الصحافة تنضو عنها ثوبها الورقي القديم ، لتتلفّع بالأثير .!
……………
لعلّ العبارة أعلاه ، أبلغ وأوجز عبارة لوصف النقلة النوعية الكبرى في تاريخ الصحافة ، مذ عرفت صناعة الورق ،، ليس في العراق فحسب ، بل في دول الكرة الأرضية قاطبة ، عبر جهاتها الأربعة .
منذ اشهر طويلة والأنباء تتصاعد وتائرها عن إغلاق بعض الصحف الورقية ، او تقليص عدد صفحاتها ، وتسريح كوادرها الفنية ومحرريها . والاكتفاء بنسخها الإكترونية . .. كنتيجة حتمية لانحسار كبير في عدد القراء ، وتقلص الإعلانات ، وارتفاع اجور الطبع والعاملين ، وتكاليف الإدامة ، حتى اطلق عليها المراقبون صفة كائن يحتضر ، بإنتظار ان يلفظ أنفاسه الأخيرة ، عاجلا غير آجل .
في بريطانيا ، ذات التأريخ الصحفي العريق ، تتعرض كبريات الصحف العريقة للهزة العنيفة التي احدثها تطاول الأجهزة الإلكترونية الحديثة على المطابع الضخمة القديمة ، التي دارت رحاها زمنا أربى على المئة عام . كصحيفة التايمس ، والغارديان ، والإندبيندنت والديلي نيوز ، والديلي تليغراف ، و،، و مثالا لا حصرا. بعضها توقف إصدارها بنسخها الورقية — كليا او جزئيا — ليبقي على إصدارها إلكترونيا ،لا سيما بعد توارد وتفاقم الخسائر المادية نتيجة شح الإعلانات وتقلص عدد القراء ، وتفاقم عدد النسخ المرتجعة .. وفي فرنسا ، توقفت صحيفة ( فرانس سيسوار ) عن الإصدار الورقي واقتصر إصدارها على طبعتها الإلكترونية ، إثر تراجع مبيعاتها وتقلص الإعلانات فيها .. كذلك الحال في صحف عريقة كصحيفتي ( اللوموند والفيغارو) وفي لبنان ، اعلن عن توقف الكثير من الصحف الورقية—كليا او جزئيا —كالسفير واللواء والنهار وغيرها ، والانتقال للوسيلة الجديدة للنشر .
وفي مصر ،، تأثرت حتى جريدة الأهرام بالوضع الراهن ، فما بالك ببقية الصحف ؟
يتساءل صحفي مرموق في لقاء صحفي حول مصير الصحف الورقية :: هل سيصبح مصيرها مثل مصير البغال والحمير في زمن ظهور السيارة والقاطرة ؟!
………..
نهاية الصحف الورقية ..— رغم مكابرة ونفي بعض الإعلاميين— وشيكة.. وما المسألة إلا مسألة وقت.