عبدالله السكوتي قال الاسكندر المقدوني لشخص رآه يكثر الانهزام في كل معركة يشهدها من المعارك، ما اسمك..؟ فقال اسكندر، فقال له الاسكندر: اما ان تغيّر اسمك، او تغيّر فعلك. كثير من الافعال التي مورست في الانتخابات الماضية تمارس حاليا ، ونحن نقول للذين مازالوا على افعالهم القديمة:
غيروا اسماءكم ، فالامر لايتحمل نفس الاسم بالفعل ذاته ، ونسألهم ماقيمة ان تعطي احد الافراد هدية لشراء صوته ، وكثيرون هم الذين يودون بيع اصواتهم لان الفقر جعلهم لايميزون قيمة الصوت الذي يبيعونه بأبخس الاثمان ؛ وبدلا من شراء الاصوات عليكم تقديم برنامج يستوعب عددا كبيرا من ابناء الشعب العراقي وينتشلهم من الفاقة والعوز.نحن نندد ببيع الديمقراطية الى الذين يشرفون ويدفعون الاموال الطائلة لتمويل حملات بعض الكتل السياسية ، لا ان نبيع حلما عشنا عمرا طويلا ننتظر بزوغ فجره ، ولا ان نبيع خيارنا الوحيد، صوت مرتفع هو صوت الشعب ولا اظنه للبيع، ولايصح عليه قول: (من لحم ثوره واطعمه )، فالاموال اموال الشعب والارض ارضه ، فلماذا يبيع صوته للاخرين، اما اذا اختاروا ان يبقوا على اسمائهم ، فعليهم عندئذ تغيير افعالهم ، ولنبدأ صفحة جديدة، بعيدة عن تمزيق ملصقات المرشحين في عمل فوضوي ينم عن جهل مطبق بهذه الممارسة المقدسة، ملصقات ولوحات جميلة هي حق للمرشحين، شوهت بالقاذورات الانسانية واتسخت الشوارع بروث الحيوانات ، ظنا من المخطئين انهم يستطيعون محاربة الكتلة او المرشح بهذه الطريقة الهمجية التي لاتنم عن تحضر او رقي ؛ لايمكن ان يكون القانون مسؤولا عن كل شيء ويستطيع تشريع الاحكام للذين يحاولون زرع الفوضى داخل المجتمع، ولايمكن للقوات الامنية ان تترك عملها المهم في حفظ الامن والامان لتذهب خلف العصابات الهوجاء التي تقوم بتمزيق ملصقات المرشحين ودعاياتهم الانتخابية.للذين يمارسون هذه الممارسات نقول: ان كنتم غير مقتنعين بالمرشح وبرنامجه المطروح ، فعليكم ان تسلكوا سلوكا متحضرا واكثر جدوى ؛ اذهبوا الى صناديق الاقتراع وضعوا (× ) على قائمته ، اما ان تتصرفوا بشكل همجي يثير استغراب العالم وتمزقوا الملصقات لتحيلوا شوارع المدن الى كومة من النفايات، فهذه هي الهمجية التي تدعو في مضمونها الى التضامن مع الدكتاتورية الخائبة. نحن لانبيع اصواتنا ولانمزق الدعايات الانتخابية ، بل نحب صندوق الاقتراع وهو الحاكم بيننا وبين المرشحين، نرفض من نشاء، ونحاسب من نشاء بالحق ، ونقبل من نشاء، اما المهاترات والتصرفات الهمجية والفردية المؤدلجة التي تدعو فيما تدعو الى افشال التجربة وتدعم من خارج الوطن ، فهذا ما يجب علينا ان نحاربه ، ولا ندع له فراغا يتسلل منه الى تجربتنا لاحاطتها بالغموض وجعلها تجربة فقيرة لاتستحق حتى النظر اليها. ان من يحاول شراء الاصوات ومن يحاول بيع الديمقراطية وشراءها ، مضافا اليه من يحاول تمزيق ملصقات الدعايات الانتخابية؛ هؤلاء مسمار في نعش اية تجربة جديدة، وعلينا ثنيهم عن افعالهم بفعل يسمو على تلك الافعال الشريرة، فتجربتنا فريدة ورائدة في المنطقة؛ برغم ما افرزت من اخفاقات وعلينا الدفاع عنها.
هواء فـي شبك: ديمقراطية للبيع
نشر في: 19 فبراير, 2010: 06:44 م