في منتصف الليل لا يسمعُني الموبايلغير الاخبار السيئة.. رحم الله جميلاً مات وحيداً في ردهة انعاش القلبِ.. هاجر عبد اللهِالى مدن نائيةليعيش بعيداً عن كارثة الحربِوهناك أضاع البوصلةمات غريقاً في عرض البحرو مازالت جثته ترقد في القعرِ.. العلويةُ بنت
في منتصف الليل
لا يسمعُني الموبايل
غير الاخبار السيئة
.. رحم الله جميلاً
مات وحيداً
في ردهة انعاش القلبِ
.. هاجر عبد اللهِ
الى مدن نائية
ليعيش بعيداً عن كارثة الحربِ
وهناك أضاع البوصلة
مات غريقاً في عرض البحر
و مازالت جثته ترقد في القعرِ
.. العلويةُ بنت العلوية
رشّت غالون النفط على قامتها
فأضاتها ....
وقضت في مشرحة المشفى
... وخليل الذبحاويُ
خطفته (( الجلطة )) في المنفى
... ياهٍ .. ما هذه النكبات المترادفةُ
والضربات القاصفةُ
من غير ذنوبٍ
توردنا الحتفا ؟ !
ياهٍ ما هذا الموبايل ما أبشعه
ياهٍ يا هذا الموبايل ما أروعه
كان جميلاً يتباهى بفتوته
يشرب أجود انواع السيكار
يسرف في الرقص على أنغام الفجرِ
مراتٍ تأخذه العزه بالأثمِ
فيحلّق مزهواً خارج الوان السربِ
مرات يبكي من فرط كآبته
ويبول على عقبيه ولا يدري
مراتٍ يثمل حدْ الغثيان
فتقذفه الخطوات الى بيت الاحزان
مرتبكا لا يفقه معنى الدرب
.. عبد الله كان يردد :
فقر الانسان في مواطنه غُربه
وغناهُ .. في غربته وطن
فرأى المستقبل في وطنٍ آخر
لكن رياح البحر خذلته
فتوفاه الربُّ بمشيئته
ــ العلوية بنت العلوية
حاصرها من حاصرها بشحيح القولِ
ضاقت دنياها وتناقص مخزون الصبر
فاختارت ميتتها برباطة جأشٍ
و مضت ..
و بهذا خُتم المحضر
.. أما الذبحاويُ
فلقد أنفق أيام صباه
في عبثٍ مفضوحٍ
وصداقات جاحدةٍ
وسويعات ماجنةٍ
وربيع أخضر
هذا ما أورثني الموبايل :
فيض هموم
وعذاباتٍ
وليالٍ قاتمة المنظر
8/ 6/ 2016