أعلنت وزارة الزراعة، أمس الثلاثاء، أن إنتاج مشاريع تربية الأسماك يغطي نحو 40% من الحاجة الفعلية للبلاد، مشيرة إلى إمكانية تفعيل شركة صيد الإسماك العراقية عبر الاستثمار الخاص، فيما عد خبراء اقتصاديون عملية استخدام الأقفاص العائمة من التقنيات المتطورة
أعلنت وزارة الزراعة، أمس الثلاثاء، أن إنتاج مشاريع تربية الأسماك يغطي نحو 40% من الحاجة الفعلية للبلاد، مشيرة إلى إمكانية تفعيل شركة صيد الإسماك العراقية عبر الاستثمار الخاص، فيما عد خبراء اقتصاديون عملية استخدام الأقفاص العائمة من التقنيات المتطورة والمتبعة في دول العالم، أكدت زراعة ميسان منحها 15 أجازة عمل في الأقفاص العائمة.
وتعرضت الثروة السمكية في العراق، لتراجع كبير، بعد سنة 2003، من جراء شحة المياه وعدم توافر الأعلاف الملائمة وسوء الخدمات وتلوث مياه الأنهر. وتعتبر الأقفاص العائمة في المياه العذبة أكثر نظم الاستزراع السمكي المكثف، والتي عن طريقها يمكن التغلب على المعوقات الطبيعية سواء بالنسبة للأرض أو المياه.
ويقول وكيل وزارة الزراعة مهدي ضمد القيسي، لـ(المدى) إن "إنتاج مشاريع تربية الأسماك يغطي نحو 40% من الحاجة المحلية للبلاد بينما يتم استيراد الكميات المتبقية، مع صعوبة منع الاستيراد حالياً طالما أن الإنتاج الوطني لا يسد الحاجة"، مبيناً أن "هذا الأنموذج لتربية الأسماك منتشر في كل المحافظات، والوزارة تدعمه لاسيما بتوفير العلائق اللازمة لتغذية الأسماك المتمثلة بالذرة الصفراء، كما أننا نعمل على التربية المغلقة في المناطق التي لا تحتوي على مياه جارية".
وأعرب القيسي عن ثقته بـ"الإنتاج الوطني الذي سيوفر نحو 60% من الحاجة الفعلية، في وقت قريب"، وأكد اعتماد وزارته على "خطة استهلاكية سنوية تقوم على تقدير الحاجة المحلية في كل عام ومقارنتها بالإنتاج الوطني، وبناء على تحديد الكمية المتبقية يتم منح إجازات الاستيراد، ضمن اعتبارات حماية المنتج الوطني، لكن أي خطوة غير مدروسة في إطار ذلك قد تحدث نقصاً في العرض ما يؤدي إلى زيادة الأسعار وحصول مشكلة في التغذية".
وبشأن عودة شركة صيد الأسماك العراقية، أكد الوكيل الفني لوزارة الزراعة، أن "الشركة تم حلها منذ زمن طويل، ولكن أرى إمكانية تفعيلها ضمن القطاع الخاص، للعودة ومزاولة نشاطها في الصيد البحري في مياه الخليج العربي كما كانت في العقود السابقة، وهذا توجه موجود حالياً في عبر تفعيل الشركة استثمارياً".
وفي السياق ذاته، عد خبراء اقتصاديون عملية استخدام الأقفاص العائمة من التقنيات الحديثة والمتبعة في الثروة السمكية في أغلب دول المنطقة والعالم، ويقول الخبير رأفت الخالدي، إن "أغلب دول الخليج العربي، ومصر، و اليابان والصين وكوريا والدول الأوروبية، تعمل على استخدام الأقفاص العائمة".
ويضيف الخالدي لـ(المدى)، أن "أهم أنواع الأسماك التي تربى في هذه الأحواض الكارب العادي الذي ينمو بسرعة ومعدل إنتاجه كبير حيث يصل معدل إنتاج الأقفاص العائمة الى 75 كغم في المتر المكعب الواحد مقارنة بالأحواض الترابية التي يصل معدل إنتاجها الى 3 – 5 كغم في المتر المكعب الواحد"، مبيناً أن "أسلوب تربية الأسماك بالأقفاص العائمة يمكن وضعها في أي مجرى مائي طالما كانت المياه صالحة وغير ملوثة". بدوره، قال مسؤول قسم الثروة الحيوانية في زراعة ميسان عادل الساعدي، إن "شعبة الأسماك في قسم خدمات الثروة الحيوانية منحت 15 أجازة أقفاص عائمة، في حين أعطت أجازة واحدة و6 موافقات من أجل إنشاء مشاريع أسماك بالنظام المغلق".
وأضاف الساعدي، أن "عدد البحيرات الطينية الخاصة بتربية الأسماك المجازة بلغ (6) بحيرات بينما توجد (11) بحيرة غير مجازة في المحافظة".
من جهتها أعلنت مديرية زراعة بابل، أن المحافظة تعد الأولى بين المحافظات التي العاملة على إنشاء الأقفاص العائمة، ويقول رئيس قسم التخطيط في مديرية زراعة بابل المهندس عادل حداوي، إن "هذه الطريقة تتمثل بنصب أقفاص عائمة من الحديد داخل مجرى مياه الأنهار وتجهيزها بمعالف خاصة للأسماك بالشكل الذي لا يؤثر في حصة المياه في المحافظة التي تعاني في الأصل عدة مشكلات تعترض بحيرات الأسماك التقليدية في مقدمتها شح المياه".
وأشار حداوي إلى أن "من بين العوامل التي ساعدت المربين في بابل على الاقدام على هذه التجربة طول المسافة التي يقطعها شط الحلة في المحافظة والتي تمتد لـ (100) كيلو متر وتعد مساحة كبيرة جداً ما ساعد على إنشاء نحو 14 بحيرة تستخدم هذا الأسلوب في عموم المحافظة"، مبيناً أن "منطقة السدة تحتل المرتبة الأولى بإنشاء هذه الاقفاص تليها بعض المناطق في مركز مدينة الحلة عكس مناطق جنوب بابل التي ما زالت تعتمد على البحيرات وهي في أغلبها متجاوزة وغير رسمية".
أما في كربلاء، فقد أعلنت وزارة الزراعة، في شهر أيلول من عام 2013، تشغيل أول مشروع لتربية الأسماك بالأقفاص العائمة في المحافظة، مؤكدة أن تسويق السمك سيكون حسب حاجة السوق بالكمية والحجم.
وقالت الوزارة في بيان لها، إن "مديرية زراعة كربلاء التابعة لوزارة الزراعة قامت بتشغيل أول مشروع لتربية الأسماك بالأقفاص العائمة في المحافظة"، مبيناً أن "نظام تربية الأسماك في الأقفاص العائمة يعد من الطرق الشائعة نتيجة لشح المياه، ويمكن زيادة الإنتاج فيها بحسب وحدة المساحة، فكل متر مربع يستوعب من 50 – 100 سمكة وبهذا يمكن لقفص مساحته 12 م2 استيعاب 2400 سمكة بينما يكون استيعاب الدونم الواحد من الأحواض الترابية مساحة 2500 م2 لـ1000 سمكة".
وأضافت الوزارة أن "تسويق السمك يكون حسب حاجة السوق وبالكمية والحجم المطلوبين، فضلاً عن حماية الأسماك من الصيد بالطرق غير المشروعة التي يقوم بها بعض ذوي النفوس الضعيفة مثل الصيد بالسموم أو الكهرباء وكذلك حمايتها من المفترسات والمساهمة في تشغيل الأيدي العاملة"، مشيراً الى أن "هناك أربعة مشاريع في المحافظة مجازة من قبل وزارة الزراعة ومتمثلة بدائرة الثروة الحيوانية".