تزدحم شاشات الفضائيات المحلية بعدد كبير من البرامج الرياضية ذات الصبغة الرمضانية التي يطغى عليها جانب التهويل والتنافس في الإضافات أسوة بالبرامج الأخرى الفنية والمسلسلات حدّ المبالغة في الابتداع والإثارة لكسب الجمهور والمتابعة وإن يكن ثمنها الخروج عن النص بالاستفزاز !
هي حالة عامة تناسب الأجواء ليس في العراق فقط وإنما في العالم العربي أيضاً الذي تسابق المحللون فيه من الشخصيات الرياضية في تنبوء ما تسفر عنه أزمات الواقع العربي والمتغيّرات شيء وما يدّعون شيء آخر بالمرّة ، وفي الشأن المحلي لا يختلف التنظير أيضاً في البرامج التي تضيّف نجوم الرياضة العراقية، بل ويسمح البعض لنفسه في انتهاز فرصة الحضور أمام الشاشات بالتطاول على تاريخ قامات رياضية كبيرة خدمت العراق قبل ثلاثة وأربعة عقود خلت، باتهامها بالتزوير والتلاعب بنتائج المباريات في تلك الحقبة الزمنية الغابرة أيام بطولات الخليج ومرديكا وشباب آسيا، والحقيقة لا أعلم ما المناسبة وراء كشف مثل هذه الملفات القديمة بهذا الوقت بالذات في أمسيات رمضانية مباركة هل هو تماشياً مع الأجواء المشحونة بأزمات السياسة أو أزمة التنافس الفني والى أيّ مدى سنذهب بهذه التحليلات والطروحات ؟ فهل ستكون بفائدة تذكر حين مقارنتها بالواقع اليوم ؟ وإن تكلمنا عن تجاوزات تخص الشخوص فلا يخفى أيضاً ما يطرح من المضيّفين حول قضايا أخرى يتم التعامل معها بلا دليل وأحياناً بلا دراية من قبيل تراخيص الأندية وتناولها آسيوياً من الاتحاد الآسيوي أو محلياً مع أن الجميع يدرك تماماً مدى تأخرنا بهذا الملف الاحترافي الذي لا يمكن للأندية مهما اجتهدت أن تصل فيه الى حدود مقبولة وليس لتجاوز نسبة 90 % كما يدّعي البعض منهم وكأننا نعيش في زمن الاستقرار للدوري ونظامه الثابت وقانون الاحتراف والبنى التحتية التي تليق بالأندية وفق المواصفات التي يطرحها الاتحاد الدولي لكرة القدم.
لا نريد الخوض في أزمات أخرى ترشح يومياً ويتم التعامل معها بسلبية واضحة للعيان وليس بجعبتها متسع للقول اكثر من تلك التي طرحت وتخصّ المدرب الأجنبي للمنتخبات الوطنية وانهاء هذه الفرضية بعد الاعتماد على المدرب المحلي مرة أخرى، وإذا كانت الفرضيات والتصوّرات التي تطرح في البرامج الرياضية هي منتهى الخبرة والكمال لعديد النجوم المُستضافة، فلماذا تراجع البعض منهم في ذروة الأزمة إزاء ما طرحه اتحاد الكرة بتعديلات النقاط الثلاث عشرة الأخيرة ؟ إن الإجابة عن هذه الاسئلة وسواها يرغمنا على القبول بفرضية أن ما يطرح بعنوان برامج رمضان الساخنة هو لركوب موجة التنافس أو التصور بأن مدى التأثير لا يتجاوز البرامج التي ستذوب بأحاديثها ولن تنال حصتها من القبول والعتب، ولكن يجب أن لا ننسى بأن للجماهير ذاكرة وقدرة على المقارنة، وعليه فإن من لم يحسب حساب كلماته على الشاشات اليوم أن يتحمل تبعات ونتائج أحاديث غير مسؤولة.
أستفزاز الشاشة الفضية
[post-views]
نشر في: 9 يونيو, 2017: 09:01 م