TOP

جريدة المدى > عام > موسيقى السبت: مهارات شوبان

موسيقى السبت: مهارات شوبان

نشر في: 17 يونيو, 2017: 12:01 ص

عرف عن البولوني / الفرنسي فريدريك شوبان (1810 - 1849) مهارته الفائقة في العزف على البيانو، وكان مؤلفاً لموسيقى البيانو بالدرجة الأولى، إذ لم يؤلف أعمالاً أخرى إلا القليل، مثل كونشرتي البيانو، أو سوناتات التشلو. جسّدت أعماله روح الفترة الرومانتيكية في

عرف عن البولوني / الفرنسي فريدريك شوبان (1810 - 1849) مهارته الفائقة في العزف على البيانو، وكان مؤلفاً لموسيقى البيانو بالدرجة الأولى، إذ لم يؤلف أعمالاً أخرى إلا القليل، مثل كونشرتي البيانو، أو سوناتات التشلو. جسّدت أعماله روح الفترة الرومانتيكية في الموسيقى، وتميزت بعواطفها العميقة، وبصعوبة أدائها.

بين أعماله التي يعاني العازفون الماهرون في ادائها عدد من الأتودات (أتود كلمة الفرنسية تعني دراسة، أو تمرين)، مثل أتود رقم  6 من مجموعة رقم 25 (أتود الثالثات في اشارة إلى الفارق في الصوت بين الخطين اللحنيين)، أو 10 من نفس المجموعة (المعروف بأتود الأوكتاف، لأن الفارق بين الخطوط اللحنية اوكتاف كامل أي الصوت وقراره). وتكمن صعوبات الأداء في استعمال خطوط لحنية عديدة في نفس الوقت. ففي الأتودات المذكورة يؤدي العازف ثلاثة خطوط لحنية بكل يد، أي أن عدد الخطوط ستة، فيجب على العازف أداء الخطوط اللحنية الثلاثة باستعمال خمسة أصابع في كل يد وهذا يتطلب تمارين قاسية وقدرة فائقة على تطويع حركة الأصابع. ومن يقرأ المدونات الموسيقية لأعمال شوبان هذه سيراها مملوءة بالنغمات لهذا السبب. كذلك استعمل شوبان السلم الكروماتي (الملون) في هذه الأعمال والكثير غيرها. والسلم الكروماتي أو الكروماتيكي يعني "تلوين" السلم بإدخال النغمات الاخرى التي لا توجد في السلم الكبير أو الصغير المستعمل لكتابة العمل.
ومن أعمال شوبان التي تدل على عبقريته، أتود رقم 5 من مجموعة رقم 10، الذي يستعمل فيه المفاتيح السوداء على لوح البيانو دون أن يمس المفاتيح البيض إلا ما ندر. وهذا المفاتيح السوداء الخمسة، تعطي سلماً يسمى بالسلم خماسي النغمات (بنتاتوني)، وهو سلم بسيط معروف لدى الشعوب الشرقية وفي الموسيقى الشعبية عموماً، ومستعمل كذلك في الموسيقى الشعبية المجرية بكثرة. لكن استعمال شوبان لهذا السلم جاء بطريقة لا يحس السامع معها أن هذا السلم خماسي النغمات، وأنه يستعمل المفاتيح البيضاء على البيانو باقتصاد شديد. بالطبع لا يخلو هذا المنحى من روح الدعابة، رغم أن مسحة الحزن والجدية والعمق كلها ما يميز أعمال شوبان عموماً، بسبب مرضه وهزال جسمه، وبسبب التزامه القومي بقضية بولندا، بلد مولده ووطنه الأول. وكان شوبان صديقاً للعازف الماهر الآخر المجري / الألماني فرانس ليست الذي يصغره بسنة، وكانا يدبران الدعابات في الأماسي التي يلتقي فيها الموسيقيون والشعراء والفنانون في باريس. مرة طلبوا الى صديق لهم اطفاء النور فجأة، وبدأ أحد الحاضرين عزف أعمال شوبان وبأسلوبه، وحالما تشعل المصابيح تبيّن أن ليس هو من يجلس الى البيانو ويؤدي أعمال شوبان بأسلوب شوبان الخاص المميز.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

مآثر فوق التصوّر

في غياب الأستاذ

‏رحل استاذنا

وجهة نظر: السينما المُدجَّنة: بيان في النقد

مقالات ذات صلة

مسرحيون: المسرح العراقي المتسيد عربياً بدون موسم مسرحي وبلا دعم مستمر
عام

مسرحيون: المسرح العراقي المتسيد عربياً بدون موسم مسرحي وبلا دعم مستمر

علاء المفرجي منذ نشأته في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ظل المسرح العراقي فنًا حيويًا يعكس التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية في المجتمع العراقي، بدءًا من التجارب المبكرة التي تميزت بالطابع الديني والتعليمـي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram