TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > إن نفعت الذكرى....

إن نفعت الذكرى....

نشر في: 30 يونيو, 2017: 09:01 م

"نحن جلبنا النصر ...لم يخرج أحد من أبنائكم للدفاع عن محافظاتكم ...تحالفتم مع الاعداء وكنتم حواضنا لها بينما تركنا كل شيء خلفنا لحمايتكم من داعش ولولانا لدخلت داعش الى بغداد "...هكذا ابتدأ الشاب حديثه مع زميل له في دائرته فما كان من الآخر إلا ان قال له :" نحن نقدر لكم خروجكم للدفاع عن محافظاتنا لكن اغلبنا غُلب على أمره ...وجدنا انفسنا بغتة تحت رحمة داعش وخرجنا من ديارنا لانلوي على شيء وفقدنا كل شيء ..أرواح واملاك وكرامة ، ولم يكن لدينا ماندافع به عن محافظاتنا بعد ان جردتنا الحكومة من الاسلحة والعتاد وكان همنا الأول وقتها هو حماية عوائلنا ونسائنا من الموت والاهانة ..لن نقع ثانية في الفخ يااخي ولن نصدق سياسيا اوشيخ عشيرة أو رجل دين يلقي بنا الى التهلكة بتحالفه مع قوى الشيطان ..."...
تدور مثل هذه النقاشات واخرى اكثر منها تشابكا وتعقيداهذه الايام في كل مكان بين المواطنين العاديين الذين لن يهمهم في النهاية سوى الخلاص من داعش وتحقيق الأمان والاستقرار للبلد ، لكن المرحلة الاخطر التي تنتظرنا هي مرحلة مابعد الانتصار على داعش ، والتي تتزامن مع التحضيرات المحمومة للانتخابات ما يستدعي محاولة التشبث بورقة الانتصار تلك كوسيلة لجذب أكبر عدد من الاصوات الانتخابية ..في المرحلة المقبلة سنشهد محاولات لسرقة النصر او نسبه لجهات خارجية وستبدأ المزايدات على من جلب النصر من الفصائل القتالية او الكتل السياسية وقد يحاول كل هؤلاء اهداء النصر لقوات التحالف على اعتبار انها مدت يد العون للعراقيين في حربهم ضد داعش !!
للمواطنين العاديين الذين يناقشون الأحقية في النصر وللكتل السياسية التي يهمها الفوز في الانتخابات اكثر مما يهمها سلامة الموصل واهلها وتاريخها نقول ان النصر ليس بضاعة للبيع وان من جلب النصر الحقيقي هم الذين استرخصوا دمهم من أجل استرداد قطعة مستلبة من بلدهم وضحوا بارواحهم لإعادة البسمة الى طفل موصلي والكرامة لامرأة موصلية ...وللفصائل والقوات المسلحة التي شاركت في تحرير الموصل نقول ان ماقدموه من بطولات سيظل يذكره التاريخ على أن يحفظ كل منهم قيمة الدور الذي قام به الآخرون ولايقلل من شأنه أويجيرالنصر له فقط وان يفكرالجميع واقصد بذلك المواطنين والكتل السياسية والفصائل المسلحة والقوات الأمنية في مرحلة البناء التي يجب ان تعقب دحر داعش ،ليس بناء المدن المحررة فقط بل بناء النفوس بدءا باهالي تلك المدن الذين هم بأشد الحاجة الى إعادة تأهيلهم لنسيان شبح داعش والتخلص من آثار افكاره عليهم - وتسليم السيدة الموصلية ابنها المنتمي لداعش الى القوات الامنية في ايسر الموصل خير دليل على ذلك - ثم رجال السياسة لحاجتهم الى التخلص من التناحر والتخاصم والعمل معا باحساس وطني ونوايا سليمة ...
ومع مايملأ دواخلنا من فرحة بالنصرعلى داعش ، لايمكن ان نخفي خشيتنا من صراعات جديدة قد تشهدها مرحلة مابعد التحرير ..ولن نحلم  حتما ببناء شامل للمدن والنفوس بانتهاء داعش ..لكننا نحاول التذكير فقط ..إن  نفعت الذكرى !!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

باليت المدى: جوهرة بلفدير

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram