بغداد/ احمد نوفل كثيرا ما نلقي اللوم على الطبيب في المستشفى بدعوى إهماله مريضه وان معاملته له في المستشفى الحكومي تختلف اختلافا كبيرا في عيادته الخاصة. ربما اتهم بعضنا الطبيب بأنه يحاول بطريقة ما اللجوء الى تحويل مرضى المستشفى لعيادته لكسب المال.!!
لكن من سنحت له فرصة زيارة مستشفى من مستشفياتنا العامة لابد له وان يلحظ ان الطبيب في العيادة الاستشارية في موقف لا يحسد عليه من كثر ما يحيط به من طالبي العلاج . هذه الظاهرة لم تجد حلا عند مؤسساتنا الصحية وان المريض والطبيب معا يواجهان المشكلة ذاتها، فالمريض لا يحظى بالاستشارة الطبية الدقيقة والطبيب لا يتسنى له فحص مريضه. هذه المشكلة سبق لنا وان طرحناها على المعنيين فكانت الإجابة ،أنه بالإمكان حلها فيما إذا تم اعتماد (التحويل) اي ان المواطن طالب العلاج لايجوز له مراجعة المستشفى مباشرة دونما تحويل من مركز صحي او عيادة طبية يمكن لها ان تؤيد حاجته لمراجعة مستشفى حكومي ،وبذلك يمكن تقليص أعداد المراجعين للمستشفيات الى اعداد يمكن للطبيب ممارسة عمله معها بأقل المتاعب واكثر تركيزا في الوقوف على علة مريضه.طبق اجراء التحويل ولكن الاعداد المراجعة للمستشفيات بقيت على ما عليها ،طوابير وحلقات ما زالت تحيط بالمعالج منتظرة دورها وربما شتتت انتباهه. ذلك ما جلب انتباهي في مستشفى اليرموك الذي يمكن القول عنه بأنه من المستشفيات الكبيرة والتي تقدم خدمات متميزة لمراجعيها وكذلك لابد من الإشارة الى نظافة المستشفى والكادر الطبي والصحي العامل فيه والمعاملة الطبية التي يتم التعامل بها مع المواطن . الحشود التي لاحظتها في المستشفى تعد بالمئات وفي وقت كان يمكن ان تنحسر فيه مجاميع المراجعين الذين دائما تكون ذروة مراجعتهم عند ساعات الصباح ولكن هذه المرة كانت هناك حشود من المراجعين تنتظر دورها والساعة تجاوزت منتصف الظهيرة .ذلك يعني ان إجراءات التحويل التي كان ينادي بها مدراء المستشفيات ويجدون فيها الحل الأمثل ليست بناجعة . ما أردنا الذهاب إليه هو الأجواء التي يحاط بها الطبيب في المستشفى كلما كانت مهيأة ونظامية وفيها متسع من الوقت زادت فرصة المريض في الحصول على فحوصات دقيقة يمكن ان تساهم مساهمة فاعلة في علاجه وإذا بقيت الأمور على ما هي عليه فالخسارة تلحق بالطرفين.
قضية للمناقشة :مريضنا وطبيبنا

نشر في: 20 فبراير, 2010: 05:17 م