بعد المعرض الاستعادي الكبير والأول من نوعه في افريقيا لأعمال النحات البرتو جياكوميتي، يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر معرضاً لمختارات ونوادر من اشهر اعمال الفنان بابلو بيكاسو والذي يستمر شهراً في العاصمة الرباط ، وقد استغرق التحضير لهذا ا
بعد المعرض الاستعادي الكبير والأول من نوعه في افريقيا لأعمال النحات البرتو جياكوميتي، يحتضن متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر معرضاً لمختارات ونوادر من اشهر اعمال الفنان بابلو بيكاسو والذي يستمر شهراً في العاصمة الرباط ، وقد استغرق التحضير لهذا المعرض اكثـر من سنة وبالتنسيق مع المتحف الوطني لبيكاسو بباريس والذي يعد أعرق المؤسسات التي تملك المئات من اعمال العبقري الاسباني.
وسيكون بابلو بيكاسو (1881-1973) حاضراً في المغرب من خلال 120 قطعة فنية متنوعة من رسم ونحت ومطبوعات وسيراميك ، كما انها تغطي مرحلة مهمة من مراحل الفنان المختلفة على امتداد مساره الفني الطويل والمتنوع والحافل مروراً بالمراحل التي وصفها النقاد بالمرحلة الزرقاء الى الوردية.
وبالرغم من أن أعمال بيكاسو موجودة في متاحف ومؤسسات أخرى في عدة دول، الا ان الاختيار وقع على الأعمال الخاصة بالمتحف الوطني لبيكاسو بباريس بحسب مدير المتحف : بحكم ان هناك اشخاصاً يؤمنون بفكرة أن الفن لم يخلق من اجل أن يُركن في المتاحف بل ليتقاسمه الناس ويطلع عليه اكبر عدد منهم.
واشار بيان المنظمين الى الأعمال الموجودة كبورتيريهات (دورامار) تسمح لنا بأن نتخيل التاريخ المخفي لأحد رواد الحداثة خلف تلك الصور لأستاذ الاستاذة، كما توجد في نفس المعرض اعمال مهمة ومشهورة مثل ( الفتاة الحافية - 1895) و ( المرأة المشبكة اليدين - 1907) و ( القراءة - 1932) و لوحة المطبخ التي رسمها تكريماً لصديقه الشاعر غيوم ابولنير ولوحة (المرأة الحامل - 1959) و(الرسام الشاب- 1972)
وتحت عنوان (أمـام بيكاسو) فإن المعرض شمل احد عشر قسماً توزعت بحسب توالي الموضوعات في الزمن ويكشف بالأساس عن نظرة شاملة الى اعمال الفنان المتعددة الاهتمامات كما يظهر مجموع التقنيات والاساليب التي تميّزه وكذلك تلك التي تسلط الضوء عليه من قضية النموذج خلال مسيرته الطويلة وبكافة تحولاته وأساليبه.
وعن لسان (كولين زيلال) مديرة المتحف الوطني بيكاسو - باريس فإن المجموعة تضم اعمالاً للفنان الاسباني في سنواته الأولى ، لدينا مثلاً لوحة رسمها الفنان عندما كان بعمر الرابعة عشر، ثم نذهب الى نهاية حياته وهي آخر عمل له وهي لوحة (الرسام الشاب) والتي رسم فيها نفسه ، وقالت:
تعتمد فكرة العرض على ابراز كل ماكان الفنان قادراً على القيام به والانماط المختلفة لفنه، وكان الرسام قد اهتم برسم الصور الشخصية في بداياته لعائلته واصدقائه ثم انتقل في سنوات شبابه الى الاساليب المعروفة التي مر بها وخاضها ، إن وجود هذه المجموعة في المغرب هي فرصة للإطلاع على اعماله ، وجود بيكاسو في افريقيا هو حلم .. حلمٌ قد تحقق .