(٢-٢)
التكالب والصراع على لقمة دسمة ، او لُقيمة من مائدة السلطة ، او مغنم من غنائمها . كان وظل وسيبقى وشما ظاهرا على جبين الأحداث ، وهاجس وأمل الغالبية العظمى من متعاطي السياسة ،، ماضيا وحاضرا ، ومستقبلا ، وإلى يوم يبعثون.
………..
من جاء بعد مقتل الأمين من بني العباس ليس استثناء قط ، وصولا لسلاطين بني عثمان وخروقات معظمهم ،، وتنكيل الأخ بأخيه ، وتآمر الجارية على سيدها ، ،، قصص تفوق حبكة حكايات الف ليلة وليلة … وصولا لمجزرة العائلة المالكة في العراق ، ومصرع نوري السعيد وارباب الحكم فيه ، لا يحتاج لتذكرة او تكرار.
وصولا لشاه ايران — معاصرا— والذي مات غريبا ، يرجو قبرا أمناً في مقابر الغرباء .
إلى جمال عبد الناصر ،، الذي يشاع إنه مات مسموما بمرهم سام بحجة مداواته من مرض الدوالي . إلى انور السادات الذي مات حتف انفه تحت سمع صحبه واركان حكمه في حادثة المنصة المعروفة … الى نيكسون المدحور ، تلاحقه فضائحه التي لم يملك لها دحضا .. إلى بيل كلينتون الذى غادر البيت الأبيض وما غادرته فضيحة ( لوينسكي ) .. إلى مارغريت تاتشر ( الحديدية ) التي غادرت مقر الوزارة ، ودموعها مدرارة ، وإنتهت مصابة بمرض الزهايمر ، فلا تدري أهي الساعة التاسعة صباحا ام ليلا ، وهي بكامل زينتها تنتظر زوجها ( المتوفي ) ليصحبها لدار الأوبرا … إلى حسني مبارك وهو على محفة المستشفى نصف حي ، نصف ميت .وصولا لنهاية عبد الكريم قاسم ، واركان حكمه ، ما فتئت ماثلة في الوجدان …إلى نهاية عبد السلام عارف وطائرته الهاوية من حالق .وصولاً لأحمد حسن البكر وإرغامه على إعلان الإستقالة المريبة …وصولاً للإعلان عن مؤامرة ، ليساق بعدها عدنان حسين وصحبه إلى حتفهم ،، ألى مصير الأخوين حسين وصدام كامل ،، إلى نهاية صدام حسين التراجيدية المشهودة.
الشواهد اكثر من ان يحصيها مقال ، والسؤال الذي يتردد خفية وعلانية :: ما هو السر الدفين الكامن في النفس البشرية الذي يزين للبعض ولوج معترك ملغوم ، يدري سالكه — يقيناً او ظناً— ان في ولوجه وإقتحامه ، مكمن حتفه ؟؟ سواء بفضيحة مدوية ، او إغتيال سراً او علناً ، او إزاحة قسرية ، او إقصاء بآسماء شتى ،،أو .
إنه سؤال محير ملتبس . الجميع يعرف جوابه ،، والكل يتهيب من التصريح بخفاياه ومكنوناته .