بغداد/ المدىمفاهيم وشعارات مثل الحرية والديمقراطية ما زال الحديث عنها يجعل المواطن اما يشيح بوجهه او يحاول تسفيه ما تتحدث عنه وجعل الاخرين يقفون الى صفه مستهزئين بما تقول ولهم الحق في ذلك . البعض ممن نلتقيهم في المناطق الشعبية او في سيارات النقل يمكن لك ان تستقرئ رأيه الذي يجد في مفهومي الحرية
والديمقراطية والشعارات الذي لم يكن له عهد بها ما يقابل الانفلات والفوضى والتحرر اللا محدود في المحيط والعائلة لذلك لا تروقه كثيرا مثل هذه المفاهيم ، ما يعني ان المواطن لمزيد من الوعي والتفهم لاسيما وانه صاحب القرار في رسم سياسة البلد ومستقبله والتعاقد مع من يجد فيهم العزم على البناء والتغيير في الحال نحو الافضل. لذلك كان من المستحسن الوقوف على انطباعات المواطنين وآرائهم في هذا الجانب لاسيما ونحن مقبلون بعد ايام على دورة انتخابية جديدة نأمل منها ان تكون متفهمة لما يريده المواطن. المواطن ابو عبد المطلب (65) سنة متقاعد ويسكن منطقة البلديات يقول لنا في هذا الجانب: يجب ان نفهم ان الناس عندنا تهتم بالشيء الملموس بما يقدم لها من خدمات وضمانات اجتماعية اكثر مما تهتم بمفاهيم وطروحات تسمع عنها من وسائل الاعلام لذلك نجد ان الاكثرية من المواطنين غير مهتمين بقراءة الصحف ولا يهمهم الحديث عن الديمقراطية بقدر ما يهمهم تبليط شارع او توفير ماء شرب لمنازلهم . المواطن يمكن توعيته بهذه الامور بعد تحسين واقعه البيئي عندها سيكون على استعداد لتقبل مثل هذه الامور. اما تتحدث لمواطن فاقد فرصة عمل ويعيش أوضاعاً معيشية متردية فلا اعتقد بأنه سيجد في طرح مثل هذه الامور نفعا ينتفع به وفق اعتقاده. اما المواطن ابو سجاد(44) من منطقة العبيدي فهو يقول لا تحدثني عن الدستور والديقراطية وحدثني عن المشكلة التي اجد نفسي فيها ولا من حل. نحن شريحة واسعة من المواطنين نسكن على قطعة ارض زراعية اشتريناها بمالنا وطالبنا بتغيير جنسها من زراعية الى سكنية لكننا ورغم تعاقب ثلاث حكومات لم نجد من يصغي الينا او يتفهم ما نحن فيه .ويردف بالقول :اذا كان المواطن فاقدا أدنى متطلبات المواطنة فمن أين له الاستعداد لتقبل مفاهيم وكلام لا يسمن ولا يغني من جوع. المواطنة ام سرمد وتعمل معلمة في مدارس كركوك الابتدائية وتحل ضيفة على منزل شقيقها في بغداد فتقول: كلنا كنا نامل قبل اسقاط النظام ولكن ما اتضح ان اسقاطه ليس بالشيء الكافي كنا نريد ما حرمنا منه من عيش كريم وسلام ما بين مكونات الشعب وكذلك توفير الخدمات للريف والمدينة هذا ما كنا نأمله ولكن ما تحقق ليس بالشيء الذي يذكر نتمنى ان يتم الاهتمام بالمواطنين وإتاحة الفرص لجميع العاطلين عن العمل والقضاء على الفساد المتجذر منذ اعوام الحروب التي شنها النظام البائد. ومع ذلك نعتقد ان المواطن اذا ما تيسر له وعي وثقافة على قدر ما فلاشك بأنه سيجعل من امور البلد بمختلف مجالاتها تسير نحو الافضل ولكن للمواطن حق يركز عليه اكثر من المقولات.
المواطن يقول: غيروا الواقع أولاً
نشر في: 21 فبراير, 2010: 05:24 م