TOP

جريدة المدى > عام > (المدى) في مهرجان «كان» السينمائي الدولي..الدورة السبعون صوب الختام.. لكن بغياب الأفلام الكبيرة

(المدى) في مهرجان «كان» السينمائي الدولي..الدورة السبعون صوب الختام.. لكن بغياب الأفلام الكبيرة

نشر في: 27 مايو, 2017: 12:01 ص

يُسدل مساء غدٍ الأحد الستار على الدورة السبعين من مهرجان « كان » السينمائي الدولي بعد إثني عشر يوماً شهدت خلالها شاشاته عرض كمٍ هائل من الأفلام في البرامج المتعدّدة، ومرّ عشرون فيلماً منها من تحت مِشرط رئيس لجنة التحكيم الدولية، المخرج ال

يُسدل مساء غدٍ الأحد الستار على الدورة السبعين من مهرجان « كان » السينمائي الدولي بعد إثني عشر يوماً شهدت خلالها شاشاته عرض كمٍ هائل من الأفلام في البرامج المتعدّدة، ومرّ عشرون فيلماً منها من تحت مِشرط رئيس لجنة التحكيم الدولية، المخرج الإسباني بيدرو آلمودوفار، وتنافست على السعفة الذهبية وجوائز المهرجان الأخرى.

وما ميّز مسابقة هذه الدورة هو قلّة الأفلام التي ستترك تأثيراً وحضوراً مُميّزاً في ذهن الجمهور، إذْ لم يزدْ عدد هذه الأفلام عن سبعة أو ثمانية أفلام جديدة، فيما تضمّنت البرامج الأخرى، كـ « نظرة ما » أو التظاهرات الجانبية مثل «نصف شهر المخرجين » و «أسبوع النقّاد » أفلاماً كان يُمكن أن تجد طريقها إلى شاشات المسابقة الرسمية، لولا أن غالب هذه الأفلام، لم تجد من يقف وراءها من شركات التوزيع والانتاج الضخمة والمؤثرة، وقلّما تنحو المهرجانات السينمائية، ومن بينها مهرجان كان، إلى عرض الأفلام التي لم تحصل بعد على موزّعين عالميين أو موزعين وباعة في فرنسا، في الأقل.
هذا على الرُغم من السجال الذي دار في الأيام لأولى من المهرجان حول إصرار شركة «نيتفليكس» برفض عرض أفلامها في صالات السينما، وهو ما دفع رئيس لجنة التحكيم الدولية بيدرو آلمودوفار إلى التصريح قوله “أواجه صعوبة حقيقية في منح الجوائز إلى فيلم لن يُشاهده الجمهور في صالة سينما، بل فقط على شاشات التلفزيون…».
الهاجس الأمني لوّث الفرحة
وإذا كان من العسير على آلمودوفار وبعض رفاقه في لجنة التحكيم الدولية منح جائزة ما إلى فيلم «أوكجا » المُنجز من قبل  الكوري الجنوبي بونغ جون هو، بسبب إنتاجه من قبل «نيتفليكس»، فإن إختيارات الأفلام الفائزة بالجوائز  لا تذهب أبعد من التكهّنات التي دارت في الأيام الثلاثة الماضي، وهي تكهّنات على أفلام أقنعت الجمهور والنقد، ما وضعها في قمة تفضيلات المجلات السينمائية العالمية المتخصّصة كـ «فاراييتي» و «هوليوود ريبورتر ».
وكانت فاراييتي انتقدت اختيارات المهرجان وإدارته الفنيّة، إضافة إلى انتقادها المبالغة بالإجراءات الأمنية المشدّدة والتي أفضت إلى تأخيرات تحدث للمرّة الأولى في تاريخ مهرجان «كان »، وألقت «فاراييتي » باللائمة على هذه الإجراءات الأمنية مشيرة إلى أنّه “ لم تتم الاستفادة من الطقس الجميل الذي رافق أيام المهرجان بأسرها، وبدلاً من إدخال الناس إلى القاعات بشكل سلس، فقد ترك المنظّمون والفنانون عشرات الضيوف والصحفيين ببدلة التوكسيدو وهم يُصْلَوْنَ بنار الشمس الحارقة ويعانون ن تصبّب العرق المتواصل”.
جوائز تدور في إطار ضيّق
التكهّنات تحصر الاختيارات التي يمكن أن تُركّز عليها لجنة التحكيم الدولية نقاشاتها، في عدد محدود من الأفلام، نُدرج بعضاً منها، وهي «بغضاء» للمخرج الروسي آندريه زفينياتسييف و «الساحة » للسويدي روبين أوستلوندو، و « 120 ضربة في الدقيقة الواحدة » للمخرج، مغربي المولد، روبين كامبيللو، و « نهاية سعيدة » للنمساويين مايكل هانيكة، و « تلاشي» او « صوب النور» للمخرجة اليابانية ناوومي كاواسي، و « الكائن الطَّيِّب » للمخرج البيلاروسي سيرغي لوشينيتسا.

حضيض ما بعد الضباب
بعد « الضباب » في عام 2012 و « جسور ساراييفو » و « ميدان »  في عام 201 و « أوستيرليتز » في العام الماضي، يعود سيرغي  لوشينيتسا إلى مهرجان « كان » ليُقدّم في المسابقة الرسمية فيلمه الجديد « الكائن الطَّيِّب »، ولمجرّد العرض يحتل الفيلم موقعاً متقدّماً ضمن الافلام المرشّحة لجائزة هامة ، وبالذات لجائزة أفضل أداء نسائي.صورة جميلة أعادت إلى الأذهان الكثير من الرسم الواقعي الروسي في القرن التاسع عشر وقسط من القرن العشرين، ممثلون كبار أبرزوا بأدائهم ثراء المدرسة الروسية في التمثيل وعبروا بالمشاهد  بخفة ورشاقة طوال الدقائق الـ 143 التي استغرقها العرض. وإذا ما افترضنا بأن يفكّر بيدور آلمودوفار بمنح جائزة للفريق التمثيلي  لفيلم ما مجتمعاً، فإن ممثلي لوشنييتسا بالتأكيد سيكونون الأكثر استحقاقات لتلك الجائزة.
تدور أحداث الفيلم في مكان ما، يقع في أقاصي روسيا، وفي زمن يبدو وكأنه توقّف بالكامل. وتشعر بذلك ليس فقط من مناظر ومشاهد وديكورات الفيلم او من الأزياء التي يرتديها الممثلون، او العربات والحافلات التي يستخدمونها ويستقبلونهم، بل أيضاً، وبالذات، من حالة اللامعقول التي تتحرك الشخصيات في ظلّها.
ويظهر ذلك بجلاء في حالة الاستسلام اليائس التي تتعامل بها بطلة الفيلم ( وأدّتها فأسكينا ماكوفتسيفا)، والتي لا نعرف لها إسماً في الفيلم، وكل ما نعرف عنها هو انها تعمل كحارسة ليلية في محطة للوقود في منطقة نائية وفقيرة.
واختار المخرج تقديمها في دليل الفيلم باسم « السيدة الطيّبة ».
وتقوم برحلة لا معقولة تعبر بها البلاد للوصول الى السجن الذي يقبع فيه زوجها، ولا تتمكن من لقائه.
ولم يكن لـ « السيدة الطيبة » أن تقوم بهذه الرحلة لولا ان دائرة البريد اعادت اليها علبة كانت ارسلتها الى الزوج وتحتوي على حاجيات وقطف ملابس، فتحاول إيصال كل ذلك اليه بنفسها. وخلال « رحلة الأوديسيا » هذه نكتشف اللامعقول المأساوي الذي يلف المواطن الذي يعيش في ظل أنظمة قمعية ومُذلّة. الفيلم ناطق بالروسية، لكن ما يحدث في داخله يمكن أن يقع في اي مكان من العالم، تتسيّد عليه سلطة قمعية.
ويمكن لنا أن نقرأ مثيلاً لما يحدث في الفيلم في اعمال دوستوييفسكي وغوغل ونيكراسوف وغوركي، وكافكا، حيث « الحضيض » يتقاطع مع الكابوس البيروقراطي، الذي يُعدّ مُسبّباً أسياسياً في كينونة ذلك الحضيض.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة
عام

النقد الأدبي من النص إلى الشاشة

د. نادية هناوي جددت المدرسة الانجلو أمريكية في بعض العلوم المعرفية كعلم النفس اللغوي وفيزياء الأدب وعلوم الذكاء الاصطناعي أو أضافت علوما جديدة كانت في الأصل عبارة عن نظريات ذات فرضيات أو اتجاهات كعلوم...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram