المتصفح لصفحات مواقع الانترنت وعلى الأخص (تويتر)، يتضح له في الحال ان المرشح المفضل هو باراك اوباما، في حين نجد عدداً قليلاً من الاشخاص يرشحون رومني للفوز. ومن الواضح تماماً، ان النقاش حامي الوطيس الذي نجده اليوم يدور في تلك المواقع، لا يحتاج الى التطور، فمن الأمور التي ندركها ببساطة هو: أوباما هو المتقدم في اوهايو. لقد حقق تقدماً واضحاً في ولاية اوهايو، التي كانت تشكل مرحلة مهمة من الانتخابات ونيل الاصوات، كما حقق اوباما، الفوز في ولايات اخرى وبنسبة تعتبر نصراً تأريخياً. فهل تدل الاستطلاعات على الحقيقة وهل يجوز اعتمادها اساساً موضوعياً في هذه الانتخابات! ولماذا لا يمكن الوثوق بها؟ ويناقش البعض هذا الامر، بقولهم ان جداول الانتخابات تكون ضد الجمهوريين ولكن هذا الادعاء ليس صحيحاً، اذ ان بعض الانتخابات الرئاسية في اميركا، سجلت انخفاضاً في سجل الناخبين الجمهوريين، ومع ذلك كانت النتيجة النهائية لصالحهم، والعكس بالعكس ايضاً بالنسبة للديمقراطيين، حيث كانت الجداول الانتخابية اظهرت تفوقهم عدداً، في حين النتيجة كانت فشلهم في الحصول على منصب الرئاسة. ومع ان السجلات الانتخابية، تشير الى تفوق اوباما، فان سجلات اخرى في ولايات محددة تشير الى خسارته، اضافة الى وجود عدد كبير من الاصوات التي لم تجدد مواقعها حتى الآن ومترددة في اختيار الافضل. وهناك فكرة ثالثة للنقاش هي ان الاصوات المترددة، قد تكون اخيراً ضد انتخاب اوباما ولكن هذا الأمر يبدو غير صحيح بالنسبة للانتخابات التي جرت أخيراً، ففي بعض الولايات حصل أوباما على 50% من معدل الاستبيانات، أو ما يقارب تلك النسبة، مع عدم عرفة ما سيكون موقفه في الانتخابات: هل يفوز أم يخسر؟ وهناك فكرة اخرى حول الموضوع وهي ان ميت رومني له زخم عال في الاستطلاعات: ان كان هو الفائز في الانتخابات ام لا! وتدور المناقشات حول رومني، وانه سيكون المفضل في سباق يوم الثلاثاء. ان مثل هذه المناقشات هي الأسوأ مما يدور حالياً بين الناس، انها متناقضة تماماً، والدليل على ذلك سهل، وواضح في الجدول الذي يبين معظم الولايات المتنافسة، وجداول الناخبين للتصويت، وهو يوضح، مدى تصاعد الأصوات، وهبوطها، بين اسبوع وآخر. وبينما كانت هذه الجداول، تظهر بوضوح تساوي فرص اوباما ورومني، فإنها وبوضوح أشد تعلن اليوم ميلا قويا الى اوباما. ففي تسع من الولايات الـ 11 التي تعتبر اساسية في الانتخابات، نجد ان الاصوات المرشحة لأوباما قد ازدادت في خلال الايام العشرة الاخيرة، وخاصة بعد النقاش الذي جرى في دينيفر. وفي الولايات المتأرجحة، فان الاصوات المؤيدة لأوباما تبدو قريبة جداً الى تلك التي حصل عليها قبل المناظرات، فقد حقق أوباما 2،3 كمعدل في أوهايو (في شهر حزيران الى المناظرات)، ولكن الارقام تغيرت بعد ذلك التاريخ وخاصة في الايام العشرة الاخيرة، أي ان أوباما بدأ يتقدم في تلك الولايات وان كان ذلك ببطء. ولكن ماذا عن الاستطلاعات العامة؟ وهل انها تميل نحو الديمقراطيين. ان التحليل البسيط لنتائج الاستطلاعات يقول ان أوباما هو الفائز، لقد احتل الموقع الاول في إيوا ومشيغان ومينيسوتا، نيومكسيكو، نيفادا، أوهايو، بنسلفينيا وويسكونسن، اضافة الى الولايات الاخرى التي تصوت عادة للديمقراطيين استطلاع يوم الخميس الماضي. إن النتائج المطبوعة لاستطلاع يوم الخميس لا تغير كثيراً من الموقف ازاء سباق الانتخابات. وهي لم تبيّن غير ميل طفيف الى اوباما او رومني. وهناك عدة شركات تقوم باجراء مثل هذه الاستطلاعات وبعضها لايمكن الوثوق بصحة أرقامها ومنها على سبيل المثال شركة (وينزيل ستراتيجيز). ولكننا ان تناولنا استطلاعات الجهات الاخرى، فسنجد ان معدل الارقام يشير الى فوز اوباما.
عن الغارديان