بغداد / إيناس طارقالازدحام وأصوات منبهات السيارات وضجيج الباعة المتواجدين قرب ساحة التحرير يعيش اسفلهم عالم اخر يعمه الهدوء والسكينة، عالم من مساحات خضر صغيرة وممرات نظيفة وفضاء خال من الضجيج. نفق ساحة التحرير الذي مازالت مشاهده القديمة حاضرة في الذاكرة العراقية عندما كان يضج بالحركة والمتبضعين والاسواق المشرعة الابواب حتى ساعات متأخرة من الليل،
 هذا النفق تحول اليوم الى ملجأ للكلاب السائبة والنفايات والمشردين. قبل أكثر من سنتين شمله التعمير واعيد بناء بعض محاله بشكل جميل ومتناسق ونصبت له مولدات كهربائية فضلا عن انشاء حديقة جميلة وخضراء مليئة بالزهور في وسطه يرعاها عدد من الفلاحين والمهندسين،ورغم ذلك بقي النفق بلا جمهور لانه مازال مغلقا والاسباب مجهولة، والان الظروف اصبحت مؤهلة لاستقبال المواطنين والعودة تدريجيا الى ذكريات الماضي الجميل. نفق التحرير الذي كان كل من يدخل اليه لايرغب بالخروج منه لشدة الزحام وكثرة المحال التجارية،فضلاعن، تسهيله العبور الى ارصفة الشوارع القادمة من ساحة الخلاني وجسر الجمهورية والباب الشرقي بكل امان وراحة. نفق ساحة التحرير واحد من الانفاق الموجودة في مدينة بغداد والمهملة منذ فترة طويلة وبرغم بساطتها وقلتها الاانها ما فتئت ان تحولت الى حاويات عملاقة للنفايات،بينما جاء الحل من امانة بغداد كمعالجة ميدانية للعقد والتقاطعات المرورية التي تشهد اختناقات مرورية كبيرة، انشاء المجسرات،الامر الذي يتطلب ايجاد حلول سريعة وجذرية لفك تلك الازمات المرورية.،اضافة الى ان الانفاق في بغداد لاتشبة غيرها في مدن العالم لان كل نفق من الانفاق السبعة الموجود يمثل موقعا خاصا وحالة خاصة. آراء المواطنين يقول المواطن قتيبة احمد صاحب محل يقع مقابل النفق، ان نفق ساحة التحرير الواقع في شارع السعدون يرتبط بذاكرة العراقيين خاصة نفق التحرير، الذي يعد الاهم والاكبر في بغداد من ناحية الموقع والسعة وتوفره على بعض المحال التجارية وغيرها، كذلك يعتبر نفق ساحة التحرير اول نفق شاهدنا فيه المصاعد الكهربائية برغم قرب المسافة من سطح الأرض، ما دفع الكثيرين الى استخدامها يوميا كجزء من التشبث بحداثة الوسيلة. بينما يقول ستار صاحب محل تصوير قرب نفق التحرير، قبل فترة ليست بقصيرة كانت هناك اعمال صيانة وترميم وتنظيف كبيرة للنفق،ويوميا كنا نرى عمال البلدية يقومون بتنظيف النفق والسلالم من النفايات وترددت اشاعة بين اصحاب المحال التجارية ان امانة بغداد سوف تعيد افتتاحه لكن بعد مرور فترة من الوقت عاد الحال كما هو عليه سابقا،اكداس النفايات تكومت والنفق اهمل ولانعرف السبب. ويرى سلمان كاظم صاحب محل تصوير الجنائن أن نفق التحرير كان من اجمل مناطق بغداد وهذه حقيقة فهو خالد في ذاكرة العراقيين منذ السبعينيات،فضلا عن انه كان مكان رزق لعدد كبير من المصورين وكان يحتوي على محال حلاقة راقية وغالية الثمن ايضا وكذلك ارقى محال بيع الساعات،اما الان فان الناس يعزفون عن النزول الى النفق حتى في حالة افتتاحه فهو بحاجة الى اعادة هيبته التي كان عليها مطلع السبعينيات، إضافة إلى إعطاء مغريات للمستثمرين او اصحاب المحال من اجل العودة.،لكن ما يحدث الان هو اننا مطالبون بدفع الاجور السابقة مع اننا لم نشغل النفق خلال تلك الفترة من عام 2003 وحتى هذا الوقت،واصحاب المحال لديهم استعدد لفتح محالهم اذا تمت اعادة تأهيل النفق وحمايته،وحقيقة اذا افتتح النفق وترك بدون حماية لن يجرؤ على النزول اليه. تخسف الأنفاق يقول رجل امن يقف في سيطرة امنية قرب نفق للمشاة في شارع السعدون وهذا النفق لايقل اهمية عن نفق شارع التحرير: النفق يعاني العديد من المشاكل لكن اخطرها مشكلة الصرف الصحي وطفح المجاري التي ملأت النفق واصبحت الروائح الكريهة لاتطاق وتهدد بتفشي العديد من الامراض من دون ان تضع الجهات المسؤولة حلولا جذرية برغم المناشدات المستمرة بضرورة اصلاح شبكة مياه الصرف الصحي في النفق وفي كل مرة لانتلقى الاالوعود. ماذا تقول امانة بغداد؟ طرحنا الموضوع على حكيم عبد الزهرة مدير العلاقات والاعلام في امانة بغداد الذي قال لنا: ان امانة بغداد بصدد اعداد خطة لاعادة تاهيل انفاق بغداد وخصوصا نفق التحرير الذي اعيد تأهيله بشكل كامل ولم يبق هناك غير طرح تاجير المحال التجارية في المزايدات العلنية ليستطيع كل مواطن له قدرة على المشاركة في المزايدة والحصول على محل، لكن حقيقة هناك بعض العزوف عن الدخول الى هذه المزايدة واحالتها لاسباب قد تكون معلومة او غير معلومة وهي في كل الاحوال تدرج ضمن الوضع الامني وتخوف المواطن من عدم استيعابه لفكرة النزول الى النفق من جديد.. الانفاق في العالم كانت بلدان العالم المتطورة تنشئ أنفاقاً عملاقة سخرتها لخدمة شعوبها وقد حوت مؤسسات ومرافق سياحية وتسويقية فضلا عن مهمتها الاساس وهي تسهيل الحركة المرورية وسرعتها من خلال شبكات من الطرق للمركبات والقطارات السريعة التي تسمى بقطارات الانفاق أو «المترو» بينما كان انهماك النظام السابق ببناء انفاقه السرية التي استخدم قسما منها معتقلات وسجونا لكل من يختلف معه في التوجهات وقد اكتشفت هذه الانفاق في معظم نواحي بغداد والمحافظات بعد سقوط نظامه ـ ومنها ايضا شبكات انفاق داخل بغداد تؤ