بـ 250 ألف مكمن سياحي أثري يعود تأريخها الى عصور ما قبل الميلاد، كان يمكن للعراق في ظروف السلم والأمان أن يكون في رأس قائمة الدول السياحية، وكان يمكن للسياحة فيه أن تدر عليه عشرات مليارات الدولارات سنوياً، مما لا يجعله رهينة النفط وتقلبات أسعاره.حتّى
بـ 250 ألف مكمن سياحي أثري يعود تأريخها الى عصور ما قبل الميلاد، كان يمكن للعراق في ظروف السلم والأمان أن يكون في رأس قائمة الدول السياحية، وكان يمكن للسياحة فيه أن تدر عليه عشرات مليارات الدولارات سنوياً، مما لا يجعله رهينة النفط وتقلبات أسعاره.
حتّى سبعينيات القرن الماضي كان العراق وجهة مشهورة جداً للسيّاح من بلدان مختلفة كاليابان وفرنسا والمانيا وبريطانيا، لكن هذا القطاع تدهور كثيراً منذ الثمانينيات بسبب الحرب ضد ايران، وفي التسعينيات انعدمت حتى السياحة الداخلية بسب الحروب والحصار الاقتصادي، لتتركز الانظار بعد العام 2003 على سياحة المواقع الدينية وسط اهمال للقطاعات السياحية الأخرى.يقول مدير عام دائرة المجاميع السياحية في هيئة السياحة محمود الزبيدي في حديث لـ (المدى): إن ما تعانيه سياحة المواقع الاثرية في العراق من تراجع يعود لعدّة اسباب، أولها وأهمها عدم الادارة الصحيحة وعدم وضع الخطط لاستثمارها بشكل حقيقي ومثمر من قبل اشخاص اكفاء أو نزيهين، مضيفاً: فعندما يتم التغاضي من قبل البعض في هيئة السياحة عن محاسبة شركة أو فندق من اجل جمع بعض الأموال على حساب تنشيط وتفعيل القطاع السياحي لابد لنا أن نشهد هذا الركود والتراجع الدائم في سياحة الاثار.
الزبيدي يبدي استغرابه من عدم الاهتمام بالسياحة الاثارية في العراق في وقت لا يوجد بلد في العالم لا يهتم بهذا الجانب المربح جداً، مشيراً الى أن: اسباب اهمال القطاع السياحي للآثار العراقية المهمة في البلد هي متعددة منها سياسية ومناطقية ومالية، الامر الذي ابقى الاثار بعيدة عن تنشيط دورها السياحي في خدمة الاقتصاد العراقي، والمشكلة لا يوجد امل في المدى القريب لتفعيل دور القطاع السياحي الآثاري، اذا ما توفر لهذا القطاع ادارة تشعر بالمسؤولية لقيادة دفة العمل السياحي في العراق والنهوض بهذا الجانب المهمل، في وقتها يمكن لنا أن نتأمل أن نشهد تطوير العمل السياحي والاستثمارات وكل ما شأنه أن يخدم البلد اقتصادياً بهذا الجانب.
عمر حضارة وادي الرافدين الثابت حتى الان يصل إلى أكثر من 10 آلاف سنة وتنتشر المواقع الاثرية في مناطق البلاد. يقول الخبير الاقتصادي باسم انطوان في حديث لـ(المدى) انه: يوجد اكثر من 250 الف مكمن سياحي في العراق من الجنوب حتى الشمال، في مواقع أور والوركاء ونمرود وبابل وغيرها من الاثار السياحية التي يمكن لها أن تكون مصدراً كبيراً للواردات المالية للبلد لو كانت اسُتغلت بشكل صحيح ومنظم.
ويرى انطوان أن: السياحة التراثية والاثارية يمكن لها وحدها أن تشكل دخلاً مالياً كبيراً للعراق، وتشغيل الآلاف من الايادي العاملة بعد توافد ملايين السيّاح الاجانب والمحليين مع تشغيل المئات من المطاعم والفنادق اضافة الى تنشيط قطاع النقل والمواصلات وأمور أخرى، كما يمكن لها أن تسوق الكثير من المنتجات المحلية التراثية وحتى الزراعية والصناعية، اضافة الى عمل الترويج السياحي من اعلانات ومرشدين مع امكانية تنشيط الاستثمارات الكبيرة في تلك الاماكن من خلال استقطاب رؤوس الاموال العراق، بل يمكننا من خلالها تنظيم وتنشيط العمالة السياحية المحلية في البلد، مما يغنينا عن استيراد العمالة السياحية للفنادق والمطاعم وهي عملية يمكنها أن تشكل ثروات هائلة للبلد فيما لو استغلت بالشكل الصحيح.
ويضُمّ العراق أكثر من اثني عشر موقعاً من المواقع الأثريّة الرئيسة، كما يضم كلّ موقعٍ منها على آلاف المواقع الفرعية، منها ما هو مستكشف وما لم يستكشف بعد، نذكر منها آثار أور في القسم الجنوبي من الجمهورية العراقية، آثار نيبور، وهي من المدن القديمة الموجودة في بلاد ما بين النهرين، وتبعد عن جنوب مدينة بغداد مسافةَ مئةٍ وسبعين كيلومتراً، آثار إيسن، الى الجنوب من مدينة عفك، آثار بابل تقع إلى الجنوب من مدينة بغداد، آثار نمرود، يقع هذا الموقع في القسم الجنوبي من مدينة الموصل، آثار سامراء: تقع هذه المدينة إلى الشّمال من مدينة بغداد، آثار آشور، إلى الجنوب من مدينة الموصل، وآثار نينوى: تقع هذه المدينة في شمال مدينة بغداد، وتُعتبر من المدن الآشوريّة ذاتِ الشهرة الواسعة.