-2-عاتكة الخزرجي: زوبعة دياتزيما مواد مختلفة 220 في 65 في 65 سنتمتراًمن حيث المبنى الشكلي والمواد المستخدمة في هذا العمل النحتي الكبير، لايسعني القول بأن الفنانة تقمصت بشخصية الفنان صالح القرة غولي، بل تماهت مع جوهر تفكره على الرغم من الطابع التجريدي
-2-
عاتكة الخزرجي: زوبعة دياتزيما مواد مختلفة 220 في 65 في 65 سنتمتراً
من حيث المبنى الشكلي والمواد المستخدمة في هذا العمل النحتي الكبير، لايسعني القول بأن الفنانة تقمصت بشخصية الفنان صالح القرة غولي، بل تماهت مع جوهر تفكره على الرغم من الطابع التجريدي، انها ابتكرت زوبعة وأسست عليها موقفاً وانجزت من وحيها عملاً رشيقاً مفعماً بالحرية والحركة والجرأة، يبدو لي هذا المنحوت المنفذ بمواد الألياف النباتية والمصنوع بمنتهى الاناقة والتهذيب، انه عمل جديد لأنه متخط للمواد التقليدية وغير مسبوق ويتصف بالفكرة الانتباهية الجريئة.
عادل رشيد: آخر ثور في العراق، خشب، 165 في 118 في 44 سنتمتراً
ثور متشكّل من ثلاث عوارض خشبية وملون بصباغ متباين، يبدو من الوهلة الاولى بأن مثل هذه التأليفات الصورية والشكلية هي انماط من الاشتغال الفني المعتاد في الفنون النحتية العراقية، منذ تجارب جواد سليم وخالد الرحال وحميد العطار وطالب مكي وآخرين، ولكن عادل رشيد، من حيث هو يعلم أو لا يعلم، انه ولج في اخطر اتجاه فني يعتمد على تجميع اللقى والأفكار والمواد الملموسة لإعادة تخليق موضوع نحتي مستل من منحوتات الماضي الرافديني السحيق ومتساير مع فنون المعاصرة، لقد طرق الفنان ابواباً كانت مفتوحة ولكنها انغلقت الآن.
عامر خليل: وجه، خشب، 185 في 30 في 30 سنتمتراً
منذ عقدين عوّدنا الفنان عامر خليل على عرض وجوهه الخشبية المستطيلة، وجوه واجمة وصامتة، ولكنها تخفي بوحاً ونطقاً بما هو مختلف، واعتقد بأن سلسلة الوجوه ما هي إلا ملامح حقيقية لأناس يعرفهم الفنان حق المعرفة، ولكنهم غادروا عبر المكان والزمان، فاما ماتوا أو هاجروا، وبذا فإن الفنان يتصور بأن مسؤوليته تتأكد من خلال استظهار ملامحهم، ولكن الصور المتبقية في خزانات تذكره تأتي اليه من موشورالذاكرة البعيدة، مشوشة، وعلى هذا الاساس فإنه يعمل على اعادة ترتيبها مجدداً، بطريقته التصورية هذه، فتجيء مستطلية اكثر مما ينبغي لا تملك سوى فم مستدق وانف طويل وعيون محفورة مثل عيون الجماجم، هكذا اعتادت بصرتنا تلقي اعمال الفنان عامر خليل.
عبد الحميد سعيد: تراجيديا، فايبر كلاس، 254 في 105 في 91 سنتمتراً
شكل مثلث، حاد كأنه نصل سيف، ومحفور عليه تكوينات بشرية بحركات متنوعة، وهو يشبه الفنون المعمارية من حيث الشكل وموحياته التعبيرية، بدلالة، عمليات التجسيد على وفق قاعدة المنظور البصري البعيد والقريب، وكلما كانت المفردة قريبة كلما اتضحت وتجسدت اكثر وكبر حجمها، اعتقد انه يجسد هستيريا العذاب العراقي، ويختصر تاريخ المحن بإنشاءات نحتية مثيرة بصرياً، لقد عرفنا الفنان بمواصلته الدائبة وممكناته الادائية البارعة، لاسيما في مجالات النحت الواقعي، انه فنان واستاذ كبير ويستحق التقدير.
علوان العلوان: حلم ما، 200 في 46 في 38 سنتمتراً
حاول الفنان اقتفاء اثر النحات صالح القرة غولي، من خلال توظيف حبال الخيش وربما الهيئة العامة لهذه القطعة النحتية مستوحية اصلاً من احد اعمال الفنان صالح، ولكنه اشبع العمل بمدد من روحه وعاطفته بدلالة تضمين العمل مفردات صورية لاتخرج عن قوس مفاهيمه مثل القلبين الملتصقين، حاول الفنان الابقاء على ذاتيته ليس من خلال الوحدات الصورية التي جسدها ولكن من خلال الرقة والنعومة في التعامل مع المواد الخام وسبل تحريرها وانجازها بعيداً عن ضغوط المناسبة المعدّ لها سلفاً، يبقى الفنان علوان، يقدم خلاصاته بصدق وفن وحرية.
علي الربيعي: جدار، بي في سي، 80 في 118 في 44 سنتمتراً
جدار ليس متصدعاً، الا انه منحوت بفوضى، وعبث، ويعطي الانطباع بشعور الفنان بالعدم واللاجدوى من الاشياء، انه يصنع الحطام ويجسد العذاب في اقصى حالاته، وفي هذا العمل النحتي جسد الفنان تجريداً نحتياً مطلقاً، وان آلية النحت عنده تشبه الرسم، حيث توظيف الخطوط والتراكيب وصوغ الشكل المعبر عن محنة الوجود، بصراحة، ان الفنان يعرف مايريد ويشتغل في منطقة مخاوفه من مصير الجدران التي ستدفن الاحلام وعلى الرغم من ذلك، فإنه فنان مغامر يسترشد بخبرات كبيرة في مجال النحت.
فاضل وتوت: وجع عراقي، 285 في 210 في 98 سنتمتراً
كما حمل المسيح في المنفى صليبه، فإن العراقي في البلاد يحمل وجعه، لقد طرق الفنان موضوعاً مستلاً مما نراه يومياً (رجل ينوء بحمل كتلة خرسانية ضخمة) مؤكداً بأن قيم الموضوع تفصح عما يقصده الفنان، وهذا الموضوع ينتمي لفنون الواقعية السحرية، تلك الواقعية المنتبهة التي ترينا حقائق وجودنا المؤثرة ولكننا لم نستطع رؤيتها الا حقيقة معاشة لا حقيقة فنية، يبدو أن وعي الفنان الثقافي سمحت له بإحالة الافكار الى صيغ من الفن المؤثر، والفاعل، وإن مثل هذا الانشاء النحتي يحمل في جوهره خطاباً حضارياً مكفولاً برؤية انتقادية للحقبة التاريخية الخاسرة في العراق.
ليزا الخير الله: عشق بنفسجي، مواد مختلفة، 191 في 45 في 45 سنتمتراً
ثوب امرأة باللونين الازرق والاحمر مؤطر بأسلاك معدنية، فعلاً اذا تمازج اللونان الاحمر والازرق فالنتيجة تكون لوناً بنفسجياً، لكن اين مكامن العشق؟ وهل أن هذا الثوب يخفي جسداً انثوياً؟
يبدو لي بأن الفنانة تلجأ الى الرمز لتأكيد رؤيتها وموقفها، ولو امعنا النظر في بنية الشكل، فإن موحياته التعبيرية ومرجعيته تنتسب لمنحوتات عشتار في الفنون السومرية، وبما أن عشتار آله الحب عند البابليين، فثمة صلة ترابطية تؤيد عنوان العمل، إن المواد الخام المستخدمة وسبل تحريكها والكيفية التي كفلت انتاج هذا العمل النحتي توحي بالمهارات وبخصوصية الاشتغال الفني المؤكدة على الاصالة.
نجم القيسي: فسحة أمل، مواد مختلفة، 240 في 100 في 225 سنتمتراً
رجل مكسر الاضلاع ومجبس، يركب دراجة هوائية مفككة ومكسرة ايضاً، لقد عودنا الفنان نجم القيسي على اعماله الفنية الغرائبية، فالفنان يشتغل في منطقة الاثارة البصرية وتوليف مشاهد لايمكن تصديقها ولا احتمالها الا لكونها تتضمن رموزاً عن الحياة العراقية المعوقة أو المشلولة، بالوقت نفسه يعمل على صناعة الاشكال وفق رؤية تصميمية خاصة، والى جانب هذا فإنه يضخ اعلى قدر من الطاقة الفنية المشغولة على كل ملامح الموضوع الذي يلجأ اليه مع احتفاظه بالنسب الذهبية في المفردات التي يجسدها في العمل الفني.
هيثم حسن: جالدتها، مواد مختلفة 213 في 47 في 40 سنتمتراً
بين فني التخطيط والنحت صلة تعايش وانسجام، وبين المواد الفنية المتنوعة فهم مسبق واجادة في التوظيف الفني الذي يخدم اغراض الموضوع ويؤكد حرية الفنان ودقة تعبيره، دائماً يضعنا الفنان امام اسئلة فنون الحداثة ومابعدها، بدلالة مقدرته على زحزحة المعادلة البصرية وطرائقه على اخراج الاعمال بالصيغة النهائية، ينقسم هذا العمل لنصفين، النصف الاول تمثال ملون لامرأة عارية تشبه فينوس، وترفرف فوق رأسها مجموعة من الطيور وهذا النصف محاط بزجاج أو الواح بلاستيكية شفافة، بينما يكون النصف الثاني بمادة بيضاء صلدة وغير شفافة مرسوم على جوانبها بالفحم سيقان تتحرك، إن الفنان اشتغل على تجميع خبراته الفنية وصبها بين اجزاء هذا العمل، انه يبتغي تجسيد الفن قبل كل شيء، وما تبقى فهو من حق المتلقي في وضع أي تفسير أو تأويل له.
وليد البدري: الاهوار، حديد 147 في 114 في 29 سنتمتراً
امرأة مختصرة تقف على زورق مختصر، يبدو شكل المرأة (بدلالة ارتدائها للعبائة) متأثراً بأشكال الفنان صالح القرة غولي، من حيث الاستطالة ووضع الاختصارات على بنى الشكل والابقاء على بعض الملامح السيادية المؤكدة على القصد المطلوب، مثل ملامح الوجه وطابع الحركة، لقد قدم الفنان انموذجه النحتي هذا، على نحو مغاير لما هو سائد في التجارب النحتية العراقية، بينما تكون قيم الموضوع مستلة من الحياة وهذا ما يطلق عليه الفن المؤكد للاصالة.