تجربته طويلة وعميقة في مجال الشعر، حصدها جميعها في كتاب واحد وهو " الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر عيسى حسن الياسري" والتي  عُدّت وكأنها رؤوسٌ  محشوة بمخاوف وأحلام هائلة،  صنعتها أساطير وخرافات تحولت إلى أكثر الأكاذيب صدقاً، لذا فقد احت

تجربته طويلة وعميقة في مجال الشعر، حصدها جميعها في كتاب واحد وهو " الاعمال الشعرية الكاملة للشاعر عيسى حسن الياسري" والتي  عُدّت وكأنها رؤوسٌ  محشوة بمخاوف وأحلام هائلة،  صنعتها أساطير وخرافات تحولت إلى أكثر الأكاذيب صدقاً، لذا فقد احتشد رأسه بكل أساطير القرية، طقوسها السحرية،  نبوءات عرافاتها،  كنت تطبق وصايا جدتك وأمك كلها باستثناء وصيتين خرجت عليهما، أولاهما عدم النوم في الظهيرة تحت ظلال الأشجار أو الجلوس وحيداً فيها،  وثانيتهما عدم الذهاب إلى المراعي البعيدة، لأن  فيها جنيات على هيأة نساء جميلات يرعين الغنم،  لقد خرق الشاعر هاتين الوصيتين،  ومن يومها وحتى اللحظة وهو يهيم على وجهه عبر قارات الأرض، حيث ضيع طريق العودة إلى البيت، وحكمة الأب،  وحنان الأم، وحضن الزوجة، والتجوال مع حبيبته، ودفء الموقد الذي يجمع حوله الأهل والأصدقاء وموسيقى المطر .
هكذا وصفت مجموعة الشاعر عيسى حسن الياسري، التي اقتبسها من الطبيعة، والحياة، هذه المجموعة التي استحقت الاحتفاء في جلسة اقامها نادي الشعر في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، صباح يوم السبت الفائت على قاعة الجواهري...
الجلسة قدمها الشاعر سلمان داوّد محمد قائلاً " سأقوم بمهمة ادارة وتقديم جلسة الشاعر الكبير عيسى حسن الياسري بناءً على طلبه فقط، وهذا بالتأكيد شرف كبير لي أن ادير جلسة لشاعر كبير كالياسري فهو صديق صدوق، وشاعر عظيم ومعروف".
وأضاف داود محمد " أن المجموعة الشعرية للشاعر تتسم في موضوعاتها بين الوطن والغربة والسياسة والدين الحب والحرب، و تضم هذه الاعمال الشعرية ما يقارب إحدى عشرة مجموعة شعرية كتبت ما بين العراق والأردن وكندا وهي "فصول من رحلة طائر الجنوب" و "سماء جنوبية" و"المرأة مملكتي" و"شتاء المراعي" و"صمت الأكواخ" و"أناديك من مكان بعيد" و"السلام عليك يامريم" و"ما يمكث على الأرض" و"أيتها الباب" و"بقايا البيدر" و"أغاني الغروب".
 بدوه ذكر الشاعر د. سعد ياسين يوسف عن المحتفى به " منذ أول قصيدة للياسري في مجلة "الآداب " بعددها العاشر من العام 1971،  والتي حازت على اعجاب الناقد المصري المعروف "الدكتور صبري حافظ " بطريقة مثيرة معتبراً إياها من قصائد العدد المهمة انفتح أمامه طريق النشر، الذي أغلقه ابناء وطنه في وجهه حينها بحجة أو بأخرى، فكان عيسى حسن الياسري صوتاً شفيفاً ندياً كجذوره الممتدة إلى أعماق مياه (أبو بشوت) في الجنوب العراقي، وكان عميقاً في صوره ومعانيه كعمق تلميحات الجنوبيين في جلسات سمرهم ومرفرفاً كنوارس الربيع حينما تحلق على صفحات المياه هو (يسينن العراق) وهو الصوت الشفيف الذي لف روحنا بموسيقاه العذبة منذ أن عبر بنا إلى مدن الفرح وآسرنا لآخر أيام حياتنا في العشب".
وأضاف ياسين خلال كلمته  قائلاً "عاش الياسري الغربة مرتين.. مرة في وطنه والثانية خارج أسواره .. لكنه رغم كل هذا يمنحك الفةً في شعره، وقرباً يجعلك تدنو منه وتتوحد فيه وهو ينقلك إلى عوالم النقاء والصفاء الانساني بعيداً عن صخب المدن ليحل في هدأة العشب والمياه واتساع عوالم الإنسان الأولى .. إنه آخر الشعراء القرويين الشاعر عيسى حسن الياسري، كنت معنا رغم المحيطات التي تفصلك عنا أبا ياسر الحبيب، وكنا نرتشف قصائدك كما ترتشف الأرض اليباب حبات المطر الأولى ".
الجلسة شهدت قراءات بعض الأوراق النقدية لبعض النقاد الحاضرين كالدكتور علي حداد، والشاعرة راوية الشاعر، وانتهت بقراءة بعض القصائد التي تضمنتها الأعمال الكاملة للشاعر، وثم توزيع الكتب على الحاضرين.