خاطب وزير التربية محمد إقبال الصيدلي المعلمين والمدرسين قائلا لهم ان ماتتعرضون له من اعتداءات إنما هي محاولات يائسة لأولئك الفاشلين في الحياة ، ومطالبا إياهم بمواصلة مسيرة العلم وملء العقول بالنور وتضييق المكان على الجهل ...
الفاشلون في الحياة هنا هم اولئك الطلبة الذين صار العنف وسيلتهم لمعاقبة الكادر التدريسي في حالة رسوبهم او ضبطهم متلبسين بالغش وهؤلاء الفاشلين ليسوا قلة بالمقارنة مع حوادث الاعتداءات التي تعرض لها التدريسيون في السنوات الاخيرة وتزايد عددها مؤخرا وكان آخرها حادثة طعن معاون مركز امتحاني في الناصرية ومدير مدرسة في النجف عدا حوادث اخرى عديدة ، مايعني ان الاعتداء على الكوادر التعليمية والتربوية قد تحول الى ظاهرة ، وماأكثر الظواهر السلبية التي يشهد العراق ظهورها وتزايدها كل يوم ،ومنها مايرتبط بالظاهرة التي ذكرناها هنا كاقتناء العديد من الطلبة أسلحة بيضاء يستخدمها الطالب ليكون ضاربا بدلا من ان يكون مضروبا ، وقسوة المعلمين والمدرسين على الطلبة اذ يحمل بعضهم عصا غليظة او لوحا مستطيلا من الخشب حين يدخل الى الصفوف ويستخدمه بسهولة مع الطلبة لدرجة ايذاء بعضهم كما حدث مع الفتى الذي عاقبه المدرس بكسر يده او الطالبة التي اصابت صفعة معلمتها احدى اذنيها بالصمم ، مايعني ان فلسفة العصر الجديد تنص على ضرورة انتهاج العنف سلوكا وخزن العقل والمنطق والوعي في علب محكمة لأنها لاتناسب الواقع ..
لكن الظواهر لاتأتي اعتباطا ولكل منها اسباب تقف وراءها ، فالطلبة لم يكونوا فاشلين قبل أن ينشأوا بين فكي الحرب والعنف ويتربوا على مفاهيم جديدة في مجتمعنا كالطائفية والتهجير والنزوح وما إلى ذلك ، والمدرسون بدورهم باتوا يعانون من مشاكل نفسية ويستخدمون العنف سبيلا لإسكات رفضهم للواقع المريرومايعانونه من منغصات يومية ، وإذن فالعنف يمكن ان يكون متبادلا وقد يكون الطالب هو المقصر اويقوده اسلوب المعلم وقسوته احيانا الى السلوك العدواني او يكون السبب هو انهيار المعايير التربوية والاحترام في ظل هذه الفوضى وعدم الاستقرار السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي الذي يشهده العراق ..
وترى البرلمانية أشواق الجاف عضو لجنة حقوق الانسان الحل في تدريس مادة حقوق الانسان للطالب العراقي وفي جميع مراحل الدراسة للمساهمة في بناء جيل يرتقي ببلاده مستقبلا ، بينما يطالب احد التربويين على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي –ساخرا- باتباع الاسلوب البريطاني في معالجة التوتر وتقليل جرعة العنف لدى الطلبة وذلك بتدليك أرجل وأصابع الطلبة الهائجين لتهدئتهم ، وهي تقنية كانت شائعة قبل قرون في مصر الفرعونية وفي الصين واليابان واوروبا في القرن التاسع عشر ، وهاهي بريطانيا تعود لاستخدامها وتعمل حاليا على انفاق آلاف الدولارات الامريكية على متخصصين يتم ارسالهم الى المدارس البريطانية لتطبيق هذه التقنية في الطب البديل بهدف تهدئة الطلبة المشاغبين ودمجهم مع زملائهم ، واذن ، ولكي يتم القضاء على ظاهرة العنف في المدارس ،سيكون على الحكومة العراقية تخصيص مبالغ كبيرة لاستيراد (مدلكين) لتهدئة الطلبة والمدرسين العراقيين الهائجين ، على أن تتم الصفقات بشفافية وبدون فساد للحصول على أفضل النتائج !!!
ضارب ..أو مضروب
[post-views]
نشر في: 12 يونيو, 2017: 09:01 م