اتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحشد الشعبي باستغلال اتفاق ثلاثي بين بغداد وأربيل وواشنطن بشأن تحرير مناطق غرب نينوى. واوضح ان الحشد أطلق معارك تحرير غرب تلعفر وشمال سنجار بمفرده دون الاكتراث الى الاتفاقات المبرمة بهذا الصدد.وعبر بارزاني عن مخ
اتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الحشد الشعبي باستغلال اتفاق ثلاثي بين بغداد وأربيل وواشنطن بشأن تحرير مناطق غرب نينوى. واوضح ان الحشد أطلق معارك تحرير غرب تلعفر وشمال سنجار بمفرده دون الاكتراث الى الاتفاقات المبرمة بهذا الصدد.
وعبر بارزاني عن مخاوف الاقليم بشأن تلك التحركات وعدم وجود خطة او ستراتيجية ادارية للتعامل مع محافظة نينوى ما بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش. محذراً في الوقت ذاته من اية محاولات لفرض الارادات على مناطق تقع ضمن حدود إقليم
كردستان.
جاء ذلك خلال لقاء بارزاني، بمصيف صلاح الدين، الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية والوفد المرافق له المؤلف من الجنرال تاونسيند قائد القيادة العامة لقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا، وعدد من المسؤولين والمستشارين في الجيش الأمريكي والسفارة الامريكية في بغداد، بحسب بيان لرئاسة الاقليم اطلعت عليه (المدى) امس. وأبلغ قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية بارزاني "مضمون الرسالة التي أرسلها وزير الدفاع الأمريكي الذي أكد فيها على دعم الولايات المتحدة الأمريكية لقوات البيشمركة"، مبيناً ان "وزير الدفاع قدّم في رسالته شكره وتقديره للرئيس بارزاني ولقوات البيشمركة للانتصارات التي حققتها هذه القوات في الحرب ضد إرهابيي داعش، ولتعاونها وتنسيقها مع الجيش العراقي".
وأشار قائد القيادة المركزية للقوات الأمريكية، الى أن "تحقيق الانتصارات في معركة الموصل كانت مستحيلة لولا دور قوات البيشمركة والرئيس بارزاني والتضحيات التي قدمتها هذه القوات"، لافتاً الى أن "هنالك الكثير من التحديات التي تواجه الأطراف المشاركة كافة في الحرب ضد الإرهاب، مما يتطلب مزيداً من التنسيق والتعاون مع قوات بيشمركة كردستان".
من جهته، أكد بارزاني أن "إقليم كردستان طالب بوجوب وجود خطة عسكرية وسياسية وإدارية قبل البدء بعملية تحرير الموصل لأن الإقليم كان يتوقع حدوث الكثير من المشاكل لكن وللأسف لم يتم العمل بموجب خطة سياسية وإدارية لإدارة محافظة نينوى في مرحلة ما بعد داعش".
وبشأن عمليات غرب الموصل وجنوب سنجار، لفت رئيس إقليم كردستان إلى أن "التحركات التي لوحظت في الفترة الاخيرة، إنْ كانت تخدم الحرب ضد إرهابيي داعش فلا توجد أي مشكلة حولها، ولكن إنْ كانت هنالك ثمة محاولات لتنفيذ أجندات أخرى عدا الحرب ضد الإرهاب، فان هذا من شأنه أن يؤدي إلى ظهور مشاكل عديدة ستكون سبباً في ضياع كافة المكتسبات والانتصارات التي تحققت في الحرب ضد الإرهاب". وشدد على ان "اختراق حدود كردستان وفرض إرادات أخرى على سكان هذه المناطق من قبل أي قوة كانت هو أمر مرفوض ولا يمكن القبول به" .
وأشار رئيس الإقليم الى ان "هنالك اتفاقات تفرض الموافقة التامة للتنسيق والتعاون بين قوات البيشمركة وقوات الجيش العراقي والالتزام بتلك السياقات"، لافتا الى ان "التزام كافة الأطراف بالاتفاق الثلاثي بين الإقليم والولايات المتحدة الأمريكية والحكومة العراقية كان شرطا أساسياً لتنفيذ معركة تحرير الموصل".
وأوضح بارزاني للوفد الاميركي ان "الاتفاق كان ينص على تشكيل قوة مشتركة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي لتطهير جنوب سنجار وغرب تلعفر من الإرهابيين، لكن الجيش العراقي انشغل بمعركة الموصل، ومن جانبها قوات البيشمركة التزمت بهذه الاتفاقية ولم تتحرك لوحدها، مما حدا بالحشد الشعبي أن يستغل هذه الظروف وأن يبدأ بتحركاته بمفرده في هذه المناطق دون أي تنسيق مع أي طرف كان، وهذا ما أدى الى خلق هذه الظروف المعقدة، وإن ما تشهده هذه المنطقة حاليا يؤكد أن القلق والتخوف الذي أبداه إقليم كردستان حول عدم وجود اتفاق سياسي وإداري مسبق كان في محله".