لو صحت الأنباء المتواترة المنشورة في معظم الصحف عن موظفة تسببت بهدر أكثر من خمسة مليارات دينار … أو عن مسؤول كبير استولى على عقار فخم يقدر بكذا ، كذا مليون دينار بـ ..بلاش ، اوبسعر رمزي جدا … او عن سياسي مرموق استغل حصانته ( الوظيفية )، وقام بتهريب كذا مليون دولار لمصرف معروف في دولة أوروبية يحمل جنسيتها ..أو ،، أو ، أو ، لتساءلنا بحرقة : ما هو دور (الضمير) في ردع البعض عن ممارسة تلك الأفعال غير المسؤولة ؟
ولكن مهلا ..ألا يحق لنا التساؤل — بادئ ذي بدء —عن ماهية الضمير ، وما هو دوره الحاسم الرادع في قرارات بني البشر ؟
………
الضمير .. إنه بالتأكيد ليس قطع اللحم او كسرة العظم او مضغة الدم التي ينضوي عليها إهاب الإنسان ،،، انه — قطعا — ليس جزءا ظاهرا في ملامح الإنسان : كالعين ، لترمد ، او الأنف ليرشح ، او الأذن لتصاب بالصمم ،، وإن كان أداؤه أدق من ثاقب النظر ، وزئيره أصدق وأصفى من سمع الأذن ..
الضمير المتصل وظيفة سامية ،، والمستتر وظيفة نبيلة ،، أما الضمير المنفصل فهو وباء وبلاء .. والضمير كونه وظيفة، يتعاظم دوره بالاستعمال ، ويتبلور بالتربية ، ويذوى ويذبل بالتغاضى والإهمال .
……
عندما تسلم (نيرون ) السلطة ، كان عليه ان يوقع على مرسوم يقضي بإعدام شخص ما ،، يذكر : أنّ نيرون بكى وهو يمسك بالقلم ، وتمتم بأسى :: — ليتني ما تعلمت الكتابة . …
إنه هو ذاته الـ ( نيرون ) الذي سفك دم أمه ، وأحرق مدينة روما ، وأرهق أهلها بنزواته … أين اختفى ضمير نيرون الذي ترقرق في مساربه ماء الحياء ذات زمن ؟؟
مات الضمير حين شل عن العمل ، وتعطل !
الضمير الحي ، صوت الله في صدر الإنسان ،، ماذا لو غاب أو غيب صوت الله في ذات الإنسان ؟!
الضمير
[post-views]
نشر في: 4 يونيو, 2017: 09:01 م