سها الشيخليقالت ام المجني عليها الشابة سناء وهي تكفكف دموعها عندما التقيناها في باحة احدى المحاكم: لم يكن في حسبان الشاب (الجاني  احمد ) ان القدر سوف يقف له بالمرصاد ويكشف خطوط جريمته المروعة التي ارتكبها بحق خطيبته  التي تفانت في حبه بعد ان احكم قبضته على كل خيوط الجريمة، وبعد ان قضى اياما يرسم ويخطط لتنفيذ تلك الجريمة.
عوائل كانت ضحية الارهاب ثم مسحت السيدة ام سناء دموعها وهي تروي لنا فصول تلك الجريمــة التي راحت ضحيتها ابنتها الوحيدة فقــــالت: - توفي والد سناء في انفجار بغداد الجديدة وبقيت انا وابنتي  لوحدنا وكانت سناء في المرحلة الثانية في كلية القانون  وكان زوجي يمتلك متجرا يقع على الشارع العام قرب الانفجار فضاعت كل محتويات المتجر اثناء الانفجار كما توفي زوجي وقد خلف لنا ديونا كثيرة لم نستطع سدادها، ما اضطرني الى بيع المصوغات التي نمتلكها انا وابنتي ووجدت نفسي في نهاية المطاف عاجزة  عن مواصلة الحياة بدون عمل ما اضطرني الى البحث عن عمل لابنتي والطلب اليها ان تترك دراستها الجامعية  لان كل محاولاتي للبحث عن عمل لي قد فشلت بسبب عدم حصولي على اية شهادة  دراسية كما  كنت اعاني من امراض عدة لذلك  تكفلت سناء سد الفراغ الذي تركه و الدها واشتغلت بشهادة الاعدادية التي بقيت لها وكان حلمها ان تكمل دراستها في القانون لتصبح محامية لكن القدر كان لها بالمرصاد وعملت في مكتب المدير العام لاحدى الشركات التابعة للقطاع الخاص لصعوبة الحصول على عمل في القطاع الحكومي بدون دفع الرشوة،  وقد تعرفت اثناء عملها على شاب يعمل مديراً للمكتب الذي تعمل فيه، وتطورت العلاقة بينهما  وسرعان ما تقدم لخطبتها وقد رحبت به لانني وجدت ان ابنتي متعلقة به كما اننا (انا وابنتي) بحاجة الى رجل يرعى شؤوننا فقبلت على الفور، وكانت سناء   جميلة الى درجة كبيرة ومؤدبة ليست لكونها ابنتي بل هذا هو راي كل من التقى بها. rn ظهور الغريمة  وكان لصاحب الشركة ابنة تقيم خارج العراق وتدير احد فروع شركة والدها، وكانت على قسط وافر من الجمال والشخصية  المسيطرة والجريئة الى جانب الثقافة الكبيرة في ادارة الاعمال وهي تختلف بكل تاكيد عن شخصية سناء الهادئة الوديعة التي لا تمتلك مؤهلا ثقافيا يذكر سوى شهادة الدراسة الاعدادية  كما ان  الحياة المتحررة التي تعودت عليها ابنة المدير ما جعلها تلفت الانظار بجمالها وقوة شخصيتها فما كان من خطيب سناء الا ان ينجرف وراء تلك  المواهب التي تمتلكها ابنة  المدير التي جاءت في زيارة خاطفة لوالدها للاطلاع على  اخر اخبار الشركة  الخاصة باستيراد العدد واللوازم الكهربائية فاخذ يلازمها بحكم عمله في مكتب والدها الى  اغلب المراجعات للشركات المماثلة ما احزن سناء وحرك الغيرة في صدرها، وكاشفته في امر شكوكها من وجود علاقة لا تدري ما هي بينه وبين ابنة المدير لكنه انكر ذلك وبشدة واصفا ملازمته لابنة المدير على انه جزء من عمله، غير انه اتفق مع ابنة المديرعلى انهاء علاقته مع سناء بافساخ الخطوبة، ولم تكترث ابنة المدير لهذا الاجراء البعيد عن الشهامة والمروءة بل بالعكس شجعته على ذلك واصفة سناء بالمتخلفة والجاهلة والمرأة  التقليدية، ودبر احمد  خطة للقضاء على خطيبته سناء، فعزم على دعوة كل من سناء وابنة المدير للغداء في مطعم انيق يطل على نهر  دجلة في شارع ابي نواس وذهب الثلاثة الى ذلك المطعم وقبل الغداء طلب احمد من سناء ان ترافقه في نزهة نهرية على شاطئ  دجلة لأنه يريد ان يتحدث معها بامور تخصهما معا، بينما بقيت ابنة المدير لوحدها تنتظر عودتهما في المطعم لحين انتهاء العمال من اعداد الاكلة البغدادية المشهورة  (السمك المسكوف). rn رجلان وامرأة  اتفق احمد مع صاحب الزورق البخاري الذي اخذهما في جولة نهرية في عرض نهر دجلة على كل شيء لقاء رشوة كبيرة جراء سكوته، واستقلت سناء فرحة القارب مع خطيبها  وهي في قمة السعادة  وما ان سار القارب حتى وصل الى عرض النهر وبعيدا عن الانظار قام احمد بضرب سناء على راسها من الخلف ب(بوري) حديدي ذي رأس ضخم ففارقت الحياة في الحال وقام بمساعدة صاحب الزورق بالقاء جثة سناء في عرض النهر وقفل راجعا بعد ان تاكد من ان الجثة غابت عن الانظار وابتلعتها مياه النهر، وما ان وصل الى ضفة النهر حتى تجمع من كان على الضفة  الذين كانوا بانتظار عودة القارب لتاجيره  والقيام بنزهة مماثلة الا ان الجموع صعقت وهي ترى جثة امراة معلقة بمروحة (ماطور الزورق) والدماء تسيل من جبهة الضحية وعقدت الدهشة لسان القاتل وسرعان ما حضر رجال الشرطة على الفور لتلقي القبض على الجاني وهو يردد بانه لا يعرف عن امر الجريمة شيئا وتم انتشال الجثة من على ضفة النهر واودعت سيارة  الاسعاف التي حضرت على الفور لتنقل الى مشرحة الطب العدلي، اما ابنة المدير فقد صعقت لارتكاب سكرتير والدها تلك الجريمة المروعة  وحمدت الله انها لم توكل لاحمد ا