اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > المفوضيّة خارج نطاق الثقة .. وإنْ بقِيت

المفوضيّة خارج نطاق الثقة .. وإنْ بقِيت

نشر في: 28 مايو, 2017: 05:36 م

adnan.h@almadapaper.net

لا أظنّ أنّ ثمة عراقية أو عراقياً كان ينتظر أو يتوقّع موقفاً من الكتل الكبيرة في مجلس النواب غير الذي تحدّث عنه رئيس كتلة الوركاء الديمقراطية البرلمانية الصغيرة منذ بضعة أيام.
النائب جوزيف صليوة قال في تصريح صحافي الاسبوع الماضي إن الكتل البرلمانية الكبيرة، السنية والشيعية والكردية، ترفض تغيير مجلس المفوضية العليا (غير المستقلة) للانتخابات، مشيراً إلى جمع 70 توقيعاً من أعضاء مجلس النواب لرفض وجود أعضاء سابقين في المفوضية الجديدة اللازم تشكيلها خلفاً للمفوضية الحالية التي تنتهي ولايتها، غير مأسوف عليها، في أيلول المقبل. وأول من أمس كشف النائب عن إحدى هذه الكتل الكبيرة، ائتلاف دولة القانون، هشام السهيل عن أنّ حصول "اتفاق سياسي" في الأيام الأخيرة على عدم إقالة مجلس المفوضية الحالي.
معلوم أنّ مجلس النواب كان قد استجوب مجلس المفوضية الشهر الماضي عن اتهامات بمخالفات إدارية وفساد إداري ومالي، وانتهت عملية الاستجواب التي لم يطعن أحد في مهنيتها إلى تصويت النواب بالأغلبية على عدم القناعة بأجوبة مجلس المفوضية. وكان من المفترض أن يلي ذلك النظر في الطلب المقدّم الى رئاسة مجلس النواب بالتصويت على سحب الثقة من المجلس، وهو طلب سبقته مطالبات شعبية ونخبوية بالمضمون ذاته تتردد تكراراً في التظاهرات الأسبوعية وعبر وسائل الإعلام الوطنية ومواقع التواصل الاجتماعي، بيد أنّ الإجراء المنطقي المطلوب اصطدم بموقف الكتل الكبرى التي أشار اليها النائب صليوة.
موقف هذه الكتل هو الآخر منطقي من زاوية نظرها، فهي التي شكّلت مجلس المفوضية بمعرفتها واستناداً إلى نظام المحاصصة الفاسد الذي توافقت عليه هذه الكتل ووضعته موضع التنفيذ في مختلف الميادين، بديلاً عن الدستور الذي وضع أساساً مختلفاً للعملية السياسية ولمسارها.
الكتل الكبيرة، الشيعية والسنية والكردية، كانت المستفيد الأكبر، بل الأوحد، من المخالفات وعمليات الفساد في عمل المفوضية التي أوضحتها عملية الاستجواب. هذا هو ممّا مكّن هذه الكتل من أن تكون كبيرة وتبقى كذلك دورة بعد دورة برغم فشلها جميعاً في إدارة الدولة والمجتمع، وأن تتحكم بالعملية السياسية وتتلاعب بالمال العام الذي نهبت عشرات مليارات الدولارات منه عبر لجانها الاقتصادية.
الكتل الكبيرة هذه جاهدت لإنقاذ رأس مفوضيتها من استحقاق سحب الثقة بدعوى تجنّب حصول "فراغ دستوري"، لكن الدافع الحقيقي لهذا الموقف هو تفادي مواجهة المأزق العملي والأخلاقي الذي سيترتب على سحب الثقة... سحب الثقة سيعني الاعتراف بأنّ المفوضية قد خانت الأمانة، وأنّ العمليات الانتخابية التي أدارتها كانت باطلة في الواقع، وبالتبعية فإن وجود البرلمان الحالي والحكومة المنبثقة عنه باطل أيضاً ... الطبقة السياسية المتنفذة لا تريد أن تصل إلى هذه النتيجة .. إنها تفضّل التجاوز على المنطق والأخلاق وعلى أحكام الدستور للاحتفاظ بنفوذها القائم على الفساد وانتهاك القانون.
حتى لو أُبقي على مجلس المفوضية الحالي إلى أيلول المقبل أو أي تاريخ آخر يجري التوافق عليه بموجب صفقة فساد جديدة، فإنّ المفوضية بكاملها غدت الآن خارج نطاق ثقة الشعب، مثلما هي عليه راعيتها، الطبقة السياسية المتنفّذة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 2

  1. بغداد

    استاذ عدنان حسين يعني تعب النائبة المحترمة الوحيدة ماجدة التميمي من بين بقية البرلمان التي بذلت جهداً كبيراً في ازاحة هذه المفوضية الغير شرعية معناه جميع جهودها ذهبت سداً ؟ من يريد ان يعرف تفاصيل ما صرحت به النائبة ماجدة التميمي بالتفاصيل بخصوص موضوع تغي

  2. ييلماز جاويد

    من الملاحظ أن الطبقة الإجتماعية الحاكمة والمتحكّمة بالسلطة تنتمي إلى طبقة إجتماعية واحدة ولها مصالح إقتصادية مشتركة ومتداخلة ، حتى وإن إختلفت عن بعضها قومياً أو دينياً ، فليس الطائفية أو العرقية إلاّ ما يظهر لتصوير خلافاتهم . الصراع الحقيقي في العراق بين

يحدث الآن

نادٍ كويتي يتعرض لاحتيال كروي في مصر

العثور على 3 جثث لإرهابيين بموقع الضربة الجوية في جبال حمرين

اعتقال أب عنّف ابنته حتى الموت في بغداد

زلزال بقوة 7.4 درجة يضرب تشيلي

حارس إسبانيا يغيب لنهاية 2024

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

من دفتر الذكريات

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

 علي حسين في السِّيرة الممتعة التي كتبتها كاترين موريس عن فيلسوف القرن العشرين جان بول سارتر ، تخبرنا أن العلاقة الفلسفية والأدبية التي كانت تربط بين الشاب كامو وفيلسوف الوجودية استبقت العلاقة بين...
علي حسين

كلاكيت: الجندي الذي شغف بالتمثيل

 علاء المفرجي رشح لخمس جوائز أوسكار. وكان أحد كبار نجوم MGM (مترو غولدوين ماير). كان لديه أيضا مهنة عسكرية وكان من مخضرمين الحرب العالمية الثانية. جيمس ستيوارت الذي يحتفل عشاق السينما بذكرى وفاته...
علاء المفرجي

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (2-2)الحكومة الجمهورية الأولىعشت أحداث الثورة في بغداد ثم عشت مضاعفاتها في النجف وأنا في الخامسة عشرة من عمري. وقد سحرتني هذه الحيوية السياسية التي عمّت المدينة وغطت على طابعها الديني العشائري.في متوسطة...
زهير الجزائري

ماذا وراء التعجيل بإعلان "خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!

د. كاظم المقدادي (1)تصريحات مكررةشهدت السنوات الثلاث الأخيرة تصريحات عديدة مكررة لمسؤولين متنفذين قطاع البيئة عن " قرب إعلان خلو العراق من التلوث الإشعاعي". فقد صرح مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة...
د. كاظم المقدادي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram