د. جعفر عباس حمادي الانتخابات النيابية بات حل المجلس النيابي التي اطلقت عليه الحركة الوطنية اسم طمجلس الجنرال" كناية عن رئيس اركان الجيش نور الدين محمود الذي اتهمت وزارته بتزييف انتخابات المجلسن مطلباً شعبياً وضرورة وطنية لا تحتمل التسويف، حتى ان جميل المدفعي، الذي خلف وزارة نور الدين محمود اعترف بذلك بقوله، "ان بعض الانتخابات غير المباشرة جرت احسن بكثير من الانتخابات المباشرة".
اصدرت وزارة ارشد العمري قرارا بحل المجلس بتاريخ (29/4/1954). وتحديد يوم 9/6/1954 موعدا لاجراء الانتخابات النيابية، فدب النشاط في اوساط الاحزاب السياسية للمشاركة في الانتخابات برغم تكيكها في مقدرة وزارة ارشد العمري على تهيئة الشروط الملائمة لاجراء الانتخابات الحرةن واعتقادها بأنها ستلاقي مقاومة عنيفة من قبل اجهزة السلطة.. واعلنت احزاب الاستقلال والوطني الديمقراطي والجبهة الشعبية والامة الاشتراكي والشيوعي مشاركتها في الانتخابات ودعوتها المواطنين الى التضامن لاحباط كل محاولة ترمي الى التدخل في الانتخابات بهدف تزويرها، في اطار تحقيق الاهداف المشتركة التالية: 1-اطلاق الحريات الديمقراطية. 2-الدفاع عن حرية الانتخابات. 3-رفض جميع المحالفات العسكرية الاستعمارية.4-رفض المساعدات العسكرية الاميركية. 6-العمل على ازالة اثار الفيضان الاليمة. عارض حزب الاتحاد الدستوري حل المجلس النيابي، وكان رئيسه نوري السعيد الموجود انذاك في لندن، يعتقد بأن الحل مخالف للدستور فيما لو استعين بآراء المحكمة العليا ، لكنه اعلن المشاركة في الانتخابات الجديدة وطلب من قادة الحزب في بغداد، خليل كنة وضياء جعفر وعبد الوهاب مرجان، اصدار بيان بذلك على ان يكون عملهم منسقاً ومرتباً بحيث لا يؤدي ، حسب زعمه، الى ازدياد خصوم الحزب ومناوئيه، وتضمن بيان الحزب الانتخابي التمسك بمنهاجه المعلن. وادراكا من القوى الوطنية ان ضمان الحياد في الانتخابات وكسب المعركة تشكيل جبهة انتخابية ضمن احزاب الاستقلال والوطني الديمقراطي والشيوعي ومنظمة انصار السلام وبعض المستقلين باسم (الجبهة الوطنية) وقد ذكر الموقعون على ميثاق الجبهة باسماء مستعارة بغية تمويه اسماء الشيوعيين على السلطة واتفاقهم مع الاحزاب العلنية. ولقد دعا ميثاق الجبهة الوطنية الى 1-اطلاق الحريات الديمقراطية، كحرية الرأي والنشر والاجتماع والتظاهر والاضراب وتأليف الجمعيات وحق التنظيم السيساي والنقابي. 2-الدفاع عن حرية الانتخابات. 3-الغاء معاهدة عام 1930 والقواعد العسكرية وجلاء الجيوش الاجنبية ورفض جميع المحالفات العسكرية الاستعمارية بما فيها الحلف التركي –الباكستاني او أي نوع من انواع الدفاع المشترك. 4-رفض المساعدات العسكرية الاميركية التي يراد بها تقييد سيادة العراق او ربطه بالمحالفات العسكرية الاستعمارية. 5-العمل على الغاء امتيازات الشركات الاحتكارية وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانهاء دور الاقطاع وحل المشاكل الاقتصادية القائمة ومشكلة البطالة وغلاء المعيشة ورفع مستوى معيشة الشعب وتشجيع الصناعة الوطنية وحمايتها. 6-العمل على إزالة الاثار الاليمة التي خلفها الفيضان وذلك باسكان المشردين من ضحايا الكارثة وتعويض المتضررين وتأليف لجنة نزيهة محايدة لتحديد مسؤولية المقصرين واتخاذ كل ما يلزم لدرء اخطار الفيضان في المستقبل. قوبل تشكيل الجبهة واعلان ميثاقها بالترحيب من قبل الاوساط الوطنية التي دعت الى توسيعها وتطوير ميثاقها لضمان استمرارها على قيادة الكفاح الوطني. وبهلع القوى الرجعية والمحافظة التي زعمت بأن الجبهة خليط غير متجانس من الاستقلاليين واليساريين والانتهازيين والوصوليين وانصار السلام والشيوعيين للقضايا القومية للعمل على تحريض القوى القومية ضد الجبهة، وضد حزب الاستقلال لتعاونه مع الشيوعيين، فانتقدت جريدة اليقظة ، الميثاق وتساءلت عن سبب اهماله ذكر الاماني القومية التي في طليعتها تحرير فلسطين. وادركت اطراف الجبهة هذا الخلل في الميثاق، فبادرت الى زيادة البندين الجديدين التاليين اليه: 7-التضامن مع الشعوب العربية المناضلة لاسيما في مصر والمغرب العربي في سبيل الجلاء والتخلص مكن الاستعمارن والعمل على تحقيق استقلال البلاد العربية المحرومة من استقلالها، وتحرير فلسطين من الاستعمار الصهيوني، وضمان حقوق وكيان شعبها العربي. 8-العمل على ابعاد العراق والبلاد العربية الاخرى عن ويلات الحرب الاستعمارية واتخاذ العراق موقفا مؤيدا في الميدان الدولي لحل المشاكل الدولية بالطرق السلمية. استمرت حملات الاوساط الرجعية على الجبهة الوطنية. بالرغم من تعديل ميثاقها، لأنها كانت ترى في قيامها واستمرارها خطرا عليها وعلى مصالحها. وقد زعمت جريدة السياسة ان تعديل الميثاق كان فضيحة للجبهة كشفت عن الحقيقة في انها لم تكن تعبأ بشؤون البلاد العربية والاستعمار الصهيوني لولا موقف الرأي العام الذي وجه لها تقبل اللوم فأخبرها على ذلك، وقد تصدى صديق شنشل للرد على تلك الحملات المغرضة موضحاً تمسك الجبهة بالاهداف القومية الاساسية ومشيرا الى ان احدا لن يخدع بالغيرة المصطنعة التي يبديها خدام الاستعمار على العروبة وفلسطين. سارت الحملات الانتخابية في البداية سيرا حسنا، وبلغ عدد مرشحي الجبهة الوطنية في مختلف مناطق العراق 37 مرشحا وازدانت الشوارع باللافتات ، وجدران البيوت بالشعارا
التطورات والاتجاهات السياسية في العراق (1953 - 1958)
نشر في: 21 فبراير, 2010: 04:45 م