إياد الصالحيلم يكن وصف ( ارادة الحياة) في رائعة ابي القاسم الشابي استعارة " كمالية " للتأثير على عواطف الانسان العربي واستفزاز خلاياه الحسية والثورة على نفسه قبل ان ينفض خموله وينفجر بوجه الظلم ، بل اجد الوصف اكثر شمولية لان يتخذه الانسان جرساً منبهاً له كلما شعر بان المحيط الذي يؤوي حراكه السلوكي والثقافي والعملي
 يتعاطى الكذب والنفاق ووهم الوعود ومشاعر مزيفة تنقسم في اليوم الواحد الف خلية وخلية تتواءم مع المصلحة الظرفية! ولهذا فان المحيط الرياضي الراهن لم يسلم من جَلد الرياضيين الطموحين والحريصين كثير من مسؤولي الحركة الرياضية بسياط النقد لعبث افكارهم بمقدرات الالعاب الضحية وابطالها الذين لا همّ لهم سوى تمثيل العراق ومواصلة العطاء في البطولات التي تعبرعن تكامل هيبتهم فيها ويتحررون من خوف المواجهة ويتأهبون لتحذيراندادهم العرب والآسيويين بانهم يعشقون فردوس التحدي ولا يطيقون جحيم الخسارة ، فطبيعة العراقي تتصل بموروثه الخالد انه لا يتنازل عن شبر من مبدئيته حتى لو صامت السماء الدهر كله عن رشقه بمطر التفاؤل في افق مستقبله وما ينمو على تلك الارض من مشاريع فكرية ترّتقي بمكانته فوق قمم الاوائل بين اقرانه من الشعوب. لماذا يُخادع البعض نفسه ويكتب في صحف ( التبجيل) بان القرار الرياضي محصّن ومحروس وسط اقلام النفاق على بساط قناعات مسؤولين رياضيين احرار وهم ليسوا كذلك ، بل مكبلين بسلاسل ( الشياطين) ولا يمتلكون القدرة على الاستجابة لدعوة (الشابي) بصعود الجبال الشاهقة على سفوح القضايا الرياضية الاكثر تأثيراً بين الناس ، وصولا الى قمة الإيثار بعدم النظر الى الخسارات الشخصية المتدحرجة الى قاع التضحية بقدر التلذذ بتنفس الصعداء والايمان بان ارادة القرارالفردي كمسؤول رياضي متى ما حفظت مصالح الوطن يكون اقوى من هزالة آراء مبعثرة مثل قوارب نجاة ورقية توّهم صانعيها بانها تصلح لنقل رياضتنا الى ضفة المصير الآمن والمستقر . ان شلل حياة المنتخبات الوطنية مسؤولية خطيرة تتحملها الهيئة العامة لكرة القدم التي لم تستفق من خدرها بعد ، وهي تملك كل مقومات النضال من اجل استعادة حقوقها الدولية ، فاين صوت الهيئة ولماذا يزحف اعضاؤها بالجملة لتلبية دعوة مؤتمرات الموائد والفوائد التي كان يقيمها اتحاد الكرة المنحل في الشمال والجنوب لمناصرة رئيسه بينما يلوذون بالخجل ولا تلوح رؤوسهم من وراء جدار الموقف الوطني لاعلان رفضهم الموت السريري للعبة وإحياء أمل شفائها من امراض التكالب والغيرة والتزلف والتنكيل والمضاربة على حساب حقوقها الدولية المشروعة التي من المؤكد ان كونغرس فيفا سينظر لها في حزيران المقبل بانها مازالت في عصمة الحكومة مثلما اشار الى ذلك في بيان التجميد وسيقصي عضويتها نهائيا عن العائلة الكروية في العالم ما لم يعمل اهلها على انتشالها في الايام القليلة المقبلة. ولا تقلّ الصحافة الرياضية تأثيرا من بقية المفاصل المسؤولة عن كرة القدم ، وبامكان رجالها ان يسهموا بفرض توازنات لا ( حزازيات) داخل منظومة الازمة التي تفرّعت بشكل سلبي بين مدافع عن الاولمبية حد النخاع ومستعد ان يقايض قلمه بـ( عفية) واحدة من رئيسها ماسخاً مهنيته المزعومة لانه قادر على ترويضها في جاه ( سلطان) أولمبي آخر ، وهناك من داس على قيمته وراح يتفاخر بـ( فتافيت) ومؤن وهبات طارئة لبناء بيت متهالك في داخله بآفات الطمع والانقلاب المصلحي وتوزيع الحقوق والواجبات بطريقة محاصصة القوى المركزية بعد ان استفرد كبيرهم بالوديعة وكأنها ملك صرف لكتلته ولم يعد محاسباً عليها من قبل الجميع طالما انه أمِن الحساب على الوديعة السابقة! مساعٍِ هناك بارواح ملائكة قدمت الشهادة بانها لم تكن امس ولا اليوم ولا مستقبلا (كوبري) لتمرير اجندات مشبوهة لتخريب الكرة العراقية وافساد مالها ، وضِباع هنا يسفهون النيات الطيبة ويشهرون اسلحة الرفض مقدماً اذا شمت انوف قناعاتهم رائحة التقاطع مع مصالحهم بفعل زكامهم بـ( انفلونزا الجبروت) بعد ان تورطوا بالتزحلق على جليد ( فيفا) والتغني بقصائد رومانتيكية تثير الانفعالات الوجدانية في خيالات خصبة بالحلول العقيمة واذا بها تكمل قول ( الشابي) نفسه : نعش الحاضر بين حفر اليأس والاستسلام لهزائم آخرى في معركة اثبات الصدقية والنزاهة والاستقلالية!Ey_salhi@yahoo.com