عبد الزهرة المنشداوي منذ انهيار النظام البائد في الرابع من نيسان عام 2003والمواطن يأمل في ان يتحقق له ما راوده من أحلام وأمنيات كانت حبيسة النفوس، حلم بحياة يمكن ان تعاش دون منغصات له فيها من الحقوق و ما عليه من الواجبات . تخيل بعد انهيار الصنم في ساحة الفردوس مكان قاعدته ستنبت الف زهرة وزهرة لتلون حياة العراقيين بدل اللون الاسود الذي فرض عنوة،
ولكن ما حدث في السنين السابقة نرى الاحلام يطاح بها يوما بعد آخر، فلا حلم تحقق لعاطل عن العمل ولا مدرسة بمواصفات المدرسة التي يمكن لها ان تطمئن أولياء الامور على انها جادة في جعل الطلبة العراقيين اكثر وعيا واكثر حماسا في الاقبال على الدرس .كذلك الحلم برعاية صحية واجتماعية بمستوى يجعل المواطن مطمئنا على صحته وحالته المعيشية فالحالتان اقل بكثير مما مطلوب. لم يتحقق الى الآن، ولو نسبة قليلة يمكن ان تذكر في مجال حياة المواطن وتحسب لأصحاب أولي الأمر لدينا الذين لديهم من النيات الطيبة والوعود الشيء الكثير، ولكن على ارض الواقع لا تجد هذه النيات قد تجسدت في إقامة صرح سكني لعائلة فقدت المأوى او لمحلة سكنية تشكو نقص الخدمات. نحن لا نشك في توجهات القوى والاحزاب السياسية وبرامجها في سبيل خدمة المواطن، ولكن ما يؤخذ عليها انجرارها باتجاه معارك جانبية لا ناقة للمواطن فيها ولاجمل، هذه المعارك التي ذكرناها خاضها غيره من السياسيين من الذين هم على سدة الحكم ويدفع ثمنها مرغما لا طائعا.نعتقد ان امر المعارك والاشتباكات الكلامية في اغلبها محسوبة بدقة متناهية في جعل المسؤول لا يلتفت للمواطن ويجعله وراءه بغية إفشاله وجعله لا يقدم ما يمكن ان يجعل الناخب يضعه في الحسبان في دورة قادمة للتصويت له. ما مطلوب وفق اعتقادنا كمواطنين ليس لنا علم ببواطن الامور اكثر من ظوارها ان اي حكومة يتوجب عليها القتال من اجل الشعب اولا وأخيراً وان كان لابد من التصدي لمن يريد النيل من العراق والعراقيين ان تحسب للامور حسابها وان تجعل لها جناحين لكي يخوضا معاركها جناحا من العسكريين الشجعان لمقارعة الارهاب وجناحا من البناة والمهنيين والعلماء والمخططين لكي يفعل الأعمار وتسد حاجات المواطن الملحة في جوانب حياتية عديدة . اما ان يسخر المال والرجال لمعركة واحدة فباعتقادنا انها خطة موضوعة لإشغال المسؤول عن المواطنين وإلهائه عن واجبات لابد من تأديتها. إذن لابد لنا من جيش آخر غير الجيش الذي يحمل قطعة السلاح ويشمر عن ساعديه للدفاع عن بلده وأخوته المواطنين ،جيش آخر نطلق عليه جيش البناء فيهم المهندس والمحاسب والمراقب والبناء وصاحب المصنع والمهنة لكي تستقيم الأمور على ما يرام.
شبابيك :جيش البناء
نشر في: 21 فبراير, 2010: 05:24 م