منح الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا العراق فرصة نادرة لإثبات أحقيته في تضييف المباريات الدوليّة على أرضه وبين جماهيره، بعد اجتماع الجمعية العمومية السابع والستين للاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي عقد الاسبوع الماضي في البحرين، بعد جهود مضنية تعاضدت على انجازها المؤسسات الرياضية العاملة في العراق لأشهر طويلة وجولات مكوكية نالت دعم الحكومة المركزية نظراً للجدوى الكبيرة التي ستتحقق فيما لو مضت الرياح بما تشتهي سفننا وتمكنا من اقناع العالم مرة أخرى، بعد انقضاء الأشهر الثلاثة وفق ما نريد.
يقيناً أن الملف بحاجة الى عمل شاق وتثقيف باتجاهات متعددة جماهيرية وحكومية ايضاً، حيث لا يمكن التعويل على الجمهور فقط بالانضباط والتشجيع النظيف الذي لابد أن يسود ملاعبنا على اختلاف أنواعها في أيّة مباراة محتملة مقبلة، سواء في الدوري العراقي النخبوي أو المباريات الوديّة التي من المؤمل أن تقام في البصرة وكربلاء وأربيل، وإن يكن لا يستهان بخطورة هذه الحالة، فوعي الجمهور له الأولوية والمواطنة الحقّة التي ستعكس لأنظار العالم المسلطة علينا هذا التوجه، ولنا ثقة كبيرة بالروابط الجماهيرية الموجهة انها ستكون عند حسن الظن والاختبار.
ومن الجانب الآخر، فإن المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ما يمثل الحكومة منها كوزارة الشباب والرياضة ولجان الرياضة بمجلس المحافظات والاتحاد العراقي المركزي لكرة القدم واللجنة الأولمبية، مطالبون أكثر من أيّ وقت مضى، بحسن الإدارة والتفاني في هذا المجال لردم أيّة ثغرة قد تعكّر الأجواء من قبيل الطاقة الكهربائية وتوافرها زمن المباريات وصولاً الى الأمن وضرورياته وأمن الملاعب، ولنا تجارب محزنة في هذا المجال ينبغي أن نكون قد خبرناها جيداً وتعاملنا على أساسها في المرحلة المقبلة، التي لا تحتمل النقاش بعد أيّة هفوة لا سمح الله.
لذلك كله يجب علينا أن نترك جانب التهويل بالظفر الذي تحقق حتى اليوم وهو جهد مشكور وينال كل التقدير والاحترام، ولكن المتبقي هو الأهم، حيث يتوجب علينا التعامل مع الحال بموضوعية وإدراك، وكأن جميع المباريات التي ستقام على ارضنا خلال هذه الفترة الحرجة هي مباريات مصيرية، وإن أية حالة اخفاق ستحصل ستنال من جرف الانجاز بقسوة مفرطة لاسيما أن الأنظار ستترصدنا بحدقات مفتوحة وتسجّل كل ما يحصل بدقة متناهية جداً، فلا يمكن أن نركن الى ما تحقق حتّى اليوم.
لقد بدأت بعض المصادر الإعلامية تشير، الى عزم الاتحاد التعاقد مع شركات أجنبية للإدارة داخل الملاعب وتولي الإشراف على المباريات الوديّة، وحقيقة القول أن المخاوف بدأت مع ظهور هذه التصريحات التي تعودنا عدم جديتها في فترات سابقة وكان السبب الحقيقي لإطلاقها هو استهلاك الوقت واشغال الشارع الرياضي بها لا أكثر من ذلك، ونعتقد أن الواقعية هنا تفرض نفسها بقوة، فنحن لا نمتلك ناصية الوقت المحدد بثلاثة اشهر أولاً للمناورة في جلب هذه الشركات، والسبب الآخر هو توفر السيولة المالية أو تأمينها على أقل تقدير، وهي مسألة شائكة أيضاً، والمتبقي هو الاستفادة من الملاكات المتدرّبة في بغداد والمحافظات يضاف لها الفرق التطوعية ومن الممكن إعداد ما يكفي للنجاح ويكون العمل ناجزاً برمته.
اختبار للاستمرار
[post-views]
نشر في: 12 مايو, 2017: 09:01 م