق وتثقيف باتجاهات متعددة جماهيرية وحكومية ايضاً، حيث لا يمكن التعويل على الجمهور فقط بالانضباط والتشجيع النظيف الذي لابد أن يسود ملاعبنا على اختلاف أنواعها في أيّة مباراة محتملة مقبلة، سواء في الدوري العراقي النخبوي أو المباريات الوديّة التي من المؤمل أن تقام في البصرة وكربلاء وأربيل، وإن يكن لا يستهان بخطورة هذه الحالة، فوعي الجمهور له الأولوية والمواطنة الحقّة التي ستعكس لأنظار العالم المسلطة علينا هذا التوجه، ولنا ثقة كبيرة بالروابط الجماهيرية الموجهة انها ستكون عند حسن الظن والاختبار.
 ومن الجانب الآخر، فإن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ما يمثل الحكومة منها كوزارة الشباب والرياضة ولجان الرياضة بمجلس المحافظات والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم واللجنة الأولمبية، مطالبون أكثر من أيّ وقت مضى، بحسن الإدارة والتفاني في هذا المجال لردم أيّة ثغرة قد تعكّر الأجواء من قبيل الطاقة الكهربائية وتوافرها زمن المباريات وصولاً الى الأمن وضرورياته وأمن الملاعب، ولنا تجارب محزنة في هذا المجال ينبغي أن نكون قد خبرناها جيداً وتعاملنا على أساسها في المرحلة المقبلة، التي لا تحتمل النقاش بعد أيّة هفوة لا سمح الله.
لذلك كله يجب علينا أن نترك جانب التهويل بالظفر الذي تحقق حتى اليوم وهو جهد مشكور وينال كل التقدير والاحترام، ولكن المتبقي هو الأهم، حيث يتوجب علينا التعامل مع الحال بموضوعية وإدراك، وكأن جميع المباريات التي ستقام على ارضنا خلال هذه الفترة الحرجة هي مباريات مصيرية، وإن أية حالة اخفاق ستحصل ستنال من جرف الانجاز بقسوة مفرطة لاسيما أن الأنظار ستترصدنا بحدقات مفتوحة وتسجّل كل ما يحصل بدقة متناهية جداً، فلا يمكن أن نركن الى ما تحقق حتّى اليوم.
لقد بدأت بعض المصادر الإعلامية تشير، الى عزم الاتحاد التعاقد مع شركات أجنبية للإدارة داخل الملاعب وتولي الإشراف على المباريات الوديّة، وحقيقة القول أن المخاوف بدأت مع ظهور هذه التصريحات التي تعودنا عدم جديتها في فترات سابقة وكان السبب الحقيقي لإطلاقها هو استهلاك الوقت واشغال الشارع الرياضي بها لا أكثر من ذلك، ونعتقد أن الواقعية هنا تفرض نفسها بقوة، فنحن لا نمتلك ناصية الوقت المحدد بثلاثة اشهر أولاً للمناورة في جلب هذه الشركات، والسبب الآخر هو توفر السيولة المالية أو تأمينها على أقل تقدير، وهي مسألة شائكة أيضاً، والمتبقي هو الاستفادة من الملاكات المتدرّبة في بغداد والمحافظات يضاف لها الفرق التطوعية ومن الممكن إعداد ما يكفي للنجاح ويكون العمل ناجزاً برمته.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram