اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > زعماء "الحزبخانة "

زعماء "الحزبخانة "

نشر في: 29 مايو, 2017: 09:01 م

الاحزاب والقوى السياسية العراقية جميعها - بلا استثناء - المشاركة في الحكومات المتعاقبة  منذ عام 2003  ، لم تستطع تحسين صورتها البشعة المنطبعة  في اذهان العراقيين  المصابين بخيبة امل كبيرة  من الأداء السياسي والحكومي طيلة السنوات الماضية. مفوضية الانتخابات تعلن يوميا موافقتها على تشكيل تنظيمات جديدة  ،  تندرج ضمن  فئة" الحزبخانة " بزعامة  احد أعضاء مجلس النواب ، أو شخصية سياسية   رفعت شعار تصحيح  الأخطاء السابقة ثم الانتقال الى مرحلة بناء دولة المؤسسات .
الأحزاب الكبيرة  المتنفذة وفرت لاتباعها فرص عمل في الوزارات الخاضعة لسيطرتها  ، جعلت  عناصر ميليشياتها   يحملون رتبا عسكرية عالية ،  تقديرا لخدمتهم الجهادية في مرحلة  مقارعة النظام الديكتاتوري ، اما القياديون فتمتعوا بامتيازات  لم تخطر في  الاحلام ، مناصب  عليا في  الحكومة مع جوازات سفر دبلوماسية ، اولوية في اداء فريضة الحج لأكثر من مرة ، هويات دخول المنطقة الخضراء بموكب مدرع من سيارات الدفع الرباعي مزودة  بمنظومة اطلاق اصوات التنبيه  اثناء مرورها في الشوارع العامة  ، رقم تلفون فاتورة ، دفع نفقات  العلاج في الخارج حتى الدرجة الثالثة من الاقارب. كل هذه الامتيازات   شجعت الرفاق الجدد  على اجراء تحسينات على المستوى الشخصي  باختيار زوجة  ثانية او ثالثة مع ضمان حقوق الاولى ام العيال واقامتها في شقة فاخرة في دولة اوروبية.
تداعيات الأزمة المالية ألقت  بظلالها القاتمة  على الاحزاب والقوى  العاملة في الساحة  العراقية. الشلل  أصاب نشاط لجانها الاقتصادية ،  ففقدت القيادة الحكيمة  امكانية  الحصول على عقود لتنفيذ مشاريع  استثمارية ،  تمنحها  إمكانية التحرك  على القواعد الشعبية لضمان تصويتها   بتقديم الهدايا والهبات المادية والعينية.  هناك أحزاب   تحولت الى دكاكين تشغل عقارات الدولة ، ستكون عاجزة عن تغطية نفقات  حملتها الدعائية خلال الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة ، لا خيار امامها الا بيع  مقراتها بالباطن  لعلها تستطيع ان تحقق استحقاقا انتخابيا يؤهلها  لشغل حقيبة وزارية في الحكومة الجديدة .
القوى السياسية العراقية تصنف بحسب اوزانها الثقيلة منها تمتلك وسائل اعلام  من فضائيات وصحف ومواقع الكترونية ،  لا تواجه مشكلة   في الترويج لزعمائها ، وامينها العام ، تغطي نشاطاته اليومية في الأوساط العشائرية ،  لتبعث برسالة الى الجمهور بانها مازالت على العهد  تكافح وتناضل من اجل  تحقيق الرفاهية للعراقيين  بالتصويت لصالح القائمة الفلانية .
   التنظيمات السياسية  المشكلة حديثا لأغراض خوض الانتخابات من فئة "الحزبخانة " امامها شوط طويل لاستقطاب الرفاق الجدد  وتوسيع قاعدتها الشعبية ،  الخيار الوحيد المتاح امام زعمائها  التحرك على الفضائيات لأجراء مقابلات لطرح  برامجهم ، بمعنى اخر البحث عن بوق مناسب  لأغراض الترويج .
تحتفظ ذاكرة الجيل السابق من ابناء محافظة البصرة بصورة الرجل "تومان " كان يجيد العزف على آلة المزمار حتى عن طريق الأنف ، للاعلان عن وصول افلام جديدة الى دور العرض ، الساحة العراقية فقدت منذ زمن بعيد  خدمات  المرحوم تومان ، بوصفه خير من يجيد الترويج ، هناك من يحاول تقليد تومان ، لكنه فشل في الترويج لزعماء "الحزبخانة" . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. ناظر لطيف

    مقال ساخر يصف الوضع المتردي التي وصلت لها القوى السياسية الموجودة على ارض مجلس النواب والحكومة والهيئات التي تدعي انها مسقلة. السؤال اليوم هل ممكن تسويق اي من القوى السياسية لنفسها ولو بتزوير الحقائق والانتخابات؟ وما قدرة العراقيين على تحمل اربع سنين عجاف

يحدث الآن

العراق الثاني عربياً باستيراد الشاي الهندي

ريال مدريد يجدد عقد مودريتش بعد تخفيض راتبه

العثور على جرة أثرية يعود تاريخها لعصور قديمة في السليمانية

"وسط إهمال حكومي".. الأنبار تفتقر إلى المسارح الفنية

تحذيرات من ممارسة شائعة تضر بالاطفال

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: العميل "كوديا"

العمودالثامن: عقدة عبد الكريم قاسم

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

وجهة نظر عراقية في الانتخابات الفرنسية

عاشوراء يتحوّل إلى نقمة للأوليغارشية الحاكمة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

 علي حسين ما زلت أتذكر المرة الأولى التي سمعت فيها اسم فولتير.. ففي المتوسطة كان أستاذ لنا يهوى الفلسفة، يخصص جزءاً من درس اللغة العربية للحديث عن هوايته هذه ، وأتذكر أن أستاذي...
علي حسين

من دفتر الذكريات

زهير الجزائري (1-2)عطلة نهاية العام نقضيها عادة في بيت خوالي في بغداد. عام ١٩٥٨ كنا نسكن ملحقاً في معمل خياطة قمصان (أيرمن) في منتصف شارع النواب في الكاظمية. أسرّتنا فرشت في الحديقة في حر...
زهير الجزائري

دائماً محنة البطل

ياسين طه حافظ هذه سطور ملأى بأكثر مما تظهره.قلت اعيدها لنقرأها جميعاً مرة ثانية وربما ثالثة او اكثر. السطور لنيتشه وفي عمله الفخم "هكذا تكلم زارادشت" او هكذا تكلم زارا.لسنا معنيين الان بصفة نيتشه...
ياسين طه حافظ

آفاق علاقات إيران مع دول الجوار في عهد الرئيس الجديد مسعود پزشكیان

د. فالح الحمراني يدور نقاش حيوي في إيران، حول أولويات السياسة الخارجية للرئيس المنتخب مسعود بيزشكيان، الذي ألحق في الجولة الثانية من الانتخابات هزيمة "غير متوقعة"، بحسب بوابة "الدبلوماسية الإيرانية" على الإنترنت. والواقع أنه...
د. فالح الحمراني
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram