أن ارتكاب العديد من سائقي الحافلات ( الكيا ) وسواق الأجرة والمركبات المخالفات المرورية الخطرة والكبيرة في وضح النهار وفي شوارع رئيسية بحجة الهروب من الاختناقات المرورية هو ما لا يتقبله العقل وربما ينم عن حالة من “ الفلتان الم
أن ارتكاب العديد من سائقي الحافلات ( الكيا ) وسواق الأجرة والمركبات المخالفات المرورية الخطرة والكبيرة في وضح النهار وفي شوارع رئيسية بحجة الهروب من الاختناقات المرورية هو ما لا يتقبله العقل وربما ينم عن حالة من “ الفلتان المروري” والاستهتار بأرواح الناس .
كاد هذا الاستهتار أن يودي بحياة الكثير من حوادث الدهس والاعتداءات على المواطنين والمارة ويشكل احدى المظاهر الخطرة في الشارع البغدادي .. حيث تشهد الشوارع يوميا العشرات من الحوادث ولا تتدخل اجهزة المرور لايجاد حل لها .
اختصاصي علم الاجتماع الدكتور عدنان ياسين يعزو هذه التصرفات إلى أن كثيرا من المواطنين يخالفون قواعد وأسس السير فتجدهم لا يلتزمون بالإشارة الضوئية أصلا، ويعتبرون تجاوزهم للقواعد المرورية “ نوعا من الفروسية ”.
ويطالب قائلا : أن البيئة الاجتماعية سواء في بغداد أو غيرها من المحافظات بحاجة إلى تصالح بين المواطنين والنظام العام لافتا إلى أن نظريات الضبط الاجتماعي والمروري تشير إلى نوعين من هذا الضبط الأول داخلي ويرتبط بالعمر والأخلاق والدين وإعطاء أولوية الطريق للمارة وهو ضعيف والآخر خارجي يتمثل بالالتزام بالقوانين وهو ضعيف أيضا .
• عدم الاحساس بالمسؤولية
ويعزو ياسين قيام العديد من الناس بالمخالفات المرورية بسبب الأزمة أو ضيق الوقت إلى عدم إحساسهم بالمسؤولية وعدم احترام الآخرين أو حتى الاكتراث بحياتهم وحياة غيرهم .
ويضيف أن هؤلاء الأشخاص يجدون أنفسهم قادرين على عمل أي شيء خارج إطار التفكير المنطقي فتصبغ تصرفاته سواء في الطريق أو المنزل.
ويتابع أن هذا الإنسان بطبيعته توجد لديه العديد من الإسقاطات النفسية التي تكبر معه منذ الصغر والتي تتأثر بالبيت والأسرة، على إعتبار ان شخصا مستهترا بالقانون ينتج عنه حالة من اللامبالاة التي قد تتسبب بقتل نفسه أو حتى الآخرين من خلال تجاوزاته مبينا أنها حالة من عدم الانضباط الأخلاقي والديني والتربوي .
ويؤكد الدكتور ياسين أن السائق لا يحتاج فقط إلى تدريب قيادة فحسب وإنما لابد من أن يخضع لفحص نفسي حتى يتم التأكد من سلامة صحته النفسية ومدى تأهيله للقيادة قبل ارتكابه جرائم بحق نفسه والناس في الشارع .