ريبيكا ميللر: ولدت عام 1962، مخرجة أفلام مستقلة وكاتبة سيناريو معروفة بأفلامها "أنجيلا" -"سرعة شخصية" -"أغنية جاك وروز" -"الحيوات الشخصية لبيبا لي" وهي ابنة الكاتب المسرحي الراحل آرثر ميللر وزوجة الممثل دانيال دي لويس. تتحدث في هذه المقابلة عن فيلمها
ريبيكا ميللر: ولدت عام 1962، مخرجة أفلام مستقلة وكاتبة سيناريو معروفة بأفلامها "أنجيلا" -"سرعة شخصية" -"أغنية جاك وروز" -"الحيوات الشخصية لبيبا لي" وهي ابنة الكاتب المسرحي الراحل آرثر ميللر وزوجة الممثل دانيال دي لويس. تتحدث في هذه المقابلة عن فيلمها الجديد، الذي عرض في مهرجان تورنتو، بعنوان "خطة ماجي" وعن عملية كتابة سيناريو الفيلم.
فكرة فيلم "خطة ماجي" كانت بإيحاء من قصة قصيرة لكارين رينالدي لكن متى بدأت القصة بالنسبة إليك؟
أرسلت كارين فصول ماجي من كتابها. كانت مختلفة في بعض الطرق. لم تكن هناك شخصية بائع المخللات. لم يكن ثمّة أصدقاء. ولم تكن تدور في الأكاديمية. عملت ماجي كمروجة للدعاية. كانت شخصية مختلفة جداً.
أما التشابهات مع ماجي فكانت علاقتها مع جون الذي ترك زوجته جورجيت قبل أن تفكر ماجي بالمجيء."يجب أن أرجعه إلى زوجته السابقة" تلك هي الفكرة الجوهرية لما يحدث حين تريدين أن تعيدي زوجك إلى زوجته السابقة وهذا ما جعلني اعتقد بأن مثل هذه الفكرة هي عظيمة. كانت هناك أمور محددة اقتبستها من الرواية لكن في الوقت نفسه كان يجب أن أتعامل مع البناء. في الرواية كان هذا مجرد خصلة من عمل أكبر.
* هل تخبرينا قليلاً عن عملية الكتابة تلك؟
- كل موقف مختلف. في هذه الحالة لم أشر إلى الكتاب الذي أعرف كيف أوظفه. كتبت كل الأجزاء التي هي مهمة بالنسبة لي. وعقدت أحاديث كثيرة مع كارين. وكنت بين حين وآخر أعطيها المسودات وكانت تبدي ملاحظاتها. كان بالتأكيد ثمة حوار ما بيننا.
عادة ما أعمل بطاقات فهرسة. أضعها لكي أكون قادرة على أحصل على بناء للشيء كله. وهذا ما فعلته هنا. استطعت أن أرى بناء الأفعال. كنت أكتب كوميديا غريبة الأطوار كان عليها أن تدهش الجمهور. أكبر لحظاتي في الرؤيا كانت التوقيت حين ترى ماجي مع الطفل. أحب فكرة أنك تصل إلى نهاية سعيدة إذ الفتاة تحصل على ولد 25 أو 30 دقيقة في الفيلم. ثم فجأة تتقدم للأمام ثلاث سنوات وهي تحصل على الطفل وتدرك حينئذ بأن الزواج لا ينجح. شعرت بالتحرر إذ أنني لم يتوجب علي أن أكتب العديد من المشاهد غير المثيرة. مثلاً حين تكتشف الزوجة. لقد أهملت كل ذلك.
شخصية توني مبنية على حياة أفضل أصدقائي إذ علاقتي معه تشبه كثيراً علاقتهما. وضعت حياتي الخاصة داخل تلك بالطريقة التي يتكلمون ويصرخون بها الواحد على الآخر. إنها مفتوحة وحميمية لكن في الوقت نفسه إنها علاقة الأخت بأخيها. شعرت بالحاجة إلى شخص ليخبر ماجي بأن ما تفعله كان جنوناً- أو غير مناسب- لأن الكثير مما تفعله غريب جداً.
أحد الأمور التي قالتها كارين لي بأني أستطيع أن أفعل ما يحلو لي مع ماجي لكني لم أستطع أن أجعلها تتصرف بسبب الذنب. وهذا ساعدني لأني لدي ميل إلى التفكير بالذنب. كانت كارين قاسية إذ أن ماجي لم تكن شخصية مذنبة. تلك هي أحد الأمور التي جعلتها شخصية أصيلة ومهمة.
حين أصبح لدي مسودة أولى كان ثمّة أحاديث كثيرة مع الممثلين. أغلب السيناريو كان مكتوباً حينذاك لكني غيرت به من أجل الشخصيات.
* بافتراض أن ممثليك الرئيسين هم صنّاع فيلم مستقل هل أثرت فيك هذه المقاربة؟ هل فكرتِ بتوزيع الأدوار بينما كنت تكتبين السيناريو؟
- أبحث عن أفضل الناس. خلقت هذا العالم المملوء بالمفكرين. خذ شخصية جون الكاتب. الذهاب إلى إيثان الذي هو كاتب في الأساس يمنح الأمر المزيد من المعنى. يعرف كيف يبدو كاتباً. إنه يتقاسم الطبيعة الاستحواذية لكونه كاتباً. نوع محدد من الأنوية عليك أن تمتلكها.
وحول غريتا تكلمنا عن الكثير من الأمور. قلت "اعتقد بأنها لها خلفية دينية". قررنا سوياً أنها من طائفة الكويكر. لا أحد منا يتذكر من قال إنها من هذه الطائفة لكنها ما أن قررنا حتى أصبح الأمر ذا معنى. عدت وكتبت المشهد في بيت اجتماع الكويكر.
مثال آخر العمل مع جوليانا قالت" أشعر بأننا نحتاج إلى أن نراها في بيئة عاملة أو مع عائلتها". هذه الملاحظات قيّمة وعدت وصنعت تلك المشاهد في قاعة الاستماع مع العائلة. فكرتي كانت أصلاً بأننا لن نرى جورجيت حتى نراها من وجهة نظر ماجي. كسرت هذا الحاجز. غيرت من وجهات النظر. أظهرت العائلة دون ماجي. أولاً فكرت بأنك لن ترى شيئاً. ستفكر بها كساحرة. ثم تذهب ماجي إلى مخزن الكتب. حين فعلت ذلك اعتقدت بأنه لن ينجح لكن انتهى بالنجاح لأننا تركنا وجهة نظر ماجي لإتباع جون وجورجيت في ذلك الفيلم المصغر في الثلج. لا علاقة لي حقاً بهؤلاء الممثلين حين يقترحون فعلاً الخطوط. بدلاً من ذلك إنهم يقترحون المواقف التي يفكرون بأنها صحيحة بشكل غريزي، ثم اقتبس وأخلق المشاهد حول تلك المواقف.
* هل هذا هو أسرع فيلم كتبتِه؟ أتذكر قولك بأن فيلم "أغنية جاك وروز" تطلب العديد من المسودات.
- كان ذلك حقاً فيلماً طويلاً. كان أسرع فيلم كتبته هو "سرعة شخصية". كتبته في ظرف شهرين. كتبت كتاباً من قبل لهذا كانت الكتابة سريعة جداً. تطلب فيلم "خطة ماجي" سنتين لأنه لم يكن من السهل أن تنشئ الحبكة حالاً.
راشيل هوروفيتس كانت إحدى المنتجين وتداولت معها حول المخطوطة قالت:"بالطبع يجب اكتشاف جون". تلك نصيحة جيدة وكان عليّ أن أفكر بكيفية اكتشافه. ما الذي يحصل بالضبط؟
الأمر برمته يتعلق باكتشاف ما أدعوه "سلسلة طارئة". لا يهم كم الفيلم لامعقول طالما أن السلسلة الطارئة تعطي معنى. ثم تستطيع أن تفعل ما تحتاج أن تفعله.
يجب أن تشعر وكأن أحد الأشياء يسبب شيئاً آخر. العثور على ذلك في هذا الفيلم كان أمراً مخادعاً لأنك تحاول أن تكون مسؤولاً أمام أي شخص- وإنها فرضية لامعقولة لكنها من النوع الجدير بالتصديق.
* مرت 20 سنة منذ صنعتِ فيلمك الأول. كيف تشعرين بالتطور كونك كاتبة سيناريو ومخرجة؟
- اعتقد أن الأمر يبدأ بالشخصية. أتذكر حين صنعت فيلمي الأول أردت أن أجد الصورة الجوهرية لكل مشهد وكل شيء جرى بناؤه حول تلك الصورة. أحياناً أعمل بتلك الطريقة. بالتأكيد أصبح أكثر مهارة في الكتابة داخل المشاهد وأفهم كيف أغير النغمات. أحد الأشياء التي أهتم بها كيف تغيّر النغمات من الحزينة إلى السعيدة ثم إلى الحزينة لأن ذلك مثل الحياة. الحياة كأنك تضحك وتبكي ثم تفقد الحس، ثم تذهب إلى دكان الفواكه. الحياة هي قنوات داخلية متغيرة على نحو مطرد. إذ حاولتَ وعكستَ ذلك في الفن فإن ذلك صعب ومجزٍ في الوقت نفسه.