TOP

جريدة المدى > تحقيقات > خريجو كلية الإعلام والبحث عن فرصة عمل تخصّصية

خريجو كلية الإعلام والبحث عن فرصة عمل تخصّصية

نشر في: 2 يوليو, 2017: 12:01 ص

يقضي حسن مع وليد وبتول وباقي زملائهم، الأيام الأخيرة  في المرحلة الرابعة للعام الدراسي (2016 - 2017) في كلية الاعلام بقسم الصحافة، اكملوا الامتحانات النهائية التي قد تكون الاخيرة في مسيرتهم كطلبة.. على محيا خريجي كلية الإعلام قسم الصحافة ترتسم ا

يقضي حسن مع وليد وبتول وباقي زملائهم، الأيام الأخيرة  في المرحلة الرابعة للعام الدراسي (2016 - 2017) في كلية الاعلام بقسم الصحافة، اكملوا الامتحانات النهائية التي قد تكون الاخيرة في مسيرتهم كطلبة.. على محيا خريجي كلية الإعلام قسم الصحافة ترتسم الابتسامة، واحياناً تمتلئ العيون دموعاً عند تذكرهم بأن هذه الأيام هي الأخيرة التي يلتقون مجتمعين داخل القاعات الدراسية، ونادي الكلية وحدائقها، بعد أن وصلت رحلتهم الدراسية الى محطة التخرج  وسيشرعون بشق طرقهم الخاصة في الأيام القليلة المقبلة كصحفيين ينقلون الخبر وهموم المواطن عبر فضاء الصحافة والإعلام..

ماذا بعد التخرج؟!
بعد شريط التهنئة الطويل لمن أنهى مراحل الدراسة، تشترك دعوات الزملاء، والاساتذة في الكلية ، والموظفون فيها الذين يعرفون طلبة المراحل الرابعة، بأن يحصل الخريج على وظيفة، وتستمر عبارة الترجي والأماني بالحصول على وظيفة تلاحق الخريج حتى في مواقع التواصل الاجتماعي عند نشر الصور المرافقة لحفلات التخرج في نهاية المواسم الدراسية من كل عام.. ولكن نبضات القلب تتسارع، والتوتر يزيح الفرح، وتتلبد الوجوه بالحيرة، ويبدأ التذمر بالظهور عند سؤال الطلبة الخريجين: ماذا بعد التخرج وكيف ستكون المحطة المقبلة؟
يعيش الطالب المتخرج والصحفي القادم حسن أوقاتاً من القلق والخوف على مستقبله، يسعى للدخول في ميدان العمل الصحفي، أنه يريد اثبات أهمية ما صارع من أجل اثباته للعائلة، إن المعركة التي خاضها معهم لأجل الدراسة في كلية الإعلام والتي انتهت الآن بإتمام الدراسة سوف تكون لصالح أهله، فحسن بحث عن عمل في الكثير من المؤسسات الصحفية، لكن طموحه جوبه بالرفض، معللين ذلك بالمشاكل المالية في المؤسسات الصحفية الخاصة  و" التخمة" التي تعانيها شبكة الاعلام العراقي، بفعل اعداد العاملين التي تصعب مهمة الحصول على مكان بينهم، فضلاً عن "الدخلاء" الذين ظهروا في السنوات الاخيرة في المؤسسات الحكومية والخاصة الذين لا يمتلكون المؤهلات الاكاديمية والشخصية، واثروا على فرص الخريجين من ذوي التخصص، مؤكداً على استمراره في البحث دون كلل أو ملل كي يثبت لأهله انه على صواب وكي يقدم ما يمكنه في العمل الذي أحبه.  

الاستمرار بالبحث والكتابة
"صعب حالياً" أكثر كلمتين ترددتا على مسامع الطالبة المتخرجة إكرام في طريق البحث عن وظيفة بمجال الصحافة، تعلل ذلك بالأزمة المالية التي تعصف بالمؤسسات الاعلامية الخاصة، وشحة التعيينات في شبكة الاعلام العراقي والوزارات المختلفة بسبب "التقشف" مؤكدة أن طريق الحصول على وظيفة طويل وشاق ومملوء بالعقبات..
اختارت (إكرام)  دراسة الصحافة "برغبة وميول" كما بيّنت أن رغم معدلها الذي يسمح بدخول كليات أخرى تضع نسبة قبول أعلى من كلية الإعلام، لكن العمل الصحفي يتصدر قائمة طموحاتها فهي رغبتها الأولى، منذ ان كانت في المتوسطة حسبما ذكرت. وتقول:  إن كان الطريق شاقاً طويلاً غير مضمون تصر قائلةً  "سأستمر بالكتابة، واصقل قلمي جيداً حتى دون مقابل، فلا حياة مع اليأس.
فيما تقول طالبة قسم الصحافة المتخرجة بتول كريم، التي لاتتعدد أمامها الحلول في الحصول على وظيفة في مجال الصحافة: إن الامر عسير، في سبيل الحصول على عمل ملؤه  مطبات، فالمؤسسات الاعلامية الحكومية والخاصة، تهمل الامكانية والأمر لا يكون إلا  "(بالوساطة) والعلاقات الشخصية.   
عندما يظلم طريق الوظيفة والمشاريع الاخرى يبدو طريق الدراسات العليا سالكاً امام (بتول) التي تنتظر معدل الدرجات النهائية، فالتقديم للدراسات العليا في الكلية مرهون بمعدل النتيجة النهائية ، والتي ستعلن بعد حفل التخرج..

المكاتب الإعلامية في الوزارات
وعلى عكس بعض الخريجين الذين يستمرون بصقل مهاراتهم الصحفية مع الاستمرار في البحث عن عمل رغم العقبات، يفضل كلٌ من الطلاب المتخرجين: ذو الفقار، وعمار وليد، واحمد سعد ، وزيد وغيرهم من الطلبة،  التوجه الى مجالات اخرى، والعمل على فتح مشاريعهم الخاصة، اذ ينوي قسم منهم فتح محالاً للملابس أو الاستمرار بعمله الذي ساعده في انهاء الدراسة، والبضائع المختلفة، أما الآخرون سيتوجهون الى كليات الشرطة والعسكرية، وهجرة الصحافة والكتابة بعد نفاد فرص التعيين في شبكة الاعلام العراقي أو المكاتب الإعلامية في الوزارات والمؤسسات..
الطالبة المتخرجة بان حسين بيّنت لـ(المدى) أن ازمة تعيين طلبة كليات الاعلام، تبدو انها في طريق التفاقم خاصة مع الازمة المالية التي تعرضت لها اغلب المؤسسات الاعلامية. مؤكدة: على ضرورة تقليل كليات الإعلام، فمن غير المعقول أن يتخرج سنوياً المئات من الطلبة دون أيّ فرص عمل.
فيما قال الطالب المتخرج من قسم الصحافة عمار وليد، إن اغلب الموظفين في المكاتب الاعلامية للمؤسسات والدوائر الحكومية ليسوا من خريجي كليات الاعلام، بالتالي اخذوا فرص غيرهم. منوهة: الى أن يتم الأخذ بنظر الاعتبار الدراسة الاكاديمية في التعيين بهذه المكاتب والدوائر لأجل تقديم الافضل.

أزمات نفسية
عن التخرج والخريجين وفرص عملهم، يقول التدريسي في كلية الاعلام بجامعة بغداد د. باسم وحيد): إن توفير فرص العمل وفتح باب التوظيف لخريجي الكليات هو مسؤولية الجهات المعنية ، وانصاف الطلبة الذين جدّوا لمدة أربع سنوات وبخاصة شريحة الصحفيين.. مضيفاً: أن الخريجين العاطلين عن العمل يمرون بأزمات نفسية ناتجة عن التفكير بمستقبل ما بعد التخرج، مؤكداً: أن بعض الطلبة يتمنى البقاء في الكلية مدة اطول خشية التخرج والجلوس على قارعة الطريق واستجداء العمل. مردفاً: فضلاً عن الضغوط النفسية التي تتولد نتيجة مطالبات الأهل والمقربين بشأن ضرورة حصول الخريج على وظيفة بمجال تخصصه بعد انهاء سنوات الدراسة الاكاديمية .  
د. وسام محسن، ادارة اعمال ذكر لـ(المدى) عندما نذكر كلية الاعلام، يتبادر للذهن الاذاعة والتليفزيون والصحافة وغير ذلك من وسائل الاعلام. متابعاً: لكننا ننسى تخصصاً في منتهى الأهمية والضرورة تحتاجه كل الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة حتى بات احد أهم وسائل تحقيق نجاحها ألا وهو قسم العلاقات العامة، الذي يقوم برص وبناء علاقة المؤسسة أو الدائرة مع محيطها ومن تتعامل معها.  مضيفاً: ورغم أهمية رجل العلاقات العامة التي يدركها العالم كله الآن، إلا أنه هذه المهنة للأسف لم تزل مهملة، إن كان من قبل الجهات الحكومية أو الخاصة. ودعا محسن: الى إعادة نظر الشركات الحكومية والخاصة في عمل موظفي العلاقات العامة والتأكيد عليها وتشجيعها. معتقداً: أن تفعيل دورها في المجتمع ستستوعب عدداً كبيراً من خريجي كليات الإعلام.

شروط القبول والموهبة
فيما يخص البطالة وغياب فرص العمل لخريجي كليات الاعلام، يقول الباحث الاجتماعي فاضل موسى  لـ(المدى) إن مشكلة البطالة موجودة في كل التخصصات الدراسية خاصة في ظل الازمة المالية الحالية واعلان الحكومة توقف التعيينات. مستدركاً: لكن بطالة خريجي كليات الاعلام لها العديد من الابعاد التي أراها في منتهى الخطورة، فمهنة الاعلام من الوظائف المهمة في المجتمع والتي تؤثر بشكل كبير في تقدم وتنمية المجتمع وبناء جيل إعلامي واعٍ يأخذ على عاتقه نقل الحقيقة وهموم الناس. مردفاً: الا أن ما يؤسف له ضياع سنين الدراسة بالبطالة التي نتجت لأسباب عدة.
وأكد موسى على ضرورة ايجاد حلول لمشكلة بطالة خريجي كليات الاعلام قبل تفاقمها مع تفاقم ازمة المؤسسات الاعلامية. مضيفاً: ولعلَّ من أبسط الحلول هو التعامل مع كليات الاعلام كما يتعامل مع الكليات الخاصة بوضع مجموعة من الشروط والضوابط يتم الاتفاق عليها بين عمادات كليات الاعلام ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي لتدارك زيادة الخريجين، لافتاً: الى أن يكون من الشروط امتحان قبول يشمل قياس الموهبة فإن لم يكن الشخص موهوباً لا يستطيع أن يكمل عمله وخصوصاً في مهنة الصحافة فهي شاقة للوصول للحقيقة، والقدرات اللغوية، والمعلومات العامة، والأسلوب وطريقة الكتابة وغير ذلك من ميزات تحتاجها مهنة الصحافة.

استسهال فتح كلية الإعلام
وفيما تشير التدريسية في قسم الصحافة بجامعة بغداد د.ازهار صبيح، الى الاخطاء الحكومية المؤثرة على مستقبل خريجي الصحافة، وما على الصحفي فعله لخلق فرصة عمل، للخروج من مأزق البطالة المبكرة من خلال صقل ادواته الصحفية وامكاناته الذاتية، واستثمار وسائل التواصل الاجتماعي.. مضيفة: أن تفاقم مشاكل الخريجين الصحفيين تتزايد سنة بعد أخرى والسبب باستسهال فتح اقسام للصحافة في الكليات الحكومية والأهلية، متابعة: مع كثرة الكليات التي تخرج الطلبة، تتجمع في كل عام أعداد كبيرة من الخريجين الصحفيين الباحثين عن فرص العمل ، فتتراكم الدفعات الطلابية فوق بعضها، الامر الذي يولد مشكلة  في الاجابة عن سؤال: ماهو مصير هؤلاء الخريجين المهني؟
واسترسلت صبيح بحديثها لـ(المدى): أن غياب المعايير الاساسية في التوظيف هو جزء من مشاكل الطلبة بعد التخرج، بالاضافة الى تأثير العلاقات والمحسوبية والمنسوبية، التي تحرم الخريجين الصحفيين المتمكنين من ادوات المهنة من فرصة العمل، مؤكدة : على اهمية مواقع التواصل الاجتماعي التي يمكن تحويلها الى "منصات اعلامية " تعرض للآخرين مدى القدرة الشخصية، والحس الصحفي، ومستوى الوعي، وطريقة التفكير، وملكة الكتابة، وكيفية استعراض الاحداث اليومية التي تهم الرأي العام وطريقة تناولها. متابعة: والتي يمكن أن تسهم بمخرج جيد من نفق البطالة المظلم، خاصة أن مواقع التواصل باتت ملتقى للصحفيين والمدراء الذين يمكن لفت انتباههم، فضلاً عن توفيرها للوقت والجهد بطريق البحث عن فرص عمل في مجال الصحافة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram