علي القيسيثمة مفارقات طريفة تعتري حياتنا اليومية بشكل مفاجئ وغير محسوب،لتوفر فرص عمل واسعة وسريعة امام شريحة كبيرة من العاطلين، فضلا عما تسبغه على الوضع العام للمجتمع من نعم طيبة تدفع به الى امام، على الرغم من ثقل بعض جوانبها الاخرى..
فقد ادت الامطار الغزيرة التي نزلت ،امس الاول مصحوبة بالعواصف الى اقتلاع ، وتمزق الكثير من الملصقات الدعائية التي رفعها، توا المرشحون للانتخابات البرلمانية المقبلة،و"مصائب قوم عند قوم فوائد".ليلفت المنظر المثير للغاية انتباه كاميرات الفضائيات التي انبرى مصوروها منذ الصباح الباكر لالتقاط جوانب متباينة من المشهد الذي ينطوي بطرافته على حمى الملصقات. لا شك ان صناعة الدعاية الانتخابية فتحت ابواب العمل واسعا امام عدد هائل من العاطلين، سواء في العاصمة بغداد ام باقي المحافظات الاخرى، لتصبح بذلك عمليات رفع الملصقات واللافتات وصور المرشحين بأشكالها المختلفة، مهنة جديدة للبعض، لكنها المهنة الاصغر عمرا بين المهن المتعددة، اذ عمرها لايتجاوز الشهر الواحد فقط، ومع ذلك استطاعت ان تمتص اعدادا غزيرة من العاطلين الشباب. لذا غصت الساحات والشوارع العامة بألوان متنوعة من اللافتات والفلكسات التي تتضمن شعارات المرشحين وجزء من برامجهم المطروحة، مشكـّلة بذلك منظرا جميلا ينمّ عن تنافس ساخن ينعم بقيم التسامح التي عرف بها المجتمع قبل ان تعتريه موجة عنف غريبة عنه وعن اهله. من هنا ضم المشهد صور وشعارات الاسلاميين متجاورة ومتداخلة مع العلمانيين، وصور المرشحة المحجبة الى جانب السافرة، مثلما كان المرشح العربي الى جانب الكردي او التركماني .. وهكذا يصطف الجميع من اجل تقديم خدماتهم للعراق الديمقراطي الجديد.وكذلك الشباب الذي وجدوا في ذلك مهنة لهم لم يعد يعنيهم هذا المرشح من هذه الجهة او تلك ، ما دام الجميع يشترك بهدف الدفاع عن العراق، فضلا عن انه يدفع اجور العمل لهؤلاء الشباب الذين سيشتركون في انتخاب من ينقذهم من براثن البطالة. يتفاءل الناس بنزول المطر، وهي عند بعضهم بشارة خير ورحمة. وما حدث ليلة امس الاول عدها المتفائلون بشرى بموسم انتخابي يشي بالنجاح الوافر، بخلاف ما يشيعه بعض المغرضين من هذه الفئة او تلك، من ان للانتخابات تداعيات خطيرة!!اذ الهدوء الذي ننعم به الان هو هدوء ثابت، ومستقر، ويعد ثمرة الجهود الجبارة التي يبذلها رجال القوات المسلحة النشامى في حفظ الامن, وهو ثمرة تكاتف شرائح المجتمع جميعا من اجل ادامة الامان والسلام الاجتماعي،.حتى بات الرهان الان على نتائج الانتخابات ، حيث يتطلع الناس الى مزيد من الاستقرار بغية البناء والاعمار، و"سعادة المجتمع ترفل عند وفرة العمل والاعمال".
كلام ابيض :أمطار بلون الحب
نشر في: 21 فبراير, 2010: 06:04 م