TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أصابع العروس للحبربشيّة

أصابع العروس للحبربشيّة

نشر في: 20 يونيو, 2017: 09:01 م

مجلس الخدمة الموحد  فشلت الكتل النيابية في تشكيله  نتيجة بروز خلاف على  رئيسه وبقية أعضائه ،  القوى السياسية  منذ دورتين تشريعيتين  لم تستطع حسم الخلاف ، لاسباب تتعلق بضمان حصتها في مناصب المؤسسات  الرسمية او الهيئات المستقلة .
النخب السياسية المشاركة في الحكومات السياسية ليست بحاجة الى مجلس الخدمة ،فسعداء الحظ من أقرباء المسؤولين والقادة السياسيين، ورؤساء الكتل النيابية، وأصحاب النفوذ الحكومي سواء عن طريق أحزابهم او مواقعهم في الدولة العراقية ، وفي بعض الأحيان تقديرا لخدماتهم الجهادية حصلوا على وظائف من نوع "سوبر ستار" وامتيازات لا تخطر في البال، ولم يتمتع بها حتى نبلاء العصور الوسطى ، وعلى وفق" مبدأ الأقرباء اولى بالوظائف "  العاطلون عن العمل من خريجي الجامعات وبعيدا عن نظرية التوازن   ينتظرون  منذ سنوات  تشكيل المجلس   ليكون الجميع على خط شروع واحد في الحصول على فرصة عمل باعتماد الكفاءة والشهادة والتخصص ، وغيرها من المعايير المعتمدة منذ تأسيس الدولة مطلع عشرينيات القرن الماضي.
 المحاصصة العائلية او الأسرية فرضت حضورها في المشهد العراقي ، ابن المسؤول الكبير مستشار ، وصهره المتحدث باسم مكتبه الإعلامي ، وابن اخت الوزير ملحق ثقافي في سفارة عراقية بدولة اوروبية ، ومع هؤلاء "حبربشية " بأعداد كبيرة من الموظفين ، يشغلون وظائفهم طبقا لدرجة القرابة ، وظاهرة المحاصصة الاسرية اصبحت تقليدا عراقيا بامتياز ، وعرفا سائدا ، تجاوز المناصب ليصل الى حق الحصول على تنفيذ مشاريع استثمارية او في اقل تقدير ضمان حصة مالية بالعملة الصعبة مقابل منح المستثمر عقد التنفيذ.
 في الماضي البعيد كان" ابو الربابة" القادم من اطراف العاصمة بغداد يجول في أزقتها وشوارعها ليقدم وصلة غنائية تتضمن "كصيد المديح" لصاحب الدار،  ثم ينهي نمرته الفنية في الهواء الطلق بأداء أغنية الراحلة ام كلثوم انت عمري ، وحين يتسلم "الدرهم " يتوجه الى باب منزل آخر ، تتبعه جوقة من "الزعاطيط"، لا يستغني عنهم ابو الربابة ، فهم مصدره في معرفة اسم صاحب الدار طويل العمر ، فيعيد استنساخ المديح بحثا عن درهم آخر، وفي نهاية الجولة يغادر المكان مانحا "اكبر زعطوط" عشرة فلوس لشراء الجكليت والحامض حلو او الكركري واصابع العروس  ويلزمه بتوزيعها بالتساوي بين افراد الجوقة ، واودعناكم ، وفي اليوم الثاني يحل "ابو النقارة " ومعه ضارب الطبل ومعهما جوقة كبيرة لإشاعة أجواء الفرح في الحي الشعبي، وعادة ما تكون الجولة في موعد اعلان نتائج الامتحانات احتفاء بالناجحين ، وينتهي المشهد بالحصول على المقسوم من بعض الاسر ،مع تمنيات بأن  يكون المحروس  موظفا حكوميا يمتلك مواصفات الانضمام الى فئة الافندية.
  نظرية تحقيق التوازن في الوظائف  الرسمية جعلت الأطراف المشاركة في الحكومة  تنظر الى  الوزارات  مكانا واسعا  لاستيعاب المزيد من أعضاء  وأتباع  حزب  صاحب المعالي الوزير. فيما  تقمصت المكاتب الإعلامية  دور عازف الربابة  لغرض الترويج  لقائمة الحبربشية  لضمان تصويتهم في الانتخابات المقبلة لمعالي الوزير صاحب الإنجاز  التاريخي في منح أصابع العروس  لقاعدته الشعبية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالحوارِ أم بـ"قواتِ النخبة".. كيف تمنعُ بغدادُ الفصائلَ من تنفيذِ المخططِ الإسرائيلي؟

تحديات بيئية في بغداد بسبب انتشار النفايات

العراق بحاجة لتحسين بيئته الاستثمارية لجلب شركات عالمية

الكشف عن تورط شبكة بتجارة الأعضاء البشرية

مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 %

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: برلمان كولومبيا يسخر منا

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: في محبة فيروز

هل يجب علينا استعمار الفضاء؟

العمودالثامن: في محبة فيروز

 علي حسين اسمحوا لي اليوم أن أترك هموم بلاد الرافدين التي تعيش مرحلة انتصار محمود المشهداني وعودته سالما غانما الى كرسي رئاسة البرلمان لكي يبدا تطبيق نظريته في " التفليش " ، وأخصص...
علي حسين

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

 لطفية الدليمي العلمُ منطقة اشتغال مليئة بالسحر؛ لكن أيُّ سحر هذا؟ هو سحرٌ متسربلٌ بكناية إستعارية أو مجازية. نقول مثلاً عن قطعة بديعة من الكتابة البليغة (إنّها السحر الحلال). هكذا هو الأمر مع...
لطفية الدليمي

قناطر: أثرُ الطبيعة في حياة وشعر الخَصيبيِّين*

طالب عبد العزيز أنا مخلوق يحبُّ المطر بكل ما فيه، وأعشق الطبيعة حدَّ الجنون، لذا كانت الآلهةُ قد ترفقت بي يوم التاسع عشر من تشرين الثاني، لتكون مناسبة كتابة الورقة هذه هي الاجمل. أكتب...
طالب عبد العزيز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

إياد العنبر لم تتفق الطبقة الحاكمة مع الجمهور إلا بوجود خلل في نظام الحكم السياسي بالعراق الذي تشكل بعد 2003. لكن هذا الاتفاق لا يصمد كثيرا أمام التفاصيل، فالجمهور ينتقد السياسيين والأحزاب والانتخابات والبرلمان...
اياد العنبر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram