اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ملحق منارات > الرومانسية الصوفية وإبداع القصيدة عند صلاح عبد الصبور

الرومانسية الصوفية وإبداع القصيدة عند صلاح عبد الصبور

نشر في: 19 فبراير, 2010: 06:17 م

أ.د. كريم الوائلي لعل النقد الأدبي لم يعرف مصطلحاً يأبى على التعريف ، واختلف الباحثون في تأصيله ، واختلف الناس في معرفته وتحديده مثل مصطلح الرومانسية ، لدرجة يعده A.O.LOVEJOYمصطلحاً لا معنى له. وتتفاوت الرومانسية في دلالاتها بتعدد الأقاليم وتعدد الأدباء والمبدعين ، فهناك رومانسية إنكليزية ، وألمانية ، وفرنسية ، وأسبانية ، وهناك رومانسية :
شيلي ، وكيتس ، ووردزورث ، وكولردج ، ورومانسية : مدام دي ستايل ، وفيكتور هيحو ، ورومانسية: شليجل ، وجوته . وعلى الرغم من هذا الخلط فلا ريب أنَّ هناك أسساً عامة تحدد دلالة هذه الكلمة الغامضة التي أثارت جدلاً كبيراً حولها ، وترجع في أصل اشتقاقها إلى جذرها اللغوي في القرن الثالث عشر الميلادي ROMAN التي تعني قصص المغامرات التي كانت سائدة في العصور الوسطى ، وتتميز بكونها قصصاً خيالية ، سواء أكانت مكتوبة بالشعر أم النثـر .rnولقد أسهم مجموعة من المفكرين في التمهيد للرومانسية ، فالناقد الألماني لسنج مهد لها فيما وضع من أسس نقدية متميزة « وقد أمدت آراؤه النقد الحديث بقوة جديدة . ولم يكن لسنج رومانطيقياً ولكنه مهد الطريق أمام الرمانطيقيين وخاصة في إكباره الشعر الشعبي » وقد أسهم هردر إسهاماً فاعلاً في التمهيد للحركة الرومانسية لأنه قرن التطور الإنساني بتطور روحي وفكري يلازمه « إن التطور الذي يصيب حياة الإنسان الطبيعية ، يصيب أيضاً حياته الفكرية والروحية ، ولذلك ألح كثيراً على معاني الولادة والنمو والفناء والنمو ثانية في كل شيء . وقد عاب على الشعراء أنهم لا يتغنون بلغة الإنسان الطبيعية ، وإنما يفتشون عن تعبيرات ميتة متحجرة ناسين أنَّ التعبير والتفكير في الشعر لابد من أن يتعانقا تعانق حبيبين ، ويتصلا بأوثق من اتصال الروح والجسد في فلسفة أفلاطون ، ولذلك جنح هردر إلى تفضيل الأغنية البدائية التي تنبع من الحياة ، حياة الناس البسطاء فهي تمثل الحياة بما فيها من بساطة وكمال » ويخلص هردر من هذا كله إلى أن « الشعر الأصيل هو الذي يعبر عن الشعور ، كما أنه توجه إلى الموسيقى ورأى فيها تحقيقاً لمفهوماته عن التعبير » .وقد جاء العالم الاجتماعي فيكو الذي تحدث عن لغة الأدب بعد مرحلة الطوفان ، وأكد أنَّ الناس بعد الطوفان كانوا يتكلمون شعراً لا نثراً مؤكداً أسبقية الشعر لا النثر مستدلاً بذلك على أن الناس في تلك الحقبة « كانوا يخضعون للحس والخيال لا للعقل وكان تفكيرهم عاطفياً أسطورياً ، وعلى ذلك فقد كانوا بطبيعتهم شعراء ، لأن (الشعر) يتبنى الشعور والعاطفة ، ولابد أن تلك اللغة البدائية كانت شعراً » .rnوليس بإمكاننا تتبع التطور التاريخي لنشأة الرومانسية وتطور دلالتها ، ولكن ما لا شك فيه أنَّ القرن الثامن عشر هو القرن الذي بدأت فيه الرومانسية بالتبلور والتجدد ، وعلى الرغم من إدراكنا أننا لا نستطيع تحديد الظاهرة الاجتماعية والظاهرة الأدبية بحدث أو بصدور كتاب ، فإنه يمكننا القول إنَّ من أوائل الآثار الأدبية التي اشتملت على ملامح رومانسية واضحة هي رواية « هيليو بيز الجديدة » لـ « جان جاك روسو » سنة1761 ويمكن تلخيص مضمونها : بأن شابا يدعى سان برو يقوم بتدريس فتاة تدعى «جوليا » ابنة البارون ديتانج ، وتطورت العلاقة إلى حب شديد ، رغب فيها الأستاذ الزواج من تلميذته ، فرفض والدها تزويجها منه لكونه من الطبقة المتوسطة ، وزوجها من رجل يدعى «دوفو لمار» وسرعان ما ألفت الفتاة حياتها الجديدة مع زوجها بسبب طيبته وبساطته ، داعية حبيبها القديم أن يكون لها أخ ، وتنجب أبناء ، غير أن حبها لم يخفت ، وتقرر أن تحل المشكلة بتزويج حبيبها من صديقتها ..أن حبها لم يخفت ، وتستمر المراسلات بينهما ، ولكنها تموت بالتهاب رئوي ، تاركة له العبارة الآتية « إنني لا أتركك وسوف انتظرك ، إن الفضيلة التي فـرقت بيننا على الأرض سـوف تجـمعنـا في الحياة الأبدية » .كما قد ظهرت سنة 1774 رواية « آلام فارتر » للأديب الألماني وولفانج جوته ، التي تحكي قصة الشاب فارتر الذي يعشق فتاة تدعى شارلوت إلى حد العبادة ، غير أن هذه الفتاة مخطوبة لشخص آخر ، فهي لا تستطيع أنْ تمنحه غير مشاعر دفينة ، ويرتكبا الإثم والخطيئة ذات يوم ، ويقررا ألا يلتقيا أبداً ، فيخرج فارتر محطم الفؤاد عازماً على تنفيذ رغبتها في عدم اللقاء ويقدم على الانتحار وقد دفعت هذه الرواية عدداً من الشباب إلى الانتحار بعد قراءتها .قامت الرومانسية على أساس الفلسفة العاطفية التي ازدهرت في أوربا في القرن الثامن عشر ، وأرجع فلاسفتها الإدراك إلى ضرب من الشعور ، ودفع هذا إلى التنكر للاتجاه العقلي الذي يمجده الكلاسيكيون ، واستبدله الرومانسيون بالعاطفة والشعور «وهم يسلمون قيادهم إلى القلب ، لأنه منبع الإلهام ، والهادي الذي لا يخطئ ، إذ هو موطن الشعور ، ومكان الضمير » ولذلك لا حظنا « الفريد دي موسيه » الرومانسي يعارض مقولة «بوالو » الكلاسيكي ، حيث كان « بوالو » يمجد العقل ، حيث يقول &laq

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ليفربول يخسر وديا أمام بريستون

مجلس الخدمة ينشر توزيع حملة الشهادات والاوائل المعينين حديثا

البرلمان يشكل لجنة إثر التجاوزات على اقتصاد العراق وأراضيه

بايدن يرفض دعوات الانسحاب من الانتخابات الامريكية : انتظروني الأسبوع المقبل

وفاة محافظ نينوى الأسبق دريد كشمولة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برتولت بريخت والمسرح العراقي

برتولت بريخت والمسرح العراقي

د. عادل حبه في الاسابيع الاخيرة وحتى 21 من أيار الجاري ولاول مرة منذ عام 1947 ، تعرض على مسرح السينما في واشنطن مسرحية "المتحدثون الصامتون"، وهي احدى مسرحيات الشاعر والكاتب المسرحي الالماني برتولت...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram