علي القيسيبين آونة واخرى تبرّر وزارة التجارة أسباب نكوص مواد الحصة التموينية، بمسوغات جاهزة، غير موضوعية، ملّ المواطن سماعها ولم يعد يصدقها. فمنذ نحو ستة أشهر او اكثر وهو لم يتسلم مادة السكر مثلا. فضلا عن عدم استلامه الحصة كاملة طوال السنوات المنصرمة. وقد تعود المواطن ان يتسلم حصته بالتمام والكمال طوال فترة الحصار، بل وفي وقتها المحدد.
 ومن طرائف ما قرأت امس الاول، لافته لأحد المرشحين تحمل اسمه وصورته وتتضمن قوله:" نوصل لكم مواد الحصة التموينية كاملة وفي موعدها المقرر".. بل بات تأخير ونكوص مواد الحصة،محط تندر وسخرية الكثير من المواطنين في ظل فسحة الحرية المتاحة . والنكتة سلاح المحرومين والمظلومين في المجتمع. ومن جهتها تحمـّل الوزارة مسؤولية هذا التلكؤ والتراجع في الاداء جهات اخرى؛ كي تخرج من المشكلة مثل "الشعرة من العجين"، وهي في ذلك لا تختلف عن وزارة الكهرباء التي طالما وضعت وزر تلكؤها في الاداء، على وزارة النفط التي تتأخر في تزويدها بمادة " الكاز اويل". وهذه التبريرات جاءت بعدما مللنا شماعة الوضع الامني، الذي استقر بفضل الجهود الخيـّرة للمخلصين من ابناء الوطن الغيارى. نحن هنا لا ننكر الجهود الواسعة التي تبذلها الوزارة ، وكفاحها المرير من اجل توفير لقمة العيش للناس في عموم البلاد. لكن المسؤولية الملقاة على عاتقها تحتاج الى مزيد من الصبر والكفاح.لكن المواطن غير معني بما يحيق بالوزارة من ضغوطات تحد من نشاطها بقدر عنايته بموضوعة وصول الحصة كاملة عند اول كل شهر. فقد شهد كثير من الناس احداثا وحوادث ظلت تروى للاجيال عن اندافع المسؤول نحو العمل والخدمات. وفي العهد الجمهوري الاول يروى ان اجمل ساعات الزعيم عبدالكريم قاسم هي تلك التي يقضيها بين الفقراء، واول رحلة له الى "مدينة الثورة" تسابق الفقراء في استقباله وهم يعبرون قناة الجيش وملابسهم على رؤوسهم ، وحين سأل عن سبب نزول الناس الى الماء والجو بارد ؟ فقيل لعدم وجود جسر في المنطقة. يقول من روى لي الحكاية ؛ فانتفض الزعيم واتصل من فوره بآمر الهندسة العسكرية وقال له بحدية "غدا مساء اريد جسرا اعبر عليه". وفعلا نفذت الهندسة الالية العسكرية اول جسر فوق قناة الجيش.ومثل هذه الحكايات يرويها الناس تكون حافزا للاخرين من اجل خدمة فقراء الناس، الذين هم السواد الاكبر من العراقيين. لذا يعتقد المواطن ان تبريرات بعض الدوائر غير مقبولة، كون الافعال على قدر الرجال، بحسبه. والمستحيل ليس في قاموس المخلصين.