TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > مفكرون عالميون يتحدثون عن ثورة اكتوبر- 1917

مفكرون عالميون يتحدثون عن ثورة اكتوبر- 1917

نشر في: 15 يونيو, 2017: 12:01 ص

|       الحلقة 11    |
لم تكن الثورة الروسية حدثا عابرا في تاريخ البشرية ولا في القرن العشرين بل يمكن اعتبارها من اهم الاحداث التاريخية منذ بدء فجر التاريخ البشري وبمناسبة مرور 100 عام على هذا الحدث الكبي

|       الحلقة 11    |

لم تكن الثورة الروسية حدثا عابرا في تاريخ البشرية ولا في القرن العشرين بل يمكن اعتبارها من اهم الاحداث التاريخية منذ بدء فجر التاريخ البشري
وبمناسبة مرور 100 عام على هذا الحدث الكبير توجه  موقع فيرسو  الالكتروني الى مجموعة من المفكرين من عدة بلدان مختلفة من العالم ليجيبوا على السؤال التالي (ماذا تعني الثورة الروسية بالنسبة لك ؟ وكانت اجاباتهم كالتالي

1-بوريس غرويس
هو الفيلسوف الالماني  والمنظر والناقد الفني المعاصر والأكثر شهرة وانتاجا ولد في عام 1947وهو حاليا استاذ الدراسات الروسية والسلافية في جامعة نيويورك كما انه باحث في جامعة كاريسروهه الالمانية للفنون انهى دراسته الثانوية في مدينة لينينغراد التي تعرف حاليا بسانت بطرسبرغ ثم درس الرياضيات في جامعة لينينغراد وعمل بعدها باحثا في عدد من المؤسسات العلمية في المدينة في عام 1981 هاجر من الاتحاد السوفيتي الى المانيا الغربية وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة مونستر الالمانية له مجموعة من المؤلفات الفلسفية المهمة حيث صدرت له اكثر من عشرة كتب منذ عام 1991:
اتسمت  ثورة أكتوبر، بشكل فريد، بانها ذات طابع عالمي ، وموجهة ضد جميع أشكال القومية. الثورة نفسها والحرب الأهلية التي تلتها كانت مفهومة من قبل كلا الجانبين على أنها حرب بين النظام العالمي وروسيا -تلك الحرب التي انتصر فيها  النظام العالمي. ورغم ان ستالين أعلن في وقت لاحق عن تبني سياسة بناء الاشتراكية في بلد واحد، فإن هذه السياسة ظلت تشير الى ان الاتحاد السوفياتي هو موقع اختبار للثورة العالمية. وليس من قبيل الصدفة أن كل جمهورية سوفيتية حصلت على الحق في الانفصال عن الاتحاد السوفيتي دون موافقة السلطة المركزية والجمهوريات الأخرى. وبهذه الطريقة كان الاتحاد السوفييتي بمثابة تهيئة مسبقة للرابطة العالمية المقبلة للجمهوريات الاشتراكية السوفياتية.
هذا المشروع العالمي، لم يكتب له النجاح. وتهيمن على السياسة العالمية المعاصرة معارضة كاذبة بين عولمة الرأسمالية الليبرالية المربحة فقط للنخب المالية، والقومية الاستبدادية التي تثير الصراعات العرقية والدينية. والواقع أن القومية المعاصرة تتشابك بسهولة مع الليبرالية لأن كلاهما يعتبر الفضاء العالمي كمجال منافسة بين الأفراد والجماعات العرقية والأمم. الفرق هو فقط في درجة القسوة التي تمارس فيها هذه المنافسة.
وهكذا، فان ما نحتاجه اليوم هو العودة إلى المشروع الشيوعي: التضامن الدولي بدلا من المنافسة العالمية. لقد أصبح من المألوف - داخل روسيا وخارجها – اعتبار ان الاشتراكية السوفياتية  قد فشلت. وهذا خطأ تاريخي خطير. وقد أظهرت التجربة الاجتماعية التي بدأتها ثورة أكتوبر أن الاقتصاد القائم على الملكية الجماعية يمكن أن يعمل - و بكفاءة ايضا. ورغم انها كانت أول ظاهرة تاريخية من هذا النوع ولكن يمكن للمرء أن يتأكد من أنها سوف تتكرر. وهناك جزء كبير من البشرية تغريه يوتوبيا النيو ليبرالية: الكثير من الأفراد يعتقدون أنهم يعيشون في ترف. ومع ذلك، فإن الحقيقة تظهر نفسها في نقطة معينة في الوقت المناسب. حينها سيبدأ معظم الناس في فهم أن التضامن هو وسيلة أفضل للنجاح من منافسة الجميع ضد الجميع. وعند هذه النقطة لن نتذكر ثورة أكتوبر فحسب، بل ستعاد أيضا سننها.

2-أندريا جيبونز
باحثة في جامعة سالفورد حصلت على شهادة الدكتوراه من مدرسة لندن للاقتصاد متخصصة في قضايا اميركا اللاتينية ولها خبرة كبيرة في قضايا التخطيط الاقتصادي وحقوق المهاجرين والصحة العامة وتترأس هيئة تحرير مجلة سيتي وهي مجلة  اكاديمية مهمة ولها العديد من المؤلفات المهمة
كانت الثورة الروسية تعني دائما أملا كبيرا. وانتصاراً غير متوقع، وكانت هائلة  في عظمتها، حين ألقى الجنود أسلحتهم لمساعدة الناس على كسر الهياكل التي تقزم حياتهم. و قاتلت النساء من اجل الحصول على  مكانهن الصحيح في جميع المجالات. وعملت مجالس السوفيات على تغيير المجتمع من خلال النقاش الجماعي والملكية العامة والتعاونيات المشتركة.  فالثورة منحتنا فرصة لإعادة التفكير في كل شيء وإعادة ابتكاره في السعي إلى مجتمع جديد من شأنه أن يتيح لنا إنسانيتنا الكاملة.
أمل كبير يتردد صداه في جوانحي  من خلال صورة الناس  الآخرين الذين يتوقون  أيضا لهذا العالم الجديد. من خلال دون تونيتو الذي يروي  قصص الثورة السلفادورية والعلم الأحمر لجبهة فارابوندو مارتي وأشرطة كاسيتات اغاني    فيكتور جارا. ومن خلال صورة ماريا في تنورتها  الطويلة وحذاءها القتالي وهي  تصافح فيدل. كاسترو و من خلال وصف ليوناردو لطرق جديدة للحياة تشكل في مناطق الحكم الذاتي زاباتيستا في المكسيك. ومن خلال المنظمات الشعبية النابضة بالحياة التي تنجح في ان يأخذ الكفاح طابعا  جماعيا اكثر فاكثر . فحيثما يوجد الحب والغضب تكمن  ارادة التحول الثوري.
ولكن هذا الأمل يصيبه الركود في مكان آخر، حيث تتلاشى القدرة على الاصغاء والكفاح ،. كم تبدو  مريحة نوبات الهزيمة تلك.
يمكننا أن نتعلم الكثير من جوهر الحركة الثورية الروسية وهو القدرة على التغيير ،بدلاً من التمسك  بأشكالها الجامدة القديمة. من منهجياتها في العمل  واسلوب إعادة التفكير الجماعي، بدلاً من الجمود العقائدي. من الجدل الماركسي، من سياسات التعليم الشعبي التي اسسها  فرير وهورتون ، من التقاليد الماركسية للفهود السود ، من الحركات، الثورية في أميركا اللاتينية. ويبدأ هذا حين يدرك الناس، اهمية كفاحنا الجماعي وانه فوق كل القوالب  والمعاني المهيمنة التي يجب أن نحرر أنفسنا منها .

ما هي أفضل طريقة للاحتفال بالذكرى المئوية للثورة افضل من الانتصار في  المعركة التي نخوضها في الواقع

3- ايريك هازان:
، كاتب وناشر ومترجم فرنسي معروف. يعمل مديرا لدار نشر "فابريك" التي تأسست عام 1998 بمساعدة مجموعة من الأصدقاء، بهدف نشر كتب التاريخ والفلسفة. صدر له عام 2004 : "وقائع الحرب الأهلية". كان قد نشر في عام 2002 كتاب "اختراع باريس"، بنسخته الأولى، والتي أعاد النظر فيها لاحقا لتصدر ، في طبعة أخرى جديدة ومتجددة.
كنت أشرب القهوة تحت اشعة  الشمس في شارع بليفيل، وقد وضعت قلمي و دفتري على الطاولة، وبدأت أفكر ، "أنا لا أعرف كيفية الإجابة على هذا السؤال"ماذا تعني الثورة الروسية بالنسبة لك ؟. كنت غير قادرا على الإجابة، ولم أكن أعرف ماذا أفعل. وفي السوق الذي يتوسط الشارع   - وكان سوقا واسعا، واحدة من الأسواق في باريس التي تعرض بضائع رخيصة  وينتظم مرتين في الأسبوع – كان هناك حشد من الفقراء من الغجر والعرب والسود مشغولون بالبيع  في ركن آخر من السوق، حيث توجد الملابس القديمة، ويتم وضع الأحذية البالية في حقائب بلاستيكية على الرصيف. حاولت تنظيم الصور في رأسي: سلالم رودتشينكو(رسام روسي ونحات ومصور فوتوغرافي ولد عام 1891 وتوفي عام 1956،) وقبعات زوجته ستيبانوفا، والجسر في فيلم  أكتوبر لسيرجي ايزنشتياين (مخرج روسي كبير 1898- 1948) ، من أشهر الأفلام التي اخرجها فيلم المدمرة بوتمكين.)، والرسومات المعمارية للاخوين  تاتلين و فيسنين ... لم ينجح الامر . ويمكن توقع الكثير: إنه مثل تخيل ان تقع إيبينال(مدينة فرنسية تقع شرقي فرنسا، أسسها أسقف ميتز في القرن العاشر الميلادي. تحوي 35 ألف نسمة. تقع على نهر موزيلي 60 كيلومترا جنوبي مدينة نانسي. في لورين) على ضفاف نهر نيفا (نهر في روسيا ). وكذلك حتى الكتاب، ربما: ماياكوفسكي وجوركي، ماندلستام وبابيل ... ولكن كيف يمكنني جعلهم يتكلمون؟ كيف يمكنني تجنب إعادة سرد السير الذاتية المعروفة؟ وجهت نظرتي نحو الجانب الآخر من الشارع إلى شارع دي بلويتس، وتذكرت أنه عندما كنت صغيرا كانت هناك وحدة طبية  للأمومة في هذا الشارع حيث الأطباء والقابلات – كانوا شيوعيون، أو متعاطفون مع الشيوعية - قد استوردوا تقنية توليد غير  "مؤلمة ": كان ذلك تقدما علميا هائلا ما نزال نشعر بآثاره  بعد خمسين عاما. ولكن هل يمكن أن أضع معا فقرة عن الثورة الروسية والعلوم؟ بعد تجارب ليسينكو المزيفة((1898 - 1976 م) هو عالم بيولوجي سوڤياتي. عمل، بتشجيع من ستالين، على إنتاج أنماط جديدة من المحاصيل الزراعية له مذهب في التطوّر العضوي نسب إليه، يدعى اللِّيسينكووية.) ، وبعد انتقاد  الحزب لحبوب منع الحمل (لكونها تتبع نظرية مالتوس) ... لا، مستحيل. واخرجتني  فجأة من حيرتي صفارات الإنذار ثنائية النغمات عندما اشتبك سكان بليفيل مع الشرطة. والواقع أن العربة ، أو بالأحرى سيارة كبيرة من ستة أو ثمانية مقاعد، قادمة من جانب ليسي فولتير، وصلت إلى السوق وكانت تتقدم ببطء مثل حادلة. ومع تقدم السيارة كان الفقراء يلفون على عجل بضائعهم ويلقون بها  في أكياس من البلاستيك ويهربون. بعد الوصول إلى محطة المترو في مينيلمونتانت انعطفت  السيارة ، وبدأت مطاردة اولئك الذين لم يكن لديهم الوقت لجمع بضائعهم. كان  الباب الجانبي الذي يواجهني مفتوحا فشاهدت شابة شقراء جالسة فيها ، ولكني لم أستطع فهم التعبير  المرسوم على وجهها. حدث هذا المشهد في عيد الغطاس. وحدث اني كنت ابحث  هنا عن معنى الثورة الروسية. كانت تلك الثورة هي اللحظة التي انتصر فيها  الفقراء على أعدائهم الأبديين، وهم الأغنياء وخدمهم من رجال الشرطة.و بغض النظر عن ما حدث فيما بعد ، وبغض النظر عما إذا كان أي من بائعي الأحذية المستعملة المتشتتين  عبر الشارع  قد سمعوا بها  حتى. فقد حدثت الثورة وانتصر الفقراء. و رفعوا رؤوسهم، وحلموا بحياة أخرى غير بيع السترات المستعملة والأمشاط البلاستيكية على الرصيف

4-دومينيكو لوسوردو
فيلسوف ايطالي وكاتب ومؤرخ ومفكر ماركسي ولد عام 1941 له العديد من المؤلفات المهمة من أهمها كتاب الحرب والثورة . يقول نيال فيرغسون(مؤرخ اسكتلندي ولد عام 1964)، في كتابه حرب العالم " اجتاحت العالم في عام 1918. اثنان من الأوبئة كان الاول هوالأنفلونزا الإسبانية [...] وكان الثاني وباء البلشفية، الذي بدا لبعض الوقت معديا تقريبا، ولكنه أثبت في نهاية المطاف أنه مميت مثل
الإنفلونزا"
هكذا يتحدث المؤرخ الغربي الأكثر نجاحا في عصرنا، والذي من الواضح أن ثورة أكتوبر بالنسبة له  ليست سوى فصل في تاريخ الجنون ومع ذلك فإن هذه الثورة نفسها وضعت حدا ل "الإبادة الجماعية" التي لا معنى لها [Völkermord] التي نددت بها روزا لوكسمبورغ، واغلقت بالقوة  ما سماه  بوخارين(احد قادة البلاشفة ) "مصنع الجثث ". كانت الحرب العالمية الأولى حفلة ماجنة من القتل التي اضطرت للمشاركة فيها حتى الشعوب البعيدة  تماما عن حلبة  الصراع. وكما لاحظ المؤرخ البريطاني أ. ج. تايلور، "كان هناك نحو 50 مليون أفريقي و 250 مليون هندي متورطون، ، في حرب لم يعرفوا او يفهموا منها
شيئا".
تم سوقهم  ببساطة من قبل حكومة لندن وقطعوا  آلاف الكيلومترات ، ليقادوا في نهاية المطاف إلى "مصانع الجثت " التي كان تعمل حينها بأقصى طاقتها  وهناك بعيدا في أوروبا. لقد تم اخذهم الى هناك لكونهم افراد من جنس  'أدنى'، لان الجنس "المتفوق" و بضمير مرتاح  ضحى بهم  كوقود لماكنة الحرب  ولكن بالنسبة لفيرغوسون كما هو بالنسبة للأيديولوجية المهيمنة اليوم، ليس هناك شك في أن السيطرة الاستعمارية وحمام الدم في الحروب العالمية مرادفان للحياة الطبيعية، أو حتى مفيدان  لصحة نفسية جيدة، في حين أن ثورة أكتوبر - التي تعارض كل هذا - تمثل وباء، ونوع من الجنون.
متى قام الوباء الثوري بضربته الأولى؟ وفقا لما ذكره مؤرخ  آخر  من الكتاب  الليبراليين والرأسماليين،وهو  ريتشارد بايبس، فإن ثورة البلاشفة في تشرين الأول / أكتوبر لم تكن سوى خاتمة الدورة التاريخية المدمرة التي بدأت في روسيا مع ثورة 1905. وهناك دعاة آخرين  من محرفي التاريخ  يذهبون إلى أبعد من ذلك؛ ففي الغرب، بدأ هذا الفيروس الثوري وهذا الوباء ينتشر بالفعل في منتصف القرن التاسع عشر، مع نشر البيان الشيوعي، أو حتى قبل ذلك، مع انتشار فلسفة التنوير التي أدت إلى ثورة اليعاقبة ( كانت مقدمة للثورة البلشفية). عند هذه النقطة، كان كل شيء واضح: بالنسبة لمحرفي التاريخ وبالنسبة للأيديولوجية المهيمنة، تتساوى الصحة الروحية والعقلية مع استقرار النظام القديم. وبصورة عامة، اتسمت هذه الأخيرة بتسلسل هرمي اجتماعي وعرقي، تميزت به المستعمرات من خلال نزع ملكية السكان الأصليين وترحيلهم وإتلافهم. هذا هو العالم الذي كان لثورة أكتوبر ميزة كبيرة وهو ادخاله  في أزمة. إذا كان نداء لينين إلى "عبيد الاستعماريين" لكسر قيودهم  مصدر إلهام وتحفيز الثورة العالمية المناهضة للاستعمار، فما تزال هناك شعارات أخرى لا بد من تحقيقها. ولعله ينبغي إعادة النظر فيها من أجل تحقيق فعاليتها الكاملة.
5- مايكل لوي
فيلسوف فرنسي ولد عام 1938 وهو عالم اجتماع ماركسي مشهور له العديد من المؤلفات
"هذه الظاهرة، في تاريخ البشرية، لن تنسى أبدا (...) حتى لو فشلت الثورة (...) فأن النبوءة الفلسفية لم تفقد قوتها، لأن هذا الحدث مهم جدا، لمصلحة البشرية، وتأثيرها كبير جدا في جميع أنحاء العالم، ويجب ان تبقى حية في ذاكرة  الشعوب، لكي تعود  محاولات جديدة مثلها  في ظروف مواتية  ".
هل هذا تعليق فلسفي على الثورة الروسية، كتب في عام 1998؟ كلا اطلاقا . هذا ما كتبه  إيمانويل كانت حول  الثورة الفرنسية، في كتابه الصادر عام  1798 "ا الصراع بين الملكات! لكن صديقي دانيال بنسعيد كان يستشهد به عند مناقشة المعنى التاريخي لشهر تشرين الأول / أكتوبر 1917 ...
فتحت الثورة الروسية أفقا تحرريا لم يتم إغلاقه، على الرغم من الخيانات ،و الخداع، وأخيرا، استعادة الرأسمالية الوحشية لسيطرتها . مشاريع التحرر الراديكالي للقرن الحادي والعشرين لا تحتاج إلى البدء من الصفر: يمكن أن تبني على دروس ثورة أكتوبر. على سبيل المثال: من أجل تغيير المجتمع، نحتاج إلى حركة ثورية واسعة من الطبقات المستغلة (بضم الميم) قادرة على الإطاحة بجهاز الدولة الحاكمة، لكسر شبكة قفص الحديد الرأسمالي، وفرض الاستيلاء الجماعي على وسائل الإنتاج.
هذا لا يعني أنه لم تكن هناك حدود ومشاكل وتناقضات، حتى في الأوقات البطولية الأولى للسلطة السوفياتية (1917-1923).وقد  أعلنت روزا لوكسمبورغ في كتيبها عن الثورة الروسية (1918)، الذي كتب في سجن ألماني، تضامنها مع البلاشفة الذين "أنقذوا شرف الاممية الاشتراكية " لكنها انتقدت العديد من أعمالهم. وبعض تعليقاتها النقدية - بشأن حق تقرير المصير على الصعيد الوطني، أو على توزيع الأراضي على الفلاحين - مشكوك فيها، غير أن البعض الآخر، ولا سيما تلك المتعلقة بالديمقراطية والحريات الديمقراطية، له أهمية بالغة. مع رؤية نبوئية، توقعت روزا لوكسمبورغ أن الحد من الحريات  أو قمع الديمقراطية والحقوق الديمقراطية في مجال السوفيتات  من شأنه أن يؤدي إلى البيروقراطية والدكتاتورية. وكان انتصار البيروقراطية الستالينية بعد عام 1924 هو التأكيد المأساوي لهذا التحذير.
الشيوعية في القرن الحادي والعشرين يجب أن تشمل هذا البعد الديمقراطي والتحرري. ولكن ظهرت مشاكل جديدة أيضا، وهو ما لم يكن متوقعا في تشرين الأول / أكتوبر 1917. ومن بين هذه المشاكل القضايا البيئية، فان  لتدمير الطبيعة من قبل الحضارة الصناعية (الرأسمالية)، عواقب وخيمة، وهذا أمر بالغ الاهمية. ويجب أن يصبح بعدا مركزيا في تجديد البرنامج الثوري في عصرنا الحالي: نحن بحاجة إلى منظور شيوعي إيكولوجي.
انا مؤمن  أنه ستكون هناك ثورات مناهضة للرأسمالية في القرن الحادي والعشرين: هذا ليس تنبؤا بل رهان. ولكن علينا أن نتجاهل الوهم الكارثي بأنها ستكون تكرارا لاقتحام قصر الشتاء. ويمكن إعادة صياغة ما قاله  الماركسي البيروي خوسيه كارلوس مارياتيغوي: الثورات المستقبلية لن تكون تقليدا للتجارب السابقة، ولكن ستكون عملا خلاقا وبطوليا من صنع الشعب.
 عن موقع فيرسو

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الفيفا يعاقب اتحاد الكرة التونسي

الغارديان تسلط الضوء على المقابر الجماعية: مليون رفات في العراق

السحب المطرية تستعد لاقتحام العراق والأنواء تحذّر

استدعاء قائد حشد الأنبار للتحقيق بالتسجيلات الصوتية المسربة

تقرير فرنسي يتحدث عن مصير الحشد الشعبي و"إصرار إيراني" مقابل رسالة ترامب

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram