TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات: من أجل كردستان

كردستانيات: من أجل كردستان

نشر في: 20 فبراير, 2010: 05:39 م

وديع غزوان من المألوف حدوث خروق هنا وهناك ابان الحملات الانتخابية وهي حالة غير مقتصرة على العراق وحده ذي التجربة الديمقراطية الفتية , بل تحدث في اغلب الدول بما فيها تلك صاحبة الباع الطويل في خوض غمار هذه التجربة .
 ورغم ما  كنا نتمناه بان تكون تجربتنا في خوض الانتخابات متميزة بشفافيتها, الا ان اصرار بعض الاطراف على جعلها مناسبة لنشر غسيل بعضهم وانتهاج اسلوب التشهير ومحاولة التسقيط اضفى بعض القتامة على بياض ونصاعة الاماني الشعبية .. رغم ذلك فان نبض الشارع العام في غالبه لم ينجر الى هذه الصراعات غير الحضارية , بل ان المواطن بات يضع هذا الاسلوب ضمن جدول حساباته وهو يتصفح البرامج الانتخابية ويتابع الحملات الدعائية لكل كيان وقائمة .ما يهمنا كمواطنين عدم التصعيد لحمى التنافس ووصولها الى ممارسات قد تنعكس سلباً على قيم التآخي والمحبة التي جبل عليها المجتمع , لذا فان ماحدث في بعض مناطق السليمانية من مشاجرات مرفوض من اي جهة كانت ويعني ان هنالك من يحاول ان يستغل اندفاعة الجماهير لتحقيق مآرب لاتمت بصلة الى الديمقراطية ومفاهيمها . وسبق ان اشرنا في موضوع سابق الى خطورة مثل هذا النهج منذ الايام الاولى لانطلاق الحملات الدعائية واقترحنا تشكيل لجنة عليا من ممثلي الكيانات السياسية المتنافسة للاتفاق على وضع آليات تمنع استفحال مثل هذه الاساليب والعمل على وفق ضوابط المفوضية العليا المستقلة للانتخابات   . ومع تقديرنا لجهد اللجان الامنية  وحرصها على تطبيق القانون على الجميع , الاانها وكما يبدو, وبسبب طبيعة الخريطة السياسية في مدن إقليم كردستان عملت بحذر وتأن شديدين مع المخالفين, آخذة بنظر الاعتبار توجيهات القيادة الكردستانية بان تكون الانتخابات عرساً ديمقراطياً في الإقليم .ربما قد يكون مقبولاً ان ينجر هذا الطرف او ذاك الى خطاب متشنج نوعاً ما او يتبع وسائل اغراء مادي لشراء الاصوات , الا انه من غير المسموح وتحت اي مبرر تشويه صورة التجربة الديمقراطية التي ننعم بها ونفتخر بتحقيقها في كردستان العراق , ليس لان من يقود هذه التجربة هذا الطرف او ذاك , بل لانها ثمرة نضال شعب قدم وضحى وما زال يضحي .. تضحيات ينبغي على كل الاطراف ان لاتنساها في غمرة التنافس الذي نطمح لان يرتقي الى مستوى ما قدمه الشعب من عطاء في مسيرة طويلة فيها من العبر والدروس ما يغني اي طرف من الانجرار وراء مصالح ضيقة,عندما يستذكر عمق وغنى قيم الشعب ونضاله . فلنضع مصلحة الشعب وترسيخ تجربة كردستان فوق اي اعتبار آخر ولتكن بر امجنا هي الفيصل والحكم في كل حملاتنا الانتخابية , فالشعب الذي عايش التجربة واختبرها قادر بفطرته على اختيار الاصلح والاحسن .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram