TOP

جريدة المدى > سينما > فيلم الارتفاع (altitude) للمخرج "اليكس ميركن" (Alex Merkin)..عليك أن تتأقلم مع الارتفاع

فيلم الارتفاع (altitude) للمخرج "اليكس ميركن" (Alex Merkin)..عليك أن تتأقلم مع الارتفاع

نشر في: 25 مايو, 2017: 12:01 ص

لم تنضج فكرة فيلم الارتفاع (altitude) للمخرج "اليكس ميركن" (Alex Merkin) إذ بدت الطائرة وهي على الارتفاع المكان الضيق لكاميرا لم تتأقلم مع السيناريو كما يجب،  ولم تتوازن الأحداث كما ينبغي،  لتضفي على المشاهد رؤية فكرية أو فنية تمنحه قوة الف

لم تنضج فكرة فيلم الارتفاع (altitude) للمخرج "اليكس ميركن" (Alex Merkin) إذ بدت الطائرة وهي على الارتفاع المكان الضيق لكاميرا لم تتأقلم مع السيناريو كما يجب،  ولم تتوازن الأحداث كما ينبغي،  لتضفي على المشاهد رؤية فكرية أو فنية تمنحه قوة الفكرة المبنية على مفهوم خدمة الوطن.
لامرأة تنتمي الى جهاز (اف بي اي)  أو الى المخابرات القوية القادرة على  الوصول الى عدّة حلول،  وإن من رؤية فردية لتتقارب الفكرة التصويرية مع الحدث الذي يجبرك على الوقوف بشجاعة أمام قوى الشر في كل مكان، وإن كنت في عزلة أو في استجمام.  لأن من تم تأهيله ليكون على أتم استعداد عند أزمة ما عليه أن يكون بجاهزية تامة ليؤدي خدمة الانسانية، وربما في هذا بعض الايجابيات في الفيلم الذي لم يتوسع فيه كاتب السيناريو بالقصة.  لتكون متماشية مع النظرة السينمائية للفيلم وروافده المخفية مع الاخطار التي نبعت من سرقة بيولوجية قد يتأثر العالم بها،  ولكن يبقى السؤال الى أي مدى تؤثر الافلام التجارية بمصداقية الفكرة السينمائية التي ينطلق منها الفيلم؟...
تمثيل وظيفي مسخر لفيلم اعتمد على قوة الاداء والقدرة على منح الوجوه التمثيلية قوة وبراعة في المشاهد.  لتكون الطائرة هي المسرح الحقيقي لكل المشاهد التي لم تتغلغل في العمق الساخن الذي بدأ متوتراً قبل أن تشتد صناعة الخوف من الاختراعات العلمية التي ستكون بمثابة السلاح الأخطر في الكون،  ولا يمكن الا أن تكون متعددة الوجوه، ولكن ما رأيناه في الفيلم هو توظيف الممثل القوي الاداء في خدمة بناء الفيلم التجاري البحت،  والذي كان من الممكن أن يحمل عدّة جماليات تمكنه من استفزاز الذهن والصراع مع المشاهد فكرياً لإيجاد عدة حلول اضافة الى ما يمكن استغرابه من تصرف طاقم الطيران الذي منح البطلة الجلوس في درجة رجال الأعمال قرب الرجل  الغامص الذي  تلتقيه لأول مرة ويطلب منها حمايته،  وتخبره انها من المخابرات،  وهذا طبعاً مستغرب من امرأة مهيأة لقيادة دفاعية عن الانسان، وبسرية تامة، اذ لم نشعر انها كانت حذرة في البوح لمن جلست قربه في الطائرة التي تم خطفها لاحقاً من عصابة سرقة وقع الخلاف بين اعضائها على ما سرقته من اختراع بيولوجي قد يؤذي وقد يفيد العالم. فهل من اهداف بين حماية منظمة الصحة العالمية؟ سؤال تطرحه وانت تشاهد الفيلم ولا تدرك أين الجواب يكمن لأن ما يتم الصراع عليه بدا غريباً أو سوريالياً.
بين مفاوض كرهائن لمكتب تحقيقات فيدرالية من خلال الجنس عبر الهاتف، وبمفاوضات لا تخلو من نظرة نحو النفس في عالم الجريمة ومفهوم مداواتها بالجنس، ولا اعرف إن كان هذا الحشو هو الركيزة الاساسية لهذا الفيلم الذي بدأ مع امرأة تفاوض القاتل المهووس  من خلال حديثها الجنسي معه عبر التلفون،  لتشعر بتعاطف معه ومن ثم الخروج  عن اوامر مدير المكتب الفيدرالي وتحاول حمايته، وكانها تعلقت به عاطفياً أو اندفعت نحو حمايته من مبدأ انساني بعيداً عن حدوث القتل، وهذا ابعدها عن العمل الميداني لفترة كعقاب عن عدم طاعتها الأوامر. لتصبح في الطائرة حرّة دون قيودها الفيدرالية في طاعة مدير المكتب الفيدرالي،  لتصل الى النتيجة المرضية وهي القضاء على افراد العصابة لحماية الرجل،  وإن كانت تخفي الشيء الكثير في ابعاد نظرتها الفيدرالية عن موضوعية الفيلم الذي قاده المخرج بالاعتماد على قوة التمثيل الوظيفي الذي اتقنه ابطال فيلم الارتفاع.
ما من ميثاق بين اللصوص، وما من وفاء بين خيانات لا تعد ولا تحصى، بينما في المكاتب الفيدرالية تدرجات وظيفية تتعلق بالأمن والمصلحة العامة،  وهذا ما عكسته الفكرة البسيطة للقصة التي انطلق منها كاتب السيناريو والمخرج.  لتكون البقية عبارة عن مشهد تجزأت فيه عدّة مراحل تصويرية الى مشاهد صغيرة ارتبكت في التصوير الخارجي نهاية الفيلم.  أي التصوير خارج الطائرة الذي كان بمثابة اضافات يمكن حذفها ما عدا  مشهد النهاية  المحمّل بخاتمة غامضة  جعلتنا نشعر اننا بين افراد مكتب فيدرالي ولصوص انفردت الادوار بينهما.  دون توضيح تام للمادة المسروقة أو اهميتها العلمية كاملة،  فهل العمل السينمائي الاميركي الرديء يتأثر بالميزانية الانتاجية المنخفضة ؟ أم أن القصة اعتمدت على بسالة اعضاء المكتب الفيدرالي وهم على ارتفاع تتأرجح مشاعرهم بين الموت والحياة والسماء والأرض؟  ام أن المخرج متأثر بأفلام جيمس بوند؟...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

"إرنست كول، المصور الفوتوغرافي".. فيلم عن المصور المنفي الجنوب أفريقي

مقالات ذات صلة

فيلم أسامة محمد
سينما

فيلم أسامة محمد "نجوم النهار" استهداف البيئة العلوية كمنتجة للسلطة ومنفذة لها

علي بدرالحكاية تُروى بالضوء والظلعرض أمس في صالون دمشق السينمائي فيلم "نجوم النهار" للمخرج السوري أسامة محمد، بحضوره الشخصي بعد غيابه عن بلاده ١٤ عاما، الفيلم الذي منع من العرض في زمن النظام السابق...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram