في الأسبوع الماضي، انطلقت سيارة سباق بسرعة 300 كم في الساعة في شوارع باريس في اول اختبار لها .و لم يكن هناك شيء غير عادي في ذلك، سوى، أنه لم يكن هناك سائق يمسك بعجلة القيادة: في الواقع، لم يكن هناك عجلة للقيادة على الإ
في الأسبوع الماضي، انطلقت سيارة سباق بسرعة 300 كم في الساعة في شوارع باريس في اول اختبار لها .و لم يكن هناك شيء غير عادي في ذلك، سوى، أنه لم يكن هناك سائق يمسك بعجلة القيادة: في الواقع، لم يكن هناك عجلة للقيادة على الإطلاق. بدلاً من ذلك، كانت السيارة مدعومة بسلسلة من أجهزة الاستشعار والرادارات وأجهزة الكمبيوتر عالية الطاقة. وقال مخترعوها، "انها تمثل نقطة تحول نحو الخطوة القادمة بلا محال وهي انتشار استخدام السيارات بدون سائق.
غير أن من شهد هذا الحدث كان يشعر بخيبة أمل إلى حد ما لأن سرعة السيارة كانت أقل من السرعة الطبيعية لباقي السيارات العادية. بدلاً من ذلك، فقد كانت تتحرك ببطء مثل مراهق يتعلم الدرس الأول في السياقة . إذا كانت هذه هي الثورة في عالم السيارات بلا سائق ، فانها ستزحف،.بدلاً من ان تسيربسرعة
وينظر إلى السيارة ذاتية القيادة على أنها قفزة إلى الأمام و بعض المتحمسين وضعوا اختراعها في مصاف حدث اختراع السيارات نفسها. فكل شركة تكنولوجية كبرى ومصنعة للسيارات، ناهيك عن عشرات الشركات الصغيرة، بدأت تستثمر الملايين في انتاجها. فلقد ، تم استثمار أكثر من مليار دولار أميركي في انتاج السيارات ذاتية القيادة في عام 2016، كما أن الاستثمارت قد كسرت كل الارقام القياسية هذا العام.وتقوم شركة Uber باختبار سيارات الأجرة ذاتية القيادة في ولايات بيتسبرغ وأريزونا، في اميركا على أمل أن يأتي اليوم الذي سيتم فيه الاستغناء عن السائقين تماما.
وتجري الآن وقائع دعاوى قضائية مريرة بين شركتي Uber ,و Waymo, ، والاخيرة تمثل قسم السيارات ذاتية القيادة في شركة جوجل. وتدعي شركة Waymo ان احد العاملين السابقين فيها قد سرق الآلاف من الوثائق قبل ان ينتقل الى شركة Uber
وقال محامو شركة Uber فى جلسات المحكمة "ان هذه القضية تعالج ما يحتمل ان يكون اكثر الاعمال ارباحا فى التاريخ". وفي الأسبوع الماضي، ارتفعت قيمة اسهم شركة Waymo بقيمة 70 مليار دولار. وبحلول عام 2030، يتوقع المحللون المصرفيون، أن كل سيارة من شركة Waymo يمكن أن تقطع مسافة 100ألف كم ، في السنة، بين المدن المختلفة لنقل الركاب من دون أي حاجة لسائق سيارة أجرة
تكاد تكون الثقة مطلقة في السيارات بدون سائق في الاوساط التكنولوجية بحيث ينظر إليها الآن على أنها أمر لا مفر منه، والمسألة تتعلق فقط بمتى يحين موعد استخدامها. يقول ليفي تيليمان، وهو مسؤول سابق في إدارة أوباما وفي شركة فالينس ستراتيجيك الاستشارية: "يمثل هذا المشروع واحدا من الفرص الكبرى للصناعة في القرن الحادي والعشرين، وسوف يكون مشابها لما كان عليه إنتاج السيارات في القرن العشرين".
ومن المرجح أن تكون السيارات بدون سائق أبطأ التحوّلات الثلاثة الرئيسية في صناعة السيارات لتصبح حقيقة واقعة، بعد السيارات الكهربائية والانتقال من ملكية السيارات إلى خدمات السيارات تحت الطلب التي تقدمها شركة Uber
لكن مؤيديها يقولون إنها أيضا الأكثر ثورية. إن ارباح الزيادة في الإنتاجية من خلال تقليص عدد الساعات التي تقضيها السيارة في الشارع كل يوم ستكون هائلة. وسيتم تجنب ملايين الوفيات سنويا.و سيتم تجديد المدن بأكملها: ويمكن استبدال إشارات المرور بتواصل السيارات فيما بينها ، وبما أننا سوف نقوم باستئجار الوقت في السيارات، بدلا من امتلاكها، فإنها لن تضطر إلى أن تتوقف.
التوقعات الأكثر تفاؤلا تصور ان السيارات بدون سائق ستكون متاحة في أقرب وقت عند نهاية هذا العقد. ولكن حتى المحاولات الأكثر طموحا قد تعثرت. وقد اضطرت شركة Uber الى تعليق بعض الاختبارات، بعد ان انقلبت احدى سياراتها على جانب احدى الطرق بسبب اصطدامها.بسيارة مسرعة
اما شركة Waymo فقد صدمت الكثيرين من انطلاقتها السريعة ، لكنها بقيت في وضع الاختبار لمدة ثماني سنوات بعد بدء غوغل مشروعها. ولكي تنجح شركات السيارات بدون سائق، سيتعين حل سلسلة من الحواجز التي تلوح في الأفق.
اللوائح الحالية تتطلب أن يبقى البشر مسيطرين على السيارة، وعلى استعداد لقيادة السيارة في أي لحظة. وسيتطلب السماح باستقلالية كاملة انشاء قواعد معقدة بشأن المسؤولية عن الحوادث، بما في ذلك التأمين،.
ويقول ديريك فوس، الرئيس التنفيذي لشركة سوس للسكك الحديدية، إن السيارات بدون سائق تشكل أيضا مجموعة من المشاكل التكنولوجية.ويجب ان توضع البرمجيات و معايير 5G بحيث تمكن السيارات من التواصل.
ويجب ان يستمر استخدام السيارات العادية أيضا لأكثر من عقد من الزمن، مما يشكل تحديا لمصنعي البرمجيات الذين سوف يضطرون إلى تحديثها باستمرار لكي تكون آمنة من المتسللين. واضاف "ان الجانب الامني يثير الكثير. إذا كان يمكنك أن تخترق السيارة يمكنك أن توجهها اينما تشاء. ويشعر المستثمرون بالقلق من أنه في حين أن عشرات الشركات تعمل على تطوير التكنولوجيا بدون سائق، فأن البرمجيات تميل إلى إنتاج عدد قليل من انظمة التشغيل الناجحة. أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية لديها اثنين فقط من أنظمة التشغيل المهيمنة، وليس هناك ما يدعو للاعتقاد بأن السيارات ذاتية القيادة يجب أن تكون مختلفة.
عن التلغراف