قال مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام إن مسلحين وانتحاريين هاجموا البرلمان الإيراني الذي يعرف باسم مجلس الشورى الإسلامي وضريح آية الله الخميني في طهران صباح يوم الأربعاء وقتلوا 12 شخصا على الأقل.وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته ونشر فيديو يظهر فيه م
قال مسؤولون إيرانيون ووسائل إعلام إن مسلحين وانتحاريين هاجموا البرلمان الإيراني الذي يعرف باسم مجلس الشورى الإسلامي وضريح آية الله الخميني في طهران صباح يوم الأربعاء وقتلوا 12 شخصا على الأقل.
وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته ونشر فيديو يظهر فيه مسلحون داخل مبنى البرلمان ورجل مصاب في ما يبدو على الأرض.
وهذه هي أول هجمات في إيران يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها. وإيران إحدى الدول التي تحارب متشددي التنظيم في العراق المجاور لها وفي سوريا.
ونقلت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء عن محمد حسين ذو الفقاري نائب وزير الداخلية قوله إن المهاجمين تنكروا في ملابس نسائية ودخلوا مبنى البرلمان في وسط طهران من البوابة الرئيسية.وأضاف "قتل أحدهم بالرصاص وفجر آخر سترته الناسفة".
وبعد حوالي خمس ساعات من التقارير الأولية أفادت وكالات أنباء إيرانية بمقتل المهاجمين الأربعة الذين نفذوا الهجوم على البرلمان وانتهاء الهجوم.
ونقلت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية عن بير حسين كوليوند رئيس إدارة الطوارئ قوله إن المهاجمين قتلوا 12 شخصا على الأقل.
وقال صحفي في المكان طلب عدم ذكر اسمه "كنت داخل البرلمان عندما وقع إطلاق النار. أصيب الجميع بالصدمة والذعر. رأيت رجلين يطلقان النار بشكل عشوائي".
ونقلت المواقع الرسمية عن مساعد الشؤون الأمنية لوزير الداخلية حسين ذو الفقاري، شرحه لتفاصيل ما جرى أمس، بعد أن دخل مسلحون لمقر مجلس الشورى الإسلامي ولمرقد الإمام الخميني، وأطلقوا أعيرة نارية، قبل أن تقع تفجيرات انتحارية.
وذكر ذو الفقاري أن مسلحين متنكرين على هيئة سيدات، دخلوا إلى البرلمان الإيراني من باب المراجعين، وهي الجهة التي يدخل المواطنون منها لمتابعة قضاياهم ولتقديم شكاوى أو لمقابلة أحد النواب، وقاموا بإطلاق النار في ذاك المكان، وهو ما أدى لوقوع إصابات عديدة، وقتل حارس الأمن المتواجد هناك. بعد ذلك توجه المسلحون إلى داخل أروقة البرلمان وسمعت أصوات الرصاص، لكن ذو الفقاري أكد أن عناصر تابعة للحرس الثوري قامت بتأمين القاعة التي يجتمع فيها النواب بشكل سريع، فضلا عن غرف اللجان البرلمانية التخصصية.
وأكد كذلك أن أربعة من هؤلاء دخلوا لمبنى جانبي من أحد أبنية البرلمان الإيراني، وتحصنوا هناك، وقام أحدهم بتفجير نفسه بحزام ناسف، كما نجحت عناصر الأمن بقتل البقية، مضيفا أن معظم أقسام المبنى قد تم تأمينها بالفعل.
أما في ما يتعلق بما حدث في مرقد الإمام الخميني، فأشار ذو الفقاري إلى وجود مسلحين اثنين حاولا دخول المكان الذي دفن فيه الإمام الخميني، أحدهما تنكر بزي امرأة، لكن قوات الأمن تنبهت للموضوع، ففجر أحدهما نفسه بحزام ناسف، بينما تم قتل الآخر، حسب تأكيده.
وأضاف أن قوات الأمن قتلت مهاجما ثانيا بالرصاص.
وقالت وزارة الاستخبارات إن قوات الأمن ألقت القبض على "فريق إرهابي" كان يخطط لهجوم ثالث لكنها لم تقدم المزيد من التفاصيل.
وقال مسؤول كبير طلب عدم ذكر اسمه "الأجواء متوترة. إنها ضربة لروحاني. كيف يمكن لأربعة مسلحين دخول البرلمان حيث تفرض دائما إجراءات أمن مشددة".
وناشدت وزارة الاستخبارات الناس توخي الحذر والإبلاغ عن أي تحركات مريبة. ورغم تقارير غير مؤكدة عن احتجاز رهائن فإن التلفزيون الرسمي قال إن البرلمان استأنف عمله وعرض لقطات لما وصفها بأنها جلسة افتتاحية. وقال علي لاريجاني رئيس البرلمان في جلسة نقلها التلفزيون الرسمي على الهواء "تسلل بعض الإرهابيين الجبناء إلى أحد مباني البرلمان. تصدت السلطات لهم. لم يكن أمرا كبيرا. اتخذت قوات الأمن الخطوات اللازمة".
والهجمات نادرة في طهران والمدن الإيرانية الكبيرة الأخرى لكن جماعة متشددة تعرف باسم جند الله وجماعة أنصار الفرقان المنشقة عنها تشنان تمردا عنيفا منذ قرابة عشر سنوات في مناطق أبعد. وقالت السلطات الإيرانية العام الماضي إنها أحبطت مخططا لمتشددين لتفجير أهداف في طهران ومدن أخرى خلال شهر رمضان.
وفي سياق متصل أصدر الحرس الثوري الإيراني بيانا رسميا، أمس الأربعاء، يعد بالانتقام من منفذي هجومي طهران، اللذين وقعا في وقت سابق أمس، في كل من مبنى البرلمان وضريح الإمام الخميني، وتبنى تنظيم "داعش" المسؤولية عنهما، متهماً بشكل مباشر أميركا والسعودية.
وجاء في البيان الذي نشرته المواقع الرسمية الإيرانية أن قوات الحرس لن تسكت عن إراقة أي قطرة دم في إيران، ولن تتوانى في دفاعها عن حقوق الإيرانيين.
ووجهت قوات الحرس أصابع اتهامها لكل من أميركا والسعودية؛ فقد أفاد البيان بأن وقوع هذه العمليات بعد فترة وجيزة من عقد مؤتمر الرياض بحضور الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتبني "داعش" للهجومين يدل على تورط هؤلاء.
من جانبه، أصدر الرئيس الإيراني حسن روحاني بيانا علق فيه على الهجومين، فخاطب الإيرانيين قائلا إن هذه المخططات كانت متوقعة في وقت تدفع فيه البلاد منذ انتصار ثورتها الإسلامية ثمنا لمواجهة المؤامرات، معتبرا أن الأوضاع في الجمهورية الإسلامية جيدة، وذكر أن السلطات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والدفاعية على انسجام تام.
وذكر روحاني كذلك أنه توجد بعض الأطراف التي تحمل الشر لإيران وتعمل على إضعافها فتقوم باستئجار عناصر تكفيرية ذات عقلية متحجرة، متجاهلين أن وحدة الإيرانيين وثقافتهم قادرة على كسر هذه المخططات، على حد تعبيره.
واعتبر الرئيس الإيراني أن الهجومين سيزيدان من إصرار إيران على مواجهة التنظيمات الإرهابية، وقال إن الرسالة الإيرانية على حالها، فعلى الكل الاتحاد معا لمواجهة هذا الخطر إقليميا ودوليا، وهو ما يتطلب إرادة جدية من قبل المجتمع الدولي برمته. وقد نقلت الوكالات الإيرانية كذلك أن المرشد الأعلى علي خامنئي، والذي من المفترض أن يجتمع بعدد من الطلاب في وقت لاحق اليوم، سيلقي كلمة من المتوقع أن يعلق فيها على هجمات طهران، كما سيعقد أعضاء لجنة الأمن اجتماعاً بحضور وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، لمناقشة حيثيات الموضوع.