٢-٢
في عهد عضد الدولة البويهي تنامى إزدهار المدينة ، وأنشئت فيها اول جامعة إسلامية عام ٣٦٩هجرية ،، وبذا تكون هذي الجامعة قد سبقت إنشاء المدرسة النظامية ببغداد ، الذي انشآها نظام الملك عام ٤٥٩هجرية .
لكربلاء ( قدسية ) خاصة في افئدة من حكموا العراق بعد سقوط الدولة العباسية ( الصفويون والبويهيون ) الذين جاهروا بالتشيع وتسابقوا للإهتمام برموزه ،، ففي العهد الجلائري تمت زخرفة المباني بالنقوش والبلاط المزجج وإستخدام القاشاني الملون ،، لتدخل كربلاء — والنجف في إثرها —مرحلة عمرانية متقدمة لم تضاهها مدينة من مدن العراق آنذاك .
الشاه إسماعيل الصفوي زار العراق وأمر بتذهيب حواشي الضريح ، واهدى إثنا عشر قنديلا من الذهب الخالص لتوضع على جوانب الضريح ، وتبارى من جاء بعده بتذهيب حفافي المنائر وهاماتها برقائق الذهب … وبغض النظر عمن بادر ومن ثنى . فالمرقد يعتبر اهم المعالم التراثية في المدينة .. ويرقى ما يرمي به الزوار — تبركا ونذورا — من نقود وحلي واحجار كريمة وطنافس ، حد ان يعتبر كنزا بحق .. ولكن بعض تلك الكنوز ، كثيرا ما تتعرض للنهب والسرقة . وغالبا ما كانت تسجل الواقعة ضد مجهول .
اهم ما يميز الروضة الحسينية سعتها وعظمة طرازها المعماري ،،يتوسطها الضريح المحفوف بصندوق من الفضة سقفه من خالص الذهب . يحيط بالحضرة فناء واسع يطل على الغرف والأواوين المزدانة بأروع التشكيلات الزخرفية المنفذة بالذهب والفضة والمرايا وثريات الكريستال ، تزينها الآيات القرانية الكريمة .
يعتبر الضريح مزارا للمسلمين من كل بقاع الأرض ، سيما افغانستان وباكستان وإيران ، بعضهم يقيم شهورا عديدة . ربما تزوج بعضهم وانجب ، — وقد عرفت المدينة الزواج المدني ، مبكرا — حيث تنحل علاقة الزواج بالإفتراق بعد إعتزام السفر ……
تلج فناء الحضرة . مأخوذا . فتداهمك اضواء المصابيح والشموع الموقدة .تعكسها مئات - آلاف - المرايا الصغيرة . لتصير هامة القبة قاعها ، تلتمع على اديمها ملايين الشموس …
تدخل متهيبا ، فتفاجئك الجمهرة من الزوار ،، نساء ورجال وآطفال ، تروعك نسبة النساء المتشحات بالحزن . اللائذات بالبكاء والدعاء .
تسمع دقات ساعة بعيدة . ويتناهي لسمعك صوت مؤذن ،،، الشمس في الخارج تؤذن للمغيب ، فيما تتوهج بين القباب والمنائر شمس من نوع فريد ،، شمس افلت منذ مئات السنين ، وما زالت جذوتها متقدة . تحكي حزنا دفينا عمره ألف عام ونيف ،، وما زال طفلا ،،كلما شب او
شاخ اعادوه لمهده رضيعا ،، يندب الماضي بعض ساعة ،، وينوح ملتاعا من وجع اللحظة الراهنة كل يوم ، كل يوم !!.