ارتفاع درجات الحرارة في الكثير من البلدان يعد احد عوامل التخلف ، وإثارة الاضطرابات الأمنية والسياسية ، واندلاع أعمال الشغب ، وعندما تصبح درجة الحرارة فوق المعدل الاعتيادي، ينخفض النشاط البشري، ينعكس ذلك على مزاولة العمل وحركة الاقتصاد، وتضطر شعوب "الدول الساخنة " للبحث عن ملاذات هربا من الوسط الساخن، إما بالتوجه الى المياه للحصول على "تبريد كاف " مجانا ولا ضير ان يكون في البرك الراكدة او المستنقعات . الدول المتحضرة في العالم حين ترتفع فيها درجات الحرارة تحشد جهود اجهزها الصحية والبلدية لتفادي وقوع إصابات بين الأطفال وكبار السن ، تسخر وسائل اعلامها لتقديم نصائح مع إرشادات لتجنب الإصابة بضربة الشمس .
العراقيون على موعد مع صيف ساخن ، والكهرباء الوطنية ووعود المسؤولين في الوزارة بان التجهيز سيكون على مدار 24 ساعة فيلم خيالي تكرر عرضه مئات المرات ، وما عاد يستقطب اهتمام المشاهدين ، وربما سيثير غضبهم واحتجاجاتهم ، خصوصا ان أهالي المحافظات في سنوات سابقة ،شيعوا الكهرباء الى مثواها الأخير ، وحضورها اليومي لساعات قليلة لا يعني عودتها الى الحياة .
مليارات الدولارات أنفقت على الكهرباء ، وحجم الأموال الكبير جدا يشير الى وجود لغز عجز عن حله العرافون ، لا احد يستطيع حل شفراته وكشف أسراره ، وهو كغيره من الملفات الغامضة في العراق خضع للتسويف والتأجيل ، فيما اعلن المسؤولون في اكثر من مناسبة ان ضمان استمرار التيار الكهربائي وإلغاء نظام القطع المبرمج يحتاج الى أموال ودعم البنك الدولي .
ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف ، قد يشجع اطراف التفاوض حول مشروع التسوية على الإسراع في إنجاز مهمتهم لتحقيق انجاز تاريخي بجعل الحكومة المقبلة تحمل اسم عشرة امبير كجزء من متطلبات مرحلة ما بعد القضاء على داعش . العراقي بدوره سيشيد بأداء النخب السياسية في تحقيق هذه الغاية سيرقص لها طربا احتفاء بالتخلص من لعنة ارتفاع درجات الحرارة ، سيشكر جميع الزعماء السياسيين المسؤولين عن الحفاظ على المثلث الشيعي السني الكردي على إنجازهم" الثوري " .
العراقي المشغول منذ سنوات بالبحث عن الملاذ الآمن، والابتعاد عن الأماكن الساخنة بفعل تراجع الوضع الأمني او نتيجة ارتفاع درجات الحرارة ، يتطلع الى اعتماد مبدأ الشراكة في إدارة السلطة بعشرة امبيرات بعد مرحلة داعش ، تحرره من المستعمرين أصحاب المولدات ، وخضوعه لإرادتهم وتسعيراتهم ، فهل من" قيادة حكيمة" ، تلبي مطالبه ؟ وهل من برنامج حكومي واضح المعالم ، يزيح عنه "الهم والغم" بامبيرات قليلة تحفز "مشاعره الوطنية".
في سنوات فرض العقوبات الاقتصادية على العراق بعد غزو النظام السابق الكويت استخدمت الجماهير "المهافيف " كسرا للحصار الاقتصادي ، حققت "المهفة "المروحة اليدوية المصنوعة من خوص النخيل معجزة الانتقال من العصور السومرية الى الزمن الراهن ، لتذكر الاحفاد بأمجاد الأجداد . الحكومة الحالية بمثلثها الشهير ، وجميع النخب السياسية المعروفة بامتلاكها اللجان الاقتصادية ، امامها فرصة استعادة ثقتها بقواعدها الشعبية بحمل الزعماء السياسيين ، المهافيف شعارا للمرحلة المقبلة .
"أمبير "إدارة السلطة
[post-views]
نشر في: 15 مايو, 2017: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ناظر لطيف
لا عجب فقد رفع من قبل شعار الشمعة!.ويبدو ان سياسي المرحلة شغوفين بعصور ما قبل الحضارة!! شكرا لك