لم يكن حفل توزيع جوائز القصة القصيرة التي اقامتها رابطة الشاعر العراقي الراحل الكبير مصطفى جمال الدين، بالشيء السهل رغم بساطته .. فإعلان جائزة باسم الشاعر الكبير صاحب قصيدة (بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ/ إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ ) يعد امتيازاً
لم يكن حفل توزيع جوائز القصة القصيرة التي اقامتها رابطة الشاعر العراقي الراحل الكبير مصطفى جمال الدين، بالشيء السهل رغم بساطته .. فإعلان جائزة باسم الشاعر الكبير صاحب قصيدة (بغداد ما اشتبكت عليكِ الاعصرُ/ إلا ذوت ووريق عمرك أخضرُ ) يعد امتيازاً للثقافة العراقية التي تعيش محنة البحث عن هوية وسط صراعات سياسية ومذهبية وتفكيك لمعاني المصطلحات الثابتة في الحياة الاجتماعية المختلفة.. الجائزة التي اعلنتها الرابطة.
حفل تكريم الفائزين بجائزة مصطفى جمال الدين للإبداع الخاصة بالقصة القصيرة ومقرها مدينة البصرة لتسحب البساط كما يرى الكثير من المتابعين، من تحت فعاليتين ومكانين مهمين أولهما المركز العاصمة، وثانيهما الانغماس الكبير بفعاليات الرواية ومسابقتها وما أطلق عليه عصر الرواية وتراجع القصة القصيرة عن مكانتها التي كانت عليها حتى قبل نصف عقد.
ما يحسب للمسابقة ليس الاحتفال الذي اقيم وكان بلا دعم ولم يحضره اي مسؤول من البصرة مكتفيا بحضور بعض الادباء وعشاق الأدب والاصدقاء والباحثين عن صناعة الجمال بل اصرارها على نجاح المسابقة كما قال رئيس الرابطة ونجل العلامة مصطفى جمال الدين، ولده محمد، انها تأتي كمسابقة الجمال في وقت تتصارع فيه الامكنة المظلمة لكي تسود العالم، ونحن في الرابطة اردنا أن تكون القصة اولى مسابقات الرابطة لما لها من مكانة كبيرة وأردنا من خلالها مشاركة اكبر عدد ممكن من الأدباء بنص واحد غير منشور وخاص بالمسابقة ولم نتوقع مشاركة كل هذا العدد ولأسماء كبيرة في الأدب العراقي.
ويقول محمد مصطفى جمال الدين، في كلمته خلال احتفال توزيع الجوائز التي لم يكن أحد يعرف من هم الفائزون الثلاثة الاوائل غير حضور الفائزين العشرة الذين اعلنت اللجنة انها ارتأت زيادة عدد الفائزين الى 10 لتكريم أكبر عدد ممكن من المبدعين وخاصة المبدعات.. والمسابقة الادبية ربما هي الوحيدة التي نجحت تنظيمياً ومشاركة كبيرة ولجنة تحكيم متخصصة وصل فيها عدد المشاركين الى 350 قاصاً خلال شهر و10 ايام وتم فيها قبول 270 قصة قصيرة وتم ترقيم القصص وارسالها الى لجنة التحكيم بسرية تامة وهذه اللجنة تألفت من البروفسور فهد محسن فرحان والاستاذ الدكتور عادل عبد الجبار، وكذلك الروائي وارد بدر السالم.الاحتفالية البسيطة لكنها مفعمة بالجمال بدأت النشيد الوطني ثم نشيد الرابطة، وكلمتان لرئيس الرابطة واللجنة التحكيمية القاها البروفسور فهد محسن فرحان، ليقدم بعدها الفنان نجم مشاري أغنيتين عن البصرة ليتم إطفاء الشمعة الثالثة من عمر تأسيس الرابطة، ليتم بعدها الاعلان عن الفائزين العشرة الاوائل الذين تم منحهم المبالغ المالية وقلادة مصطفى جمال الدين للإبداع وشهادة تقديرية، وقد حصل على الجائزة الاولى القاص محمد الكاظم الاول من ذي قار والجائزة الثانية للأديب علي لفتة سعيد من كربلاء فيما حصل على الجائزة الثالثة القاص يحيى مزبان السعيدي من واسط، وحصل سبعة اخرون على الجائزة الرابعة وهم كل من يعرب غانم سعيد السالم من نينوى وسجاد علي حسن الكنعان من البصرة وكذلك بتول نعمة علي الموسوي من البصرة وعمار خضير ياسر من ذي قار وأيضاً علي حسين علي من النجف مقيم في لندن وداليا احمد خميس بغداد اضافة الى علي صلاح عبد المهدي من صلاح الدين .
بكل تأكيد كانت الفعالية تعلن أن النشاط الابداعي العراقي بخير وأنه يحاول بكل جهد الحروف صناعة الضوء ليكون مشعّاً وساطعاً وقادراً على إزالة ظلمة الواقع المرير الذي يعيشه الفرد العراقي، ومنهم المبدع الناحت لعناصر الجمال بدمه مرة وبصبره مرات كثيرة.