مضى مبكراً قطار التأهل إلى نهائيات كأس العالم في حساباتنا، فلم نعد نطلب سوى الستر وتخفيف وطأة ما خرجنا به من حصاد مر خلال المباريات السبع المنصرمة، ولا شك أننا اليوم سنرفع في مواجهة الساموراي الياباني شعاراً مقتبساً من بيت بليغ لطرفة بن العبد ( بعض الشرّ أهون )!
كل ما يتطلع إليه أيّ عراقي في أيّ ميدان تلتقيه تفادي خسارة أخرى ، ومحاولة استرجاع بعض الألق الكروي العراقي المفقود في السنوات الأخيرة ، حتى أننا لم نخرج من التصفيات حتى اليوم إلا بأربع نقاط من أصل إحدى وعشرين نقطة مفترضة من مباريات خضناها وكان القاسم المشترك لها نزيف النقاط في مباريات متواضعة المستوى، أو في مواجهات أجدنا فيها وانتهينا إلى الخسارة بأخطاء ساذجة موجعة متأخرة!
في مباراتنا مع اليابان نحاول أن نستهل عهداً جديداً مع منتخبنا في غياب ضغط النتيجة .. فلم يعد لدينا أيّ قدر من الأمل في مواصلة البحث عن بطاقة أو فرصة مؤدية إلى بطاقة لاحقة، وقد يكون هذا مبرراً وحيداً للاعبينا كي يلعبوا من أجل المستوى وتحسين الصورة التي تردّت ملامحها كثيراً.
وفي تصوري الشخصي أننا سنحكم كثيراً على الأداء بدلاً من التطلع إلى فوز عريض ، وإذا جاء الفوز ، فمرحباً به ولو في الحد الأدنى .. أما الخسارة مرة أخرى فسيكون وقعها شديد الأثر على أنفسنا، بعد أن رحل المدرب السابق راضي شنيشل تحت طائلة البحث عن نتائج مشجعة لم نعثر عليها ، وكان هذا مدخلاً أمام اتحاد الكرة للتغيير ولإناطة المهمة بالمدرب باسم قاسم الذي يواجه أول تحدٍّ رسمي له ، بعد أن نجح في درجة مقبولة وديّاً مرتين أمام الأردن وكوريا الجنوبية في ظرف أسبوع لا أكثر!
نبحث اليوم عن ملامح ايجابية لمنتخب لم تتغير صفوفه كثيراً .. اتحدث هنا عن الروحية، وعن تفادي ما أمكن من أخطاء، وعن اتجاه المسار نحو أداء مقنع في مباراة ربما تنصب ضغوطها على المدرب باسم قاسم أكثر من غيره .. فلابد من عودة إلى شخصية المنتخب العراقي بعد أن فقدنا معالم الطريق الى المونديال!
هذا عن منتخبنا اليوم ، فماذا عن المنتخب الياباني الغريم الذي تصدر المجموعة الثانية وشعاره الدائم في التصفيات هو التأهل إلى مونديال روسيا؟!
في تصوري أن ضغوط النتيجة ستقع عليه اليوم ، والسبب أن صدارته باتت تحت المحك وربما ستكون مهددة في جولة لاحقة إذا ما خسر أمام المنتخب العراقي .. اليابان لديها ست عشرة نقطة وهو رصيد مماثل لما تملكه السعودية واستراليا، والإخفاق اليوم أمام العراق سيفقدها كثيراً من البريق وسيبعث الأمل في حسابات المنتخبات الأخرى ، ولهذا فإنني اتصور أن المنتخب الياباني سيلعب للفوز ولن يقف مهادناً أمام منتخبنا.
ودعنا إلى غير رجعة أيّ أمل في التصفيات ، ولن تكون أية عثرة جديدة سبباً في ضياع حلم .. لكن ما هو أهم أننا بحاجة إلى نتيجة ايجابية كي نباشر عهداً جديداً .. كي نرسم فرحة على وجوه افتقدت الفرحة مع المنتخب طويلاً .. كي ننهض من سبات السنوات الأخيرة .. كي يوصل (أسود الرافدين) رسالة مفادها أن ضياع البطاقة المونديالية ليس مبرراً للركون إلى الإخفاق ، فهنالك دوماً استفاقة بعد غيبوبة .. وهذه في الأساس مهمة المنتخب وباسم قاسم في موقعة اليوم.
بعـض الشـر أهــوَن !
نشر في: 12 يونيو, 2017: 09:01 م
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/almada-ad.jpeg)
![](https://almadapaper.net/wp-content/uploads/2024/01/Almada-logo.png)