TOP

جريدة المدى > تحقيقات > شحّة أماكن الترفيه وغلاء أجور مدينة الألعاب تفسدان فرحة عوائل الناصرية بالأعياد!

شحّة أماكن الترفيه وغلاء أجور مدينة الألعاب تفسدان فرحة عوائل الناصرية بالأعياد!

نشر في: 1 يوليو, 2017: 12:01 ص

ما بين رغبة افراد اسرته بالتنزه وقلة أماكن الترفيه بمدينته الناصرية يبقى أبو محمد حائراً في أمره في كل عيد ومناسبة، فهذه المدينة التي تعد مركزاً لمحافظة ذي قار لا تتوفر فيها سوى مدينة العاب يتيمة بألعاب غالية الثمن، ومتنزهان أحدهما يضيق بزوّاره اثناء

ما بين رغبة افراد اسرته بالتنزه وقلة أماكن الترفيه بمدينته الناصرية يبقى أبو محمد حائراً في أمره في كل عيد ومناسبة، فهذه المدينة التي تعد مركزاً لمحافظة ذي قار لا تتوفر فيها سوى مدينة العاب يتيمة بألعاب غالية الثمن، ومتنزهان أحدهما يضيق بزوّاره اثناء الأعياد والآخر انشئ حديثاً في منطقة لا تصلح لإنشاء متنزه حتى وإن كان بدائياً.

مساحات خضراء جديدة
محافظ ذي قار يحيى محمد باقر الناصري، ذكر في وقت سابق، أن ادارة المحافظة اعدت تصاميم خاصة لموقعي فرع حزب البعث القديم ومقر الفدائيين السابق لغرض تحويلهما الى حدائق عامة وأماكن ترفيه، مشيراً الى أن مربع مدينة الناصرية اصبح مكتظاً بالبنايات والكتل الخرسانية ويفتقر الى المساحات الخضراء.
وأوضح الناصري أن مربع مدينة الناصرية لازال يفتقر الى اماكن  ترفيهية وحدائق عامة تحتضن الاطفال والعوائل، ولهذا قررنا تحويل موقعي الفرع القديم ومقر الفدائيين السابق الى حدائق عامة وأماكن ترفيه، وقد اعدت مديرية بلدية الناصرية التصاميم الخاصة بذلك. مضيفاً: أن مركز مدينة الناصرية اصبح عبارة عن كتل من الابنية والاحجار الخرسانية وهو يفتقر لأي متنفس طبيعي، وعليه قررنا ايقاف انشاء الابنية الحكومية داخل مربع مدينة الناصرية وتحويل الساحات المتاحة الى مساحات خضراء. لافتاً الى أن تصاميم الحدائق واماكن الترفيه ستكون ذات طابع حضاري يراعي المتطلبات الترفيهية والبيئية. كما سبق وأن كشف الناصري عن موافقة اللجنة المركزية لتخصيص العقارات على اعادة تخصيص موقعي الفرع القديم ومقر الفدائيين السابق والغاء تخصيصها الى وزارة الصحة. وإن ذلك من شأنه أن يفتح آفاقاً افضل لتحسين الواقع البيئي والاقتصادي للمدينة.

متنزهان ومدينة ألعاب يتيمة
يقول حسن محمد رب أسرة تتكون من سبعة افراد لـ(المدى) مدينة الناصرية ومعظم الأقضية والنواحي في محافظة ذي قار التي تضم أكثر من مليوني نسمة مازالت تفتقر لأماكن الترفيه المناسبة، موضحاً: أن الناصرية تعد افضل حالاً من بقية الوحدات الادارية التابعة للمحافظة التي لا تتوفر فيها سوى مدينة ألعاب وحيدة تفرض اسعاراً لا تتناسب مع الأوضاع الاقتصادية لمعظم سكان المحافظة التي تعاني من ارتفاع معدلات الفقر والبطالة.
وأضاف محمد: أن المتنزهات هي الاخرى لا زالت تعاني من نقص الالعاب وتفتقر للتأهيل، فالناصرية تضم متنزهين احدهما في صوب الشامية يزدحم ويكاد يختنق بالزوّار اثناء الاعياد. متابعاً: والآخر في صوب الجزيرة لا ترتاده العوائل بصورة واسعة كونه يقع في منطقة محاصرة بكراج للنقل العام وطريق عام للمرور السريع، وهكذا بيئة لا توفر الهدوء والراحة لمرتادي المتنزه.
وأشار المواطن: الى أن  الكثير من العوائل باتت تعاني في الأعياد من محدودية اماكن الترفيه في المدينة وغالباً ما تلجأ الى ما تبقى من بساتين تحيط بحزام المدينة. منوهاً الى أن  البساتين التي كانت تشكل حزاماً أخضر للمدينة وملاذاً لبعض العوائل باتت هي الأخرى معرضة للتجريف وقد تحوّل الكثير منها إلى دور سكنية.

كورنيش متهالك
الإعلامي رعد سالم وداي ذكر لـ(المدى) أن حجم الخدمات الترفيهية في المحافظة لا تتناسب تماماً مع التعداد السكاني لها، فالمحافظة تمتلك حتى الآن متنزهات أو اماكن ترفيهية لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة، وهي تفتقر للكثير من الخدمات الضرورية. لافتاً: الى أن مدينة الناصرية فيها كورنيش واحد متواضع على نهر الفرات بات يعاني من الاندثار بسبب قلة الاهتمام وانعدام الصيانة والادامة والتطوير له. مبيناً أن، الاهالي والعوائل في مدينة الناصرية باتت لا تجد ملاذاً حقيقياً للترفيه في ظل ارتفاع درجات الحرارة والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وأضاف واي: كما أن مدينة العاب الناصرية الاستثمارية لازالت تعاني الكثير من قلة الاهتمام والتطوير ناهيك عن الأسعار العالية في اجور الالعاب والدخول لها، وهي اليوم تعاني من كل شي وتفتقر الى مساحات خضراء حقيقية أو تطوير في العابها. داعياً:  الجهات المعنية بالأمر الى الاهتمام بالواقع الترفيهي، وأن يستفيدوا من خبرات الدول المجاورة في هذا المجال كون المتنزهات والحدائق العامة والكورنيشات أماكن مهمة للتخفيف من ضغط الحياة وأعباء العمل".

استقرار أمني وتطلعات أسرية
ومن جانبه قال رئيس جمعية حماية وتطوير الأسرة العراقية حقي كريم هادي لـ(المدى) إن  الاستقرار الامني النسبي الذي تتمتع به محافظة ذي قار، حفّز العديد من العوائل في مدينة الناصرية الى التوجه الى الحدائق والمتنزهات العامة. متابعاً: لاسيما متنزه الناصرية في صوب الشامية، ليتسنى لأطفالهم الاستمتاع بالألعاب البسيطة المتوفرة وذلك عوضاً عن الذهاب للحدائق والاماكن العامة التي تفتقر الى الخدمات والاهتمام من قبل الجهات المعنية. مشيراً الى أن مدينة الناصرية التي تشهد تنامياً في عدد السكان باتت بحاجة ملحّة الى توسيع المساحات الخضراء وتأهيل الحدائق العامة وتجهيزها بالألعاب ووسائل الترفيه.
ونوّه هادي: الى أن مظاهر التجاوز على المساحات الخضراء في الأحياء والمناطق السكنية وتحويلها إلى مساكن وإنشاءات أو تأجيرها كمشاتل خاصة باتت تحرم المواطنين من الانتفاع منها أو الدخول لها لأغراض الترفيه، مؤكداً: افتقار معظم الحدائق العامة في الاحياء الشعبية الى الاهتمام المطلوب وإن بعضها تحوّل الى مكب للنفايات أو مستنقعات لتجمع المياه الآسنة.

كورنيش ثقافي
ومن جهته تحدث الناشط المدني سلمان هاشم لـ(المدى) عن تجربة تجمع لقاء المحبة في توظيف ركن من كورنيش الناصرية لإقامة نشاطات ثقافية وفنية اسبوعية قائلاً إن، تجمع لقاء المحبة كان فكرة بسيطة وعفوية لمجموعة من ابناء مدينة الناصرية  اتفقوا على اختيار مكان ليكون متنفساً لهم للتعبير الحر عن بعض الافكار الادبية والثقافية لديهم وقد وقع الاختيار على كورنيش نهر الفرات بكونه مكاناً بعيداً عن الزحام والضوضاء والجو الخانق، لافتاً: الى أن  تجمع لقاء المحبة هو تجمع عفوي يبتعد عن اجواء السياسة ويهدف لإشاعة روح المحبة بين الناس من دون النظر الى الانتماء, السياسي أو الديني أو المذهبي.
وأشار هاشم: الى اقامة العديد من الفعاليات والنشاطات الثقافية والاجتماعية المتنوعة اسبوعياً على كورنيش الناصرية من بينها نشاطات للاحتفاء بالمبدعين من شعراء وفنانين ومسرحيين واحتفاءً بالديانة المندائية والتعريف بطقوس الصابئة المندائيين وعاداتهم واعيادهم فضلاً عن اقامة معارض فنية متنوعة. لافتاً: الى أن  كورنيش الناصرية لا زال يفتقر الى الكثير من الخدمات الضرورية ويعاني من انقطاع التيار الكهربائي وانعدام الانارة في بعض الأماكن، مشدداً: أن فعالياتهم الثقافية غالباً ما يقيمونها علي ضوء بطارية صغيرة حيث الشعراء يقرأون قصائدهم وسط الظلام بسبب الانقطاع المتكرر للكهرباء.
وأضاف عضو تجمع المحبة الثقافي: أن الكورنيش في وضعه الحالي بائس ويفتقر لكل شيء ويحتاج إلى تأهيل وترميم لجميع مرافقه ومنشآته، داعياً: الى تأهيل الكورنيش واستحداث امكنة ترفيهية للعوائل مؤكداً: من العيب أن لا يكون هناك مكان للعوائل في الكورنيش مع وجود أمكنة فارغة ومهملة لا يحتاج تأهيلها الى كلفة مالية عالية سوى زرع ثيل أخضر وتوفير بعض المسطبات اللائقة. مشدداً: على أن يكون كورنيش الناصرية معلماً ثقافياً لمحافظة ذي قار من خلال تحفيز الفنانين والرسامين والنحاتين على توظيف اعمالهم الفنية لتزيين المكان ليتحول الى متحف فني في فضاء مفتوح.

خدمات بلدية بإمكانات ذاتية
حول ملف المتنزهات والحدائق في مدينة العاب الناصرية قال مدير بلدية الناصرية المهندس عبد الناصر غالب عطشان لـ(المدى) إن بلدية الناصرية تمتلك متنزهات عدد 2 أحدهما في صوب الشامية بمساحة 18 دونماً والآخر في صوب الجزيرة بمساحة  32 دونماً وقد قامت المديرية بتأهيلهما وتطويرهما العام الماضي من مواردها الذاتية. مؤكداً تواصل عملية الصيانة وزيادة المساحات الخضراء في المتنزهين.
واضاف عطشان: كما قامت مديرية البلدية مؤخراً بتطوير كورنيش الناصرية بإمكاناتها الذاتية بإضافة 2100 متر بعرض يتراوح ما بين 25 الى  60 متراً الى الكورنيش القديم. لافتاً الى أن "عملية التطوير شملت توسيع الكورنيش وتأثيثه بالألعاب والمساطب وتوسيع المساحات الخضراء وتزويده بمنظومتي ماء وكهرباء وقد تم افتتاحه مؤخراً امام المواطنين.
واردف مدير بلدية الناصرية: كما قامت مديرية بلدية الناصرية بتأهيل وصيانة الشريط الاخضر الواقع في الطريق السريع بين حي الصالحية وحي الشهداء بطول 3 كم وكذلك مواصلة العمل على تأهيل وتجهيز 300 حديقة عامة في الاحياء السكنية في مركز مدينة الناصرية بالألعاب وهي مفتوحة طيلة ايام السنة.

الاستثمار وتجريف البساتين
وفيما يخص مدينة العاب الناصرية وارتفاع الاسعار فيها قال مدير البلدية، إن مدينة الالعاب مؤجرة لأحد المستثمرين وفق نظام المساطحة وهو المعني بتحديد اسعار الالعاب. مشيراً: الى أن مديرية بلدية الناصرية تلقت اكثر من طلب من المستثمرين لإنشاء مدينة العاب اخرى، وهي جادة بمنح الموافقات للمستثمرين في هذا المجال من اجل خلق روح التنافس بين المستثمرين، وهو ما سيؤدي الى تخفيض اسعار استخدام الالعاب على المواطنين. منوهاً الى أن مديرية البلدية جهّزت الكثير من الحدائق والمتنزهات والكورنيش بألعاب بسيطة للترفيه بصورة مجانية .
ونفى مدير بلدية الناصرية ما يشاع حول وجود حالات تجاوز على المساحات الخضراء التابعة لبلدية الناصرية من قبل المسؤولين المحليين. مشيراً:  الى وجود حالات تجاوز على البساتين أو المناطق الخضراء التابعة لوزارتي الزراعة والمالية، وإن المسؤولية تقع على الدائرة صاحبة الأرض وليست مديرية بلدية الناصرية.
وعن تحويل بعض المناطق الخضراء في الأحياء السكنية الى مشاتل مغلقة، قال مدير بلدية الناصرية، إن التصاميم الأساسية لمدينة الناصرية تتضمن مساحات لإنشاء مشاتل لرفد الحدائق العامة والمواطنين بالشتلات والاشجار سواء ذلك بإنشاء مشاتل خاصة بالدائرة أو من خلال تأجيرها للقطاع الخاص وفق نظام المساطحة. مؤكداً حرص الدائرة على تشجيع القطاع الخاص على انشاء مشاتل لتطوير وادامة المناطق والمساحات الخضراء.

المحافظة تعلن التأهيل والمواطن يشكو
محافظة ذي قار اعلنت عن تهيئة المتنزهات والأماكن الترفيهية في المحافظة استعداداً لعيد الفطر، فيما ألغى ديوان المحافظة مراسيم الاحتفال بالعيد. وبحسب بيان صحافي إن إدارة المحافظة تبنّت خطة متكاملة لتأمين المتطلبات الخدمية خلال أيام عيد الفطر المبارك وقد صدرت التوجيهات إلى جميع الدوائر البلدية والخدمية الأخرى لتأمين الأجواء المناسبة للمواطنين وتمكينهم من قضاء عطلة عيد الفطر وسط أجواء مناسبة تليق بفرحة العيد.
وأوضح البيان: أن دوائر البلديات والكهرباء تعمل منذ عدّة أيام على تهيئة الحدائق والمتنزهات والأماكن الترفيهية وانارة الشوارع الرئيسة والأماكن العامة التي يرتادها المواطنون خلال فترة العيد وذلك لإضفاء الطمأنينة واشاعة البهجة والأمان في نفوس ابناء المحافظة.
حول ذلك يقول المواطن فهد مهدي: في كل عام نسمع أن هناك خطط تأهيل وتطوير للمرافق الترفيهية والمتنزهات استعداداً لأيام العيد، لكن للأسف يتبين أنها تصريحات فقط. مشيراً: الى التردي التام في هذا الجانب المهم. منوهاً: الى غياب الاماكن الترفيهية التي تليق بالعوائل الذيقارية التي تضطر الى البقاء في البيوت أو الاستعانة بالزيارات العائلية.
فيما ذكرت المواطنة ابتهال كريم: أن محنة العيد والمتنزهات في المحافظة باتت ازلية في ظل التردي الحاصل في شتى المجالات. مشيرة: الى غياب أيّ معلم من معالم العيد العامة والاكتفاء بالمعالم الشخصية مثل الزيارات العائلية وعمل الكليجة وغير ذلك. مشددة: على ضرورة ايلاء هذه الجانب الاهتمام اللازم وتخصيص الأموال الكافية لإنشاء الحدائق العامة والمتنزهات كي تكون متنفساً للأهالي ...

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram