صويلح ابن الشرطي الخيال المرحوم صلال ، أصيب بمرض الكساح فبدد أمنية ابيه في الانضمام الى سلك الشرطة ليتمتع بصلاحيات الاب الواسعة لبسط الأمن وملاحقة الخارجين على القانون من "السلابة "وقطاع الطرق ، الابن كان يرافق ابيه في جولاته اليومية الاعتيادية فاكتسب خبرة أمنية ، بمعايير الزمن الحاضر تؤهله ليشغل منصب مستشار ، او يكون خبيرا امنيا يطل يوميا عبر شاشات الفضائيات.
صويلح صلال لم يسعفه الحظ حتى في أداء الخدمة العسكرية الإلزامية ، لأسباب صحية ، وظف شجاعته في تقديم خدمات لمن يرغب في حراسة "الحلال " ، متسلحا بخنجر "عفجاوي " مجرب يخشاه الحرامية ، لان حامله يجيد استخدامه بمهارة المحترف بالرماية . بعد وفاة الاب لم يجد صويلح غير مهنة الحراسة والرعي أحيانا ليحقق رغبته في تطوير قدراته التسليحية . ما يجنيه خلال الشهر الواحد من مبلغ قليل ضئيل كان يسلمه لولادته مع الزامها باستقطاع جزء من المبلغ لشراء بندقية تلبي رغبته في امتلاك سلاح يحد من نشاط الحرامية.
الرغبة في امتلاك البندقية لطالما راودت صويلح ، فخلال جولاته مع ابيه كان يرى ، تأثير سطوة السلاح على الآخرين ، فاحتراما للبندقية يتصدر حاملها المضيف ، مع لحظة وصوله الى مكان ما يبث الرعب في النفوس . الشرطي كان يمثل الحكومة او السلطة ، يهابها الجميع ، فيتسابقون على استخدام عبارات الترحيب بمقدمه ، مع الحاح وإصرار على تناول الطعام ، تعبيرا عن كرم الضيافة ، المرحوم صلال المكلف بتنفيذ القرارات الأمنية المتعلقة بحفظ الامن ، يستثمر تصدره المضيف فيبدأ بالحديث عن أهمية التعاون مع الشرطة من خلال تزويدها بمعلومات عن تحركات من تسول له نفسه بالسطو على الممتلكات العامة والخاصة .
في مضارب الغجر كان المرحوم صلال يتقمص دور بطل الفيلم ، اثناء حفلات الرقص والغناء في الهواء الطلق يتخلى عن شخصيته الرسمية ، يسلم بندقيته الى صويلح مع تحذير شديد من استخدامها ، الابن كان يبدي اعجابه بمقدار حفاوة الاستقبال ، تتمثل بتوفير خيمة منزوة يدخلها الشرطي ثم يسدل الستار على المشهد الأخير من الفيلم .
صويلح الشهير بكنية أبو الخنجر العفجاوي بعد رحيل ابيه الى جوار ربه ، حاول زيارة مضارب الغجر لعله يحصل على خيمة منزوية تقديرا لذكرى ابيه ، لكنه فشل في مسعاه ، الأجواء تغيرت بشكل جذري ، الزبائن افندية والاقتراب من ملعبهم ربما يخفي عواقب وخيمة لا قدرة لرجل عاجز عن الركض على مواجهتها حين تكون الهزيمة ثلثين المراجل .
صويلح صلال أخفى خنجره العفجاوي نسبة الى مدينة عفج ، عملا بنصيحة معارفه خشية مصادرته اثناء تنفيذ حملة في محافظات جنوبي العراق لمنع انتشار السلاح المنفلت . الرجل بلغ السبعين من عمره ، يمضي وقته في الحديث عن ابيه بطل الفيلم ، وكيف استطاع ان يبسط الأمن بمفرده حتى بث الرعب في نفوس الحرامية والسلابة والخارجين على القانون.
خنجر عفجاوي منفلت
[post-views]
نشر في: 22 مايو, 2017: 09:01 م