TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > لكل جريمة حكاية: الحالة النفسية والقلق... أرغمها على أنهاء حياتها

لكل جريمة حكاية: الحالة النفسية والقلق... أرغمها على أنهاء حياتها

نشر في: 5 يونيو, 2017: 12:01 ص

منذ نعومة اظافرها و (ف) آية من الجمال .. كل من حولها كانوا يشيدون بجمالها في كل ساعة حتى اصبحت تشعر انها ملكة تسير فوق السحاب ... تحصد الاعجاب اينما ذهبت وتنتزع كلمات الاعجاب والانبهار اينما حلت ... اصبحت (ف) تشعر ان جمالها سيكون جواز مرورها للعيون و

منذ نعومة اظافرها و (ف) آية من الجمال .. كل من حولها كانوا يشيدون بجمالها في كل ساعة حتى اصبحت تشعر انها ملكة تسير فوق السحاب ... تحصد الاعجاب اينما ذهبت وتنتزع كلمات الاعجاب والانبهار اينما حلت ... اصبحت (ف) تشعر ان جمالها سيكون جواز مرورها للعيون والقلوب وانه سيفتح لها جميع الابواب المغلقة ... فمن هذا الذي يستطيع ان يقاوم هذا الجمال الاخاذ والسحر الطاغي ...

 حتى أسرتها كانت تتعامل معها بتدليل مما أدى الى تضخيم الشعور بالذات بداخلها... لم تكن متفوقة في دراستها ... وكيف تكون متفوقة وهي تمضي يومها كله أمام المرآة تعتني بجمالها الذي يعتبر رأس مالها الحقيقي ومؤهلها الاعلى من أي مؤهل دراسي ... وكانت تهتم باقتناء المساحيق وأدوات المكياج اكثر من اهتمامها بقراءة الكتب والمراجع الدراسية ... ومع ذلك انهت دراستها في احدى الكليات الاهلية التي لا تهتم بالدراسة ، ولكن تهتم بالاجور والعوائل المرفهة ... وكان طبيعيا ان يفتح لها جمالها كل الابواب المغلقة واستطاعت ان تحصل على وظيفة في احد البنوك في بغداد  رغم ان درجات نجاحها كانت دون مستوى القبول في هذه الوظائف المهمة لكن جمالها كان هو كارت الدخول الى هذا البنك الاستثماري ، واثناء احدى الاجازات الصيفية مع عائلتها في احدى المصايف التركية اقيمت مسابقة لاختيار  ملكة جمال المدينة السياحية وألحت عليها امها بالاشترك في هذه المسابقة واكدت لها انها ستحصد الجائزة الاولى وسوف تكتسح جميع المتسابقات ... وبالفعل استجابت (ف) لضغوط الأهل والاصدقاء وشاركت في المسابقة وكما كان متوقعا حصدت المركز الاول بلا منازع واصبح لقبها ملكة جمال المصايف التركية واصبح الكأس الذي حصلت عليه هو اهم وأغلى شيء في حياتها ... واصبحت تحرص على تنظيفه وتلميعه بصورة شبه يومية باعتباره شهادة رسمية بجمالها وفتنتها ! وفجأة وبدون مقدمات اصيبت (ف) بمرض غامض تسبب في زيادة وزنها بصورة كبيرة وصلت الى درجة السمنة ولم تعد تصلح معها كل الانظمة الغذائية لانها سمنة مرضية ولم تفلح معها مراجعات الاطباء والعقاقير والادوية التي تناولتها في انقاص وزنها ... وبعد ان كانت تحصد الاعجاب والانبهار اينما حلت اصبحت تحصد الشفقة والتعاطف بعد ان تحول حالها الى النقيض تماما ... وبعد ان كانت تقف امام المرآة لساعات تتباهى بجمالها ورشاقتها حطمت كل المرايات الموجودة بالمنزل حتى تتحاشى النظر الى صورتها المؤسفة التي صارت اليها ! بعد عدة اشهر من العلاج ... اصيبت (ف) باكتئاب حاد واصبحت تتجنب الخروج من غرفتها او حتى التكلم مع افراد اسرتها وامتنعت من الذهاب لعلمها لانها لا تستطيع مواجهة الموظفين من زملائها وزميلاتها وهي في هذه الحالة ... وتسببت العزلة التي تعيش فيها في اصابتها باكتئاب حاد واصبحت رافضة تماما للحياة وكل مظاهرها ... وفشلت كل محاولات أسرتها في اخراجها من الحالة النفسية السيئة التي وصلت اليها ... وفي النهاية قررت (ف) ان تضع حدا لكل آلامها وعذابها وقررت ان تنهي حياتها ... وحتى لا يستطيع احد انقاذها ... انتظرت حتى خلد الجميع للنوم وتناولت كمية كبيرة من الاقراص المهدئة التي أدت لاصابتها بهبوط حاد في القلب والدورة الدموية وتوفيت في دقائق معدودة دون ان يشعر بها احد ! وفي الصباح اكتشفت والدتها الفجيعة عندما توجهت اليها في غرفتها لتوقظها لتناول الافطار والادوية ! وسارع افراد الاسرة بنقلها الى احدى المستشفيات القريبة في محاولة يائسة لانقاذ حياتها ... إلا ان الاطباء اكدوا لهم انها فارقت الحياة منذ عدة ساعات ... واكدوا ان سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة تناول كمية كبيرة من الحبوب المهدئة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram