ترجمة/ المدىان عملية اغتيال محمد المبحوح في دبي تقدم نموذجاً لوجهات نظرنا في إسرائيل، فعندما جاءت الأخبار الأولى عن الاغتيال أشارت وسائط الإعلام العالمية الى إسرائيل ومسؤوليتها في ذلك، وعلى الرغم من عدم صدور اعتراف رسمي، احتفل المسؤولون والصحفيون الإسرائيليون بالعملية النظيفة لقتل عدو قديم- الذي كما يقولون، مسؤول عن قتل جنديين إسرائيليين قبل أكثر من 20 عاماً، وأيضاً بسبب تدفق الأسلحة الإيرانية حالياً الى غزة.
وأضافت تلك الأخبار توهجاً لرئيس الموساد ميير داغان "لاستعادته الروح القتالية" للمنظمة وكان شارون قد أشار الى داغان بقوله: ميير متخصص بفصل رأس العربي عن جسده".واليوم على أي حال تغيرت الرياح، إذ ان جهاز الشرطة في دبي أدهش الإسرائيليين بتقريره الحرفي عن "جريمة اغتيال المبحوح" مع شريط فيديو لصور المشتبه بهم وجوازات سفرهم المزيفة (الأوروبية).اما نحن الذين نتغنى مديحاً بالعمليات الإسرائيلية التي على غرار جيمس بوند وجرأة جهاز الاستخبارات الإسرائيلية "الموساد" فقد تسنى لنا وللمرة الأولى رؤية وجوه أبطالنا في وثيقة حقيقية وليس في فيلم عن التجسس من إنتاج هوليوود.ولما حدث نتائج جادة ان المشتبه بهم في دبي استخدموا هويات ستة مواطنين بريطانيين يعيشون في إسرائيل، وكذلك هويات ايرلندية مزورة وفرنسية وألمانية، كما ان الأردن قام باعتقال شخصين ينتميان الى جهاز أمني فلسطيني بتهمة تقديم دعم لوجستي في العملية، كما تم استقدام سفيري إسرائيل في لندن ودبي لشرح أمر تلك الجوازات.اما رد الفعل داخل إسرائيل فكان سريعاً داغان بطل الأمس يصور اليوم بشكل مغاير للسابق حتى مع ضغوط الرقابة، إذ بدأ المعلقون يطالبون بإقصائه عن وظيفته ويلومون الحكومة على سرقتها هويات مواطنين مدنيين ووضعها السياسة الخارجية في خطر.كما أشارت الصحف الى محاولة ناتنياهو الفاشلة على قائد حماس خالد مشعل عام 1997، اما المدافعون عن داغان فيقولون ان العملية جرت بشكل متقن، وان المعارك الدبلوماسية هي مجرد بيانات ومحاضر تسجل.ان عملية الاغتيال هذه هي جزء من الصراع الإسرائيلي العربي اليوم وتجد إسرائيل ان سياسة استهداف العدو وسيلة ناجعة ومؤثرة، اما منتقدو هذا الأسلوب فيشيرون الى العامل الأخلاقي الذي يتزامن مع عمليات من هذا النوع والتي لا تخضع للمحاكمة، وان من سيأتي خلفاً قد يكون أسوأ من الأول، ويضربون مثالاً على ذلك: عندما قتلت إسرائيل عباس موسوي قائد حزب الله عام 1992 جاء بعده حسن نصر الله الأكثر تشدداً، إضافة الى تفجير سفارة إسرائيل في الأرجنتين.وعلى الرغم من تلك المناقشات فإن إسرائيل لم تتوقف عن عمليات الاغتيال، ففي العامين الماضيين جرى الحديث عن قتلها اثنين من قياديي حزب الله وأيضاً شخصية بارزة في سوريا وهو المستشار الأمني للرئيس السوري، اما الرابع فكان عالماً إيرانياً في مجال الذرة.عمليات جرى تنفيذها من قبل الموساد في أراضي "العدو"وازاءتلك العمليات لم يصدر غير التهديدات بالانتقام وعملية دبي فقط "الموقع الأفضل لعمليات التجسس" هي التي جلبت اللوم على رئيس الموساد ووضعته في مشكلة أمام الغرب.عن الغارديان
عملية دبي والموساد
نشر في: 19 فبراير, 2010: 05:51 م