نبيل سالم عاد محمد البرادعي المدير السابق لوكالة للطاقة الذرية الى بلده مصر امس الاول ليعلن ترشيحه للرئاسة في الانتخابات المقرر اقامتها في عام 2011 ، وبعودته ، اصبح المشهد السياسي المصري ، كما يرى بعض المحللين في حراك غير مألوف وبدأت الصحافة بنشر التعليقات والمقالات التي تؤيد وتضادد عودة البرادعي،
ليطفو سؤال ردده المعلقون على السطح بشأن اهلية خبير في الشؤون الذرية ان يكون رئيسا لبلد يحكمه رئيس منذ اكثر من ثلاثة عقود بعد ان تسربت هناك اشاعات بأن ينقل رئاسته الى نجله جمال الذي اصبح الامين العام المساعد للحزب الوطني الذي يحكم البلاد .ان قضية الديمقراطية ، في هذا البلد العربي او ذاك غالبا ما تثير اسئلة او نظرة " مريبة " لدى المراقبين الغربيين ، بسبب ما يسمونه " الديمقراطية الناقصة " او " الديمقراطية الصورية "ولاتشمل هذه النظرة طبعا بلداناً اصبحت الممارسة الديمقراطية بما فيها صحفها ورجالاتها السياسيون عريقة كلبنان اوديمقراطية ناشئة تسير في الطريق الصحيح كالعراق والى حد ما الجزائر .دراسات غربية عديدة اشارت الى ان سبب شعور المواطن العربي بالاحباط يعود الى الاداء السياسي للحكومات العربية التي لاتود ان تغادر كراسيها ، كأنه صك غفران الهي لايمكن التلاعب او التداول فيه: هذه الحكومات الممارسة للقمع والبطش احيانا يوصف سلوكها عادة بالاداء الشمولي ، حيث ان بعض انظمة البلدان العربية تسيطر على نبض الشارع من خلال الاجهزة الامنية التي تسعى الى ان تحافظ على النظام السياسي الحالي ، حتى لو ادى الامر الى زج ثلث السكان في السجون.لابد هنا من الاشارة الى ان الحراك اللبناني الديمقراطي ، والحراك العراقي الديمقراطي ، قد ألقى في مياه العرب الراكدة بعض الاحجار ، وما شاهدناه من تطورات " ديمقراطية " حتى وان كانت هامشية وسطحية واحيانا مضحكة في الشارع العربي المصري والمغربي والخليجي الى حد ما ، لكنها ، قد اثرت الحوار ، وبدأت النخب على الاقل تناقش وتحاور وتعلو صوتها على المنابر في سبيل ان تتجه الامور بشكلها الصحيح الى الديمقراطية الحقيقية .عودة البرادعي الى مصر ، واستقباله من قبل الانصار في المطار بالشكل الذي شاهدناه يعطينا رسائل عديدة ، اولها ان بعض الحكومات العربية ، حتى تنتهي من الدوران حول نفسها بتصفيف الاكاذيب على شعوبها كونها هي الاجدر بقيادة الحكم ، ستجد ان الكشف عن الحقائق واللجوء الى فسح المجال لحرية الصحافة والتعبير هي الطرائق الانجع في مواجهة احباط الشاب العربي الذي يرى الغرب ينعم بجمال الحرية فيما بلاده تأسره بين موتين القبول بالحاكم الاوحد او الانخراط في الظلاميات التوربورية الابن لادية .
خارج الحدود: مصر البرادعي
نشر في: 21 فبراير, 2010: 05:58 م