بغداد – علي الكاتبالزيادة الحاصلة في مدخولات الكثير من الشرائح الاجتماعية والتي تقابلها زيادة سكانية هائلة تسير بخط واحد نحو الاستمرار باعمال البناء التي تتوفر لها الظروف الامنية المطلوبة في شتى المدن والقصبات والارياف ،وان كان توسعا افقيا وليس عموديا قد تكون له اثار سلبية كبيرة في المستقبل،
 فالحاجة الى السكن تسير بنحو يوازي نمو الحاجات الاخرى في المأكل والمشرب وغريزة التملك والشعور بالامان وراحة العيش التي لاتقوم الا بوجود عوامل منها السكن المناسب لكل شخص وهو حق تكفله القوانين في جميع البلدان. يقول صلاح راضي صاحب شركة للمقاولات الانشائية في منطقة الطالبية ان حركة البناء الواسعة هذه الايام تصل الى ذروتها في موسم الصيف وهي في ازدياد ،اذ ان الاعمال الارهابية والتي كانت اضرارها جسيمة وكارثية على الجميع عادت بالفائدة على البعض خاصة ممن يعملون في قطاع البناء وتشييد المساكن حيث ان الكثير من المنازل هدمت بالكامل او اجزاء منها الامر الذي يتطلب اعادة بنائها او ترميمها ،وهذا كله جعل الحاجة الى توفير مواد البناء من الطابوق وحديد التسليح والاسمنت والرمل وغيرها وتشغيل الكثير من العمال والاسطوات ومكاتب المقاولين ومتعهدي البناء وسائقي الشاحنات المختصة بنقل مواد البناء ،ما ادى بالتالي الى حدوث حركة كبيرة في العمل في قطاع البناء. ويضيف وكذلك حدوث توسع في البناء سواء في اضافة ملحقات اخرى الى المساكن وتشييد عمارات سكنية وتجارية مع تحسن الوضع الامني وحدوث زيادة سكنية كبيرة والهجرة من الريف الى المدينة لاسباب كثيرة،الى جانب التحسن الكبير في الحالة المعيشية والاقتصادية للفرد والعائلة على حد سواء والزيادة الكبيرة في رواتب الموظفين ومنح المصارف للقروض والمنح والتشجيع على البناء ،خاصة ان الكثير من المواطنين كانت لديهم قطع اراضٍ لكنهم لايتمكنون من بنائها طيلة الفترة السابقة وبقائهم يعانون من ارتفاع ايجار المنازل التي يشغلونها. فيما يقول عباس حسين عامل بناء ان اعمال البناء تقوم باستيعاب الكثير من المهن اضافة الى عمال واسطوات البناء حيث هناك باعة المواد الانشائية من تجار الجملة وباعة المفرد المنتشرين في جميع المناطق والمحلات السكنية ،واصحاب مهن اخرى ترتبط باعمال البناء منها النجارة والحدادة والكهرباء والتاسيسات الكهربائية والصحية والصباغين وغيرهم من المهن الاخرى المرتبطة باعمال البناء،ومن هنا كان لنا ان نتخيل مدى اسهام هذا القطاع في استيعاب البطالة وقوى العمل التي لاتجد حاليا فرصة العمل المناسبة لها وبقائها في طوابير العمالة المتواجدة على قارعة الطرق من دون حصولها على عمل ،فاعمال البناء هنا بمثابة المحرك للكثير من المهن والوسيلة الاهم في القضاء على مشكلات البطالة. صباح الفتلاوي موظف متقاعد يقول هنا على الجهات المختصة التأمل بامعان الى موضوع البناء واستيعاب القوى العاملة المتوفرة في العراق من خلال البدء بمشاريع كبيرة لبناء المجمعات السكنية التي من شانها حل عدد من المشكلات والازمات منها حل ازمة السكن بشكل نهائي والقضاء على البطالة وتحريك الاقتصاد الوطني وانعاشه بمشاريع حيوية تسهم في خلق بيئة تنموية حقيقية في البلاد، خاصة ان جميع الموارد البشرية والمادية متاحة وبشكل رخيص فالايدي العاملة متوفرة لدينا بشكل يفوق بقية الدول المجاورة والموارد المالية متوفرة هي الاخرى مع وجود الكثير من المساحات والفضاءات غير المستغلة في داخل المدن او في ضواحيها مع التاكيد على البناء العمودي والتركيز على تشييد المعامل الصغيرة والمصانع الكبيرة والتي من شانها احداث نقلة صناعية وتنموية كبيرة في البلد، ومن هنا تتحقق مقولة دائما تتردد ان العمل والبناء مفردتان تكمل احداهما الاخرى فالبناء يحرك قوى العمل وهذه يحتاجها البناء اذ لولاها لن يتحقق شيئاً يذكر، وعلى الجهات المختصة حكومية كانت أم من القطاع الخاص ان تلتفت الى الايدي العاملة المحلية وتوظيفها في اعمال البناء والاعمار واستيعابها بدلا من ذهابها الى العمل في مجالات تخريبية وارهابية.