مع قرب انطلاق أية بطولة تخص الفئات العمرية الكروية، وما أن يظهر شكل ونوع المنتخب لهذه الفئات يبدأ الحديث بالتفنيد والتحليل عن حالة ملازمة أزلية لها تاريخ موغل بالقدم في التلاعب بأعمار اللاعبين والاطاحة بجيل جديد يرنو ببصره الى عالم المستديرة والتألق فيها كأحد الحقوق الطبيعية له في الإعراب عن مواهبه، ولم تفلح مئات الحملات الكمية والنوعية لأجل ايقاف هذه الظاهرة النشاز التي باتت ثقافة ملازمة لعمل الاتحادات والأندية كمنهج وسلوك – كما يبدو للأسف - ومعها يتفنن المتلاعبون في تمشية أمورهم وكسب نقاط غير مستحقة أبداً!
إن تطرّقنا في الحديث عن الكرة بهذه الاشارة التي نسجلها لا يعني كرة القدم واتحادنا الكروي دون سواه ، بل يشمل جميع الاتحادات الرياضية وتصل الى الذروة في الالعاب الفردية التي يكفي أن تحضر إحدى بطولاتها المحلية لتسجل وتطّلع على عشرات الأدلة العقلية والنقلية التي تخص التلاعب بأعمار اللاعبين ممن لا حول لهم ولا قوة في الاعتراض مع تمسكهم بخيط الأمل الضعيف لكسب النجومية وياليتها كانت تخص تزوير الاعمار فقط ، بل تتعدى الى الاسماء والأوراق الرسمية، فيشارك احدهم بمستمسكات اخيه الذي يصغره بخمسة أو ستة أعوام .
إن مناسبة الحديث تتعلق بما يثار عن لاعبي منتخبنا الاولمبي والمدرب عبد الغني شهد الذي اختار قائمته من الدوري بلاعبين تحوم حولهم الشكوك لأنهم معرفون بالكامل لدى القنوات الإعلامية والجمهور أيضاً، ناهيك عن مواقع التواصل الاجتماعي التي تفننت بإبراز كل صغيرة وكبيرة عنهم، وهذا هو أحد الاخطاء التي لا تقل خطورة عن التزوير ونقصد بها التشهير بمبالغة حتى لتوحي لنا الاشارات انها صادرة للتشفي والتسقيط وليس لإصلاح المسار مع أن المهنية حاضرة ومتواجدة ايضاً لدى البعض في اشارات اخرى، والمحصلة اننا لو اردنا انهاء هذا الملف الشائك فإن مكتبات اللجنة الاولمبية والاتحادات تزدحم بعشرات الدراسات الاكاديمية ومقررات وتوصيات لمؤتمرات سابقة عقدت بمناسبات عدّة تخص التلاعب بأعمار اللاعبين وتضع أدق التفاصيل لتلافي هذه الحالة بمهنية واجتثاثها تماماً من الوجود حتى لا يتوجب أبداً إعادة المطالبة بعقد مؤتمرات جديدة لا فائدة تذكر منها وليست بذي جدوى افضل من سابقاتها، واعتقد أن الجميع يتذكر تلك المؤتمرات الاكاديمية التي عقدت من عام 2010 الى عام 2013 في وزارة الشباب والرياضة وما شخّصته من علل كبيرة ونتائج وخيمة على الرياضة العراقية.
إشارة أخيرة لابد لنا من تناولها لغرابتها في الطرح وعدم موضوعيتها وصدرت من شخصيات رياضية لم يكن من سبب مقنع لإصدار مثلها وتتعلق بتبرير حالات التزوير الكثيرة في المنتخبات الوطنية للفئات العمرية وتدّعي بأن اغلب دول العالم تلجأ الى التلاعب بالأعمار وليس العراق فقط في شرعنة غير مقبولة ولها مردودها السلبي، فهل أن الخطأ يبرر بخطأ مثله، فإذا كان هناك من يكذب فهل يجوز أن نواجهه بالكذب ايضاً، هل يعقل مثل هذا المنطق الشاذ ؟ أليس الأجدر أن تثير انتباهنا عند المقارنة أن منتخباتنا الوطنية التي تبدع غالباً بنتائج الفئات العمرية تذوق الأمرين في نتائج المتقدمين، ثم الى اين سيوصلنا هذا الدرب بحباله القصيرة سوى الى ناصية الابعاد والعقوبات كما حصل في مناسبات سابقة كثيرة .
نريد أن تنجلي غبرة الاتهامات بإجراءات تلجم الافواه وتعتمد القياسات الصحيحة في التعامل مع الفئات العمرية حتى نضمن لرياضيينا الصغار مستقبلهم ولمنتخباتنا الوطنية العمل الصحيح دون سرقة تذكر.
أزمة التزوير
[post-views]
نشر في: 30 يونيو, 2017: 09:01 م